سيف الإسلام القذافي ، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ، رجل نافذ في ليبيا وصاحب مشاريع إصلاحية ، وهو يقدم باستمرار على أنه خليفة والده ، ولو أنه ينفي ذلك في العلن. ولا يشغل سيف الإسلام القذافي - 36 عاما - أي منصب رسمي ، لكنه برز خلال السنوات الأخيرة على أنه موفد النظام الليبي الأكثر مصداقية ومهندس الإصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب. وعرض سيف الإسلام القذافي في 20 أغسطس 2007 مشروعه لتحديث البلاد ، فأثار تكهنات حول مسألة الخلافة في زعامة ليبيا ، ولو أنه أكد أن "ليبيا لن تتحول إلى ملكية أو دكتاتورية". وقد أعلن بعد سنة من ذلك انسحابه من الحياة السياسية ، مؤكدا أنه وضع "القطار على السكة الصحيحة" ، ودعا إلى بناء "مجتمع مدني قوي" يواجه أي تجاوزات على مستوى قمة السلطة. وبدا وكأنه سئم من البيروقراطية في بلاده التي اضطر إلى خوض معارك عديدة ضدها لفرض إصلاحاته ، وقال : "في غياب المؤسسات ونظام إداري ، كنت مجبرا على التدخل" في شئون الدولة. ويقدم سيف الإسلام نفسه قبل كل شيء بأنه سفير للشأن الانساني في ليبيا وفي كل أنحاء العالم عبر جمعيته الخيرية "مؤسسة القذافي" التي أنشأها في 1997. وبرز دوره خصوصا في الوساطة التي قام بها في قضية الفريق الطبي البلغاري الذي أفرج عن أفراده (خمس ممرضات وطبيب) في يوليو 2007 بعد أن أمضوا ثماني سنوات في ليبيا. كما تدخل مرارا في مفاوضات دولية عبر مؤسسة القذافي (جمعيته الخيرية) من أجل قضايا تنمية وغيرها. ولد في 25 يونيو 1972 في طرابلس ، وهو النجل الأكبر من زوجة القذافي الثانية والولد الثاني بين أولاده الثمانية. حصل على شهادة في الهندسة المعمارية من جامعة الفاتح في طرابلس ، وكلفه والده حينها بوضع مخطط لمجمع عقاري كبير مع فنادق ومسجد ومساكن. بعد خمس سنوات ، تابع سيف الإسلام القذافي دراسته ، فاختار إدارة الأعمال في فيينا (النمسا) حيث حصل على شهادة من معهد "إنترناشيونال بيزنس سكول". وارتبط في تلك الفترة بصداقة مع يورج هايدر زعيم اليمين النمساوي الشعبوي ، وفي لندن ، أنهى دراسته الجامعية بالحصول على الدكتوراه من معهد "لندن سكول أوف إيكونوميكس". وهو معروف جدا في طرابلس حيث انطلق في عالم الأعمال ، وظهر على الساحة الدولية في سنة 2000 ، عندما فاوضت مؤسسته من أجل الإفراج عن رهائن أجانب محتجزين لدى مجموعة من الإسلاميين في الفيليبين. يتكلم سيف الإسلام القذافي الإنجليزية والألمانية وقليلا من الفرنسية ، وهو يتحدث بهدوء واعتدال ، وتقدمه وسائل الإعلام على أنه الوجه الجديد المحترم لنظام اتهم طويلا بدعم الإرهاب. وهو الذي فاوض كذلك الاتفاقات من أجل دفع تعويضات لعائلات ضحايا طائرة لوكربي التي تحطمت في 1988 فوق أسكتلندا واتهمت ليبيا بالتخطيط للعملية ، وقضية دفع تعويضات لضحايا الاعتداء على طائرة "أوتا دي.سي. - 10" التي تحطمت فوق النيجر في 1989. ومنذ سنة ، يقود سيف الإسلام القذافي حملة من أجل فتح بلاده أمام وسائل الإعلام الخاصة ، ونجح في أغسطس في إطلاق أول محطة تليفزيون خاصة وأول صحيفتين خاصتين في البلاد. وسيف الإسلام القذافي أعزب ويهتم بمظهره ويعتني بأسود تم ترويضها ، ويحب الصيد في أعماق البحار وصيد الصقور وركوب الخيل ، كما يمارس أيضا فن الرسم.