افتتح الزعيم الليبي معمر القذافي الاثنين في طرابلس اجتماعا للإتحاد الأفريقي هاجم فيه إسرائيل متهما الدولة العبرية بإثارة "الفتن" وبأنها "وراء أي مشكلة" في أفريقيا. وشارك نحو ثلاثين رئيس دولة أفريقية في افتتاح هذه "الدورة الخاصة" المخصصة للنزاعات في القارة. ودعا القذافي في الإجتماع الدول الافريقية إلى "طرد السفارات الاسرائيلية من أفريقيا لأنها تسعى إلى إثارة الفتن بحجة حماية الأقليات ولكنهم لهم أطماعهم في افريقيا". وتابع القذافي "إنهم (الإسرائيليون) عصابة وأي مشكلة في أفريقيا هم وراءها". وأضاف إن "الإسرائيليين لن يقدموا أي مساعدة للافارقة ، فهم يأخذون ولا يعطون" متهما إسرائيل بأنها "تؤجج النزاع في دارفور". كما دعا القذافي الأفارقة الى حل "النزاعات الأفريقية ذاتيا وأفريقيا بعيدا عن أطماع الدول الكبرى الإستعمارية". وقال القذافي في هذا الصدد "يجب ان نجد الحلول بين الأشقاء الأفارقة في نزاعهم ولا نضيع الوقت ونتقدم الى الأمام لنقطع الطريق أمام القوة الكبرى التي لها مطامع في أفريقيا لتنهب ثرواتها". وشدد القذافي على "ضرورة حل النزاعات بين الأشقاء الأفارقة لأنها تهدد الأمن والسلم الدولي". وفضلا عن الرئيس السوداني عمر البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور ، كان حاضرا رئيس زيمبابوي روبرت موجابي. في المقابل ، تغيب رؤساء جنوب افريقيا جاكوب زوما والسنغال عبدالله واد ونيجيريا اومارو يار ادوا واوغندا يويري موسيفيني. كما لم يحضر الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز رغم إعلان مشاركته. ويجتمع القادة الافارقة في طرابلس في أجواء احتفالية عشية الاحتفالات بالذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر التي أوصلت القذافي الى الحكم. وكان من المقرر أن تبدأ القمة عند الساعة 9 صباحا بالتوقيت المحلي بحسب البرنامج الرسمي ، ولم يعط أي سبب لهذا التأخير. وبحسب جدول الأعمال ستولي القمة أهمية خاصة لقضية الصومال وتبحث سبل تقديم "مزيد من الدعم للحكومة الإنتقالية الصومالية لا سيما بتعزيز مؤسساتها وتحسين الأمن في البلاد" ، كما افاد الاتحاد الافريقي. ووصف القذافي الوضع في الصومال "بالخطير جدا مع غياب الدولة وعلينا ان نجد حلا لهذه المشكلة". وأشار القذافي أيضا إلى النزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا. وقال "بناء على طلب الدولتين بعدم ادراج هذه المشكلة على جدول اعمال هذه الجلسة ، لن نناقش هذا الامر ، إلا إنني اعتبره قنبلة موقتة وعلى الاتحاد الافريقي أن يحل النزاع بين البلدين". ويستقبل القذافي الذي يتولى حاليا رئاسة الإتحاد الأفريقي، نظراءه بعد شهرين فقط من القمة العادية الثالثة عشرة للإتحاد التي عقدت نهاية يونيو في مسقط رأسه سرت. وسيجتمع القادة الافارقة بضع ساعات تحت خيمة عملاقة اقيمت للمناسبة في ميناء طرابلس قبل التفرغ للإحتفالات "بذكرى ثورة الفاتح" التي حملت القذافي الى السلطة في الأول من سبتمبر 1969. وستبلغ الاحتفالات ذروتها الثلاثاء بعرض عسكري وآخر يستعيد تاريخ ليبيا منذ تولي القذافي السلطة اضافة الى الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس الاتحاد الأفريقي في التاسع من سبتمبر 1999 في سرت.