الكل هنا مشغول بالثقافة والقراءة. منذ دخولك الحدود الفاصلة بين دبي والشارقة، التي لا تتضح للغرباء إلا بإعلان يعلمك أن هناك حدثا ثقافيا مهما "مهرجان الشارقة القرائي للطفل". كلما تقترب تزداد الإعلانات: على السيارات، وأعلى المباني والكباري، وداخل الأنفاق، تشعر أن الاهتمام غير عادي، وغير معتاد في الثقافة العربية. الإمارات دولة عربية. لكن لماذا كل هذا الاهتمام بالثقافة والأدب والفن؟ يبدو أن الأمر يتعلق بصناعة حضارة ما، وإدراك أن الثقافة والفن قوة تضاف للإنسانية، تتجاوز الصناعة والاقتصاد ولغة المال. ومن المشروعات اللافتة للنظر، التي ربما على المدى البعيد، تصبح القوة الناعمة لدولة الإمارات، مشروع "ثقافة بلا حدود"، الذي يتخذ من إمارة الشارقة مقرا له، والذي يشارك في الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، معلنا عن مبادرة "ألف عنوان وعنوان" التي تعمل على تعزيز الإنتاج المعرفي الإماراتي كماً ونوعاً، وذلك من خلال دعم المؤلفين والمفكرين والمبدعين الإماراتيين، وإصدار 1001 عنوان إماراتي جديد خلال عامي 2016 و 2017، عن طريق دور نشر إماراتية فقط. لكن التأليف متاح أمام كل البلاد العربية. وخلال حواري مع راشد الكوس مدير عام ثقافة بلا حدود، أشار إلى مسابقة المؤلف الصغير التي تشجع الأطفال على التأليف، حيث توزع المسابقة على الأطفال كتيبات صممت خصيصا، تحتوي على قسمين أحدهما للكتابة، والآخر للرسم. وقد تجاوب الأطفال مع المسابقة حيث حمل صندوق كبير عدة مشاركات للأطفال يكتبون ويرسمون على أمل يكونون "المؤلف الصغير". وأشار الكوس إلى أن مشروع " ثقافة بلا حدود" يعمل، خلال الدورات المقبلة، على تعرف الأطفال ومشاهدتهم الواقعية لمراحل إصدار الكتاب، بداية من التأليف والنشر والرسم والطباعة. "ثقافة بلا حدود" يحرص على شراء آلاف الكتب في شتى المجالات المعرفية، من دور النشر المشاركة في معرض الطفل دعماً من المشروع لصناعة الكتاب والنشر وتعزيزاً لثقافة القراءة والاطلاع، ويقوم بعد ذلك بتوزيعها على الأسر الإماراتية المقيمة في إمارة الشارقة ضمن مبادرة المكتبة المنزلية، التي تهدف إلى نشر وتعزيز ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع الإماراتي، ومساعدة الأسر الإماراتية في تأسيس مكتبات خاصة بها، من خلال منح كل أسرة مكتبة تحتوي على 50 كتاباً. راشد الكوس مدير ثقافة بلا حدود
