تسليم الدار إلى إدارتها الجديدة.. ومسئولو «الأورمان» و«وطنية» يتابعون إجراءات إصلاح أوضاع الأطفال.. وعرض النزلاء على الطب الشرعى قالت وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى إنه يجرى إعداد ملفات صحية وتقييم نفسى لجميع نزلاء دار «إشراقة» للأيتام، بالتوازى مع استكمال الجهاز الإدارى، حيث تتمتع الدار ببنية تحتية متميزة ويدرس فيها الأولاد فى مدارس خاصة. وأضافت والى، فى بيان اليوم، أن جمعية «إشراقة» وقف خيرى أقامه رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عاطف عبيد، وكان يشرف على الدار بنفسه، إلا أنه بعد ثورة 25 يناير، عانى النزلاء من نقص المتابعة من مشرفين غير مؤهلين وغير أمناء عليهم، حسب قولها. وأوضحت أن فريق التدخل السريع المركزى التابع للوزارة تحرك صباح أمس، مع فريق من جمعية الأورمان لتسليم الدار ونزلائها إلى الإدارة الجديدة، بعد عزل مجلس الإدارة وتعيين مفوض ومديرة ذات خبرة. واجتمعت وزيرة التضامن مع مسئولى جمعيتى الأورمان و«وطنية»، لمتابعة إجراءات إصلاح أوضاع الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب فى «إشراقة»، والذين كانوا يعانون من قصور فى الجهاز الإدارى والإشرافى. يذكر أن جمعية «إشراقة» تشمل 18 ابنا ينتظم 13 منهم فى مدارس خاصة، و5 مقيدون فى مدرسة حكومية وانقطعوا عنها، وبدأت حاليا إجراءات تقييم موقفهم لاستكمال تعليمهم. وتحقق النيابة العامة فى الشكوى التى تقدم بها فريق التدخل السريع فى الوزارة، فيما حولت الوزيرة موظفى الإدارة الاجتماعية المختصة فى مديرية الجيزة إلى النيابة الإدارية للقصور فى المتابعة. فى سياق متصل، استمعت نيابة أكتوبر أول إلى أقوال أعضاء لجنة الاجتماعى المشكلة لفحص دار رعاية إشراقة للأيتام، للتأكد من واقعة تعذيب الأطفال، وقال أعضاء اللجنة الستة إنهم فحصوا الدار، ووجدوا مخالفات فى التهوية والإضاءة وسوء الطعام والشراب الذى يتم تقديمه للنزلاء، فضلا عن صحة أقوال الأطفال بوجود آثار تعذيب على أجسادهم. وبدأت نيابة أكتوبر أول بإشراف المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة المستشار حاتم فاضل، التحقيق مع «عمرو. أ» مدير الدار، المملوكة لأرملة عاطف عبيد، لاتهامه بالتعدى على الأطفال وتعذيبهم. كما أمرت النيابة بعرض عدد من الأطفال على مصلحة الطب الشرعى، لبيان مدى تعرضهم للاعتداء الجنسى والتحرش فى أماكن حساسة بجسدهم، وإعداد تقرير بشأنهم. وواجهت النيابة للمتهم بما توصلت له تحريات المباحث وأقوال نزلاء الدار واتهامهم له بعذيبهم لأسباب مختلفة، فيما استمعت إلى أعضاء اللجنة التى شكلتها وزارة التضامن الاجتماعى، بعدما أبلغ أحد العاملين عن مخالفات وحالات تعذيب، وقدمت اللجنة تقارير بشأن اكتشافها مخالفات مختلفة. واستمعت النيابة أيضا إلى أقوال 16 طفلا من النزلاء، وكشف بعضهم عن تعرضهم لاعتداءات جنسية وعمليات تعذيب ممنهجة مارسها عدد من المسئولين عليهم، وأمرت النيابة بعرضهم على الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى وبيان ما بهم من إصابات أو آثار لاعتداءات جنسية. كما أكد عدد من الأطفال أن هناك العديد من المشرفين الذين مروا على الدار منذ سنوات وكانوا يمارسون أعمال التعذيب والاعتداء الجنسى عليهم بطرق مختلفة، مشيرين إلى أن حالات التعذيب كانت بسبب طلبهم الحصول على مزيد من الطعام لعدم كفاية تلك الأطعمة المقدمة لهم لسد جوعهم. وتابع الأطفال أن من بين الأسباب التى عذب البعض منهم بسببها كانت إصابتهم بالتبول اللاإرادى، مضيفين أن أحد الأطفال تعرض لجرح فى منطقة حساسة بجسده من أحد المشرفين، بسبب تبوله اللاإرادى. وقال مصادر قضائية إن أرملة عاطف عبيد، نجد محمد، تركت إدارة الدار منذ فترة فى يد المتهم دون أن تتدخل بأى شكل من الأشكال فى الإدارة وطرقها، ما من شأنه ألا يوقعها تحت المسألة الجنائية. وأضافت المصادر أن النيابة ستطلب الاطلاع على الأوراق الخاصة بإدارة الدار، فيما استدعت أرملة عبيد للاستماع إلى أقوالها حول الواقعة، مشيرة إلى وجود تنسيق بين النيابة العامة والإدارية فى التحقيقات.
