«السكة الحديد بتتطور، جبنا جرارات جديدة وعملنا عربيات جديدة، واتعاقدنا مع شركة نظافة، وبتصرف من فلوسك مليارات علشان تقدملك خدمة كويسة»، «بتعمل إيه يا مدبولى، بقطع تذكرة، ياعم سيبك سيبك، تعال نوفر الفلوس، نجيب بها سندوتشات». هذه بعض المقاطع من حملة الإعلانات التى قامت بها الهيئة القومية للسكك الحديدية مؤخرا، لتوضيح التطوير الذى قامت به فى الفترة الأخيرة، ولتوعية المواطنين لتجنب السلوكيات الخاطئة. «بعد ربع ساعة من إقلاع القطار من محطة الإسكندرية، يصرخ الناس بمجرد رؤيتهم لكمسارى أو أى مسئول فى السكة الحديد، هنموت من الحر، شغلوا التكييف، رائحة كريهة منبعثة من الحمامات، مستوى نظافة سيئ فى العربات»، هكذا تصف حميدة عبدالمنعم، رحلة سفرها من الإسكندرية للقاهرة منذ أسبوعين. تُقدم يوميا لشرطة السكة الحديد العديد من الشكاوى التى تتحول لمجرد ملفات فى الأدراج. «العسكرى قال لى هعملك محضر، لكن ما فيش حاجة ممكن تتغير»، كما تحكى حميدة عن رد فعل شرطة السكة الحديد على المحضر الذى قامت بعمله فور وصول القطار لمحطة القاهرة. إعلان السكة الحديد فى التليفزيون، لم يقنع العديد من مشاهديه، خاصة أصحاب تجربة ركوب القطار. «بيضحكوا على نفسهم بالإعلانات، مش بيضحكوا على الناس، ركبت قطر المفروض إنه مكيف، يعنى أقل خدمة ممكن ألاقيها هى التكييف»، بانفعال قالتها حميدة، كما استنكرت إعلانات السكة الحديد. «حسسونا إننا بنركب طيارة مش قطارات مصر، كراسى فخمة، خدمة زى الفل»، هكذا يقول محمد حسن، مؤكدا أن هذه الإعلانات تتناقض تماما مع الواقع. ويضيف حسن، أنه كان يستقل قطار مرسى مطروح منذ أسبوعين، وكان ميعاد وصوله الساعة الثانية عشرة ليلا، لكنه وصل القاهرة فى الثانية صباحا، «بدل ما يصرفوا على الإعلانات يطوروها». الإعلان لا يصف الواقع، فالقطار الذى يعلن عنه، يختلف تماما عن القطارات التى يركبها أغلب الناس، «بدل ما يصوروا قطارات ما حدش بيركبها، ويقولوا بنطور، يصوروا قطارات الصعيد»، كما يقول مصدر بالهيئة، رفض ذكر اسمه. ويضيف أن القطارات العادية، التى يركبها معظم الناس، هى التى تعكس الوضع الحقيقى للسكة الحديد. لكن البعض يرى أن السلوكيات الخاطئة للمواطنين هى التى أدت إلى الحالة السيئة التى وصلت إليها القطارات، ومن هؤلاء محمد عبدالعال، الذى يضيف أن الهيئة لابد أن تقوم برقابة شديدة، حتى تمنع هذه السلوكيات. الإعلانات رصدت سلوكيات سلبية مثل السرقات، وعدم المحافظة على نظافة القطار. «اللى بيتكلم عنه الإعلان أقل بكتير من اللى بيحصل فى الواقع»، يقولها مصدر مسئول من الهيئة، رفض ذكر اسمه، ويضيف أن عربات القطارات تتعرض للسرقة مثل زجاج وأجزاء الألمونيوم من الشبابيك، التى يتم فكها لسرقتها. «الشرطة بتخاف من الحرامية، بيتشطروا بس على واحدة بتشحت يعملولها قضية تحرى»، كما يرى المصدر دور شرطة السكة الحديد فى الحفاظ على ممتلكاتها. ولم تغفل الهيئة الحديث عن دقة مواعيد القطارات من خلال الجرارات الجديدة، التى أضافت لقوة الجر، إلا أن المصدر يرصد مشكلة جديدة «فيه حاجات ما ينفعش التليفزيون يتكلم عنها، زى السواق ما بيعرفش يسوق القطار، ويتأخر ساعة لغاية ما يدوروا له على سواق». ويضيف المصدر أن 50% من السائقين غير مدربين على الجرارات الجديدة، وبالتالى 50% من مواعيد القطارات غير منتظمة. وتعتبر هذه أول حملة توعية ودعاية تقوم بها الهيئة القومية للسكك الحديدية. «لا ننكر أن الهيئة فيها أخطاء، إحنا مش ملايكة، لكن هناك بعض السلوكيات الخاطئة التى يقوم بها بعض الناس، والإعلان هدفه توعية الجمهور، وأكيد ها يغير»، كما يؤكد د.وليد وردة، المتحدث باسم هيئة السكة الحديد. ويضيف د. وليد أن الهيئة تقوم بتطوير مستمر، حيث تقوم بصيانة دورية لعربات القطارات، كما أنها تقوم باسترجاع ما تمت سرقته. ويدافع وليد عن كفاءة السائقين نافيا ما يقال عن أن سبب تأخر القطارات هو أن 50% من السائقين غير مدربين على الجرارات الجديدة، «عندنا 120جرارا جديدا من أسطول 700 جرار بالهيئة، كل السواقين مدربون، وأى حاجة غير كده غير صحيحة»