- رئيس بنك مصر: نعم سيتأثر محدودي الدخل ولكنها فترة قصيرة سيتم تجاوزها.. و650 مليون دولار دخلت خزينة البنك بعد تعويم الجنية - مؤلف كتاب طلعت حرب: فلسفة طلعت حرب تمثلت في أخذ ثقة العائلات الكبيرة وتوفير الحماية الجمركية وحماية الشركات الصغيرة من العالمية - جابر نصار: " بدل ما ندرس عنترة ابن شداد وعقبة ابن نافع للطلبة في المدارس ندرسلهم تجربة طلعت حرب في الإقتصاد" - هالة السعيد: مشكل مصر الأساسية هي عصبها الإقتصادي وليست مشكلة صرف ولابد من توزيع عادل لثمار التنمية علي الطبقات الاجتماعية - قال رئيس بنك مصر، محمد محمود الأتربي، إن تعويم الجنيه قرار تصحيحي وصائب 100% وتأخر قليلا، ولا يجب أن يخاف الشعب من رفع الدعم، وتابع: "نعم سيتأثر محدودي الدخل، ولكنها فترة قصيرة سيتم تجاوزها". وأكد رئيس بنك مصر، خلال مؤتمر "إعادة التوازن الإقتصادي المصري لتحقيق الانطلاق.. استلهام تجربة طلعت حرب" الذي نظمته كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أمس، أنه لأول مرة خلال السنوات الماضية وفي 18 يوم دخلت خزينة بنك مصر 650 مليون دولار، عقب القرارات الإقتصادية الأخيرة وتعويم الجنيه، مشيرا إلى أن البنوك لم يدخلها أي حصيلة قبل قرار تعويم الجنيه. وأضاف رئيس بنك مصر أن سعر الدولار سينخفض أمام الجنيه مع ترشيد الاستيراد وبعض القرارات الحكومية الحمائية، والتشجيع على التصدير، مستدركا: "لازم الشعب يساعدنا، اللي طلع عمرة مرة ما يطلعشي تاني، واللي يشتري يشتري محلي". وأوضح رئيس بنك مصر أن البنك سباق في المشاركة مع المؤسسات التنموية لرعاية وتطبيق أفكار علمية تعمل على رفع الإقتصاد، قائلا: "نتمنى يكون في دلوقتي 20 زي طلعت حرب لأنه خلق استقرار اقتصادي وتحرير سياسي". وقال الدكتور أريك دافيز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة روتجرز في نيويورك، ومؤلف كتاب طلعت حرب، إنه أتى إلى مصر خلال فترة الثمانينيات وكان هدفه إعداد رسالة الدكتوراه عن الاقتصاد السياسي المصري، ووجد أن أهم شخصية وقتها هو طلعت حرب مؤسس بنك مصر وأكثر من 20 شركة تخدم القطاع العام وتوفير رأس المال والمشاريع الإقتصادية وتحدي الاحتكار الإقتصادي والتحرر من الاحتلال، الأمر الذي دفعه إلى الإهتمام بالتجربة. وأضاف دافيز أن طلعت حرب كان زعيم مصر الاقتصادي لم يحب الشهرة أو السياسية ولم يكن لديه ميول إلى التحدث إلى المؤسسات الصحفية أو المراسلين، رغم تجربته الفريدة ومساهمته في بناء مصر الحديثة، وساهم في دعم المثقفين مما ترك لمسة في الفكر، ودعم تعزيز العلاقات بين الأديان في مصر. وأوضح دافيز أن فلسفة طلعت حرب تمثلت في أخذ ثقة العائلات والأسر الكبيرة واعتماد اللغة العربية كلغة أساسية وتوفير الحماية الجمركية وحماية الشركات الصغيرة من الشركات العالمية، وتابع:" كان طلعت حرب متاسمحا ومتدينا وأصدر مؤلفات دينية عن المرأة التي دعا قاسم أمين وقتها إلى تحررها وضرورة تخليها عن الحجاب، وقدم نموذجا متسامحا بين الأديان بين الأبراهيمية والمسيحية، فضلا عن كتابه مع الشيخ محمد عبده ضد مستشرق هاجم الإسلام وكتب بالفرنسية ضد مهاجمة المفتي المصري". وقالت الدكتورة هالة السعيد، عميد كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تجربة طلعت حرب نجحت في ترابط القطاع المصرفي مع الصناعي، مما أدى لسرعة عجلة الإنتاج، ورفع الناتج المحلي وساعد على الحرية في اتخاذ القرارات المصيرية للدولة، مؤكده أن نجاح طلعت حرب جاء من إيمان ومساعدة الشعب المصري به حتى حقق نسبة الإكتفاء الذاتي لجزء كبير من الاستهلاك المحلي. وأوضحت أن المؤتمر يأتي كضرورة لتحليل الوضع الإقتصادي، موضحة أن مشكلة مصر الأساسية هي عصبها الإقتصادي وليست مشكلة صرف، مطالبة بتوزيع عادل لثمار التنمية على الطبقات الإجتماعية، وأن القطاع الخاص له دور أساسي في التنمية بالشراكة مع الحكومة. ومن جانبه، قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أن مصر تحتاج لإصلاح مالي وإداري، ولابد من اتخاذ القرارات، محذرا من الانهيار السريع للمؤسسات في حالة عدم اتخاذ تلك القرارات، مضيفا: "إننا في زمن لا تستطيع الدولة أن تفعل كل شئ"، مطالبا ببرامج حمائية للطبقات محدودة الدخل، لا تقتصر على الحكومة بل يتحملها المجتمع ككل. وتابع: "نحن كمجتمع وشعب نحتاج إلى أفكار رائدة وبسيطة، وأن نكون قادرين على توليد الأفكار الخلاقة، وتغيير ثقافة الشباب نحو التوظيف، وبدل ما ندرس عنترة ابن شداد وعقبة ابن نافع للطلبة في المدارس ندرسلهم تجربة طلعت حرب في الاقتصاد"، مؤكدا أن منصة إطلاق صواريخ التقدم من الجامعات، وفي حالة عدم الاهتمام بها لن تكون إلا مفرخة للإرهاب.