يبدو أن هواية تمثيل السقوط على أرض الملعب وخاصة داخل منطقة الجزاء التي يتقنها كثير من اللاعبين لن تكون مجرد سلوك سيء يستوجب الحصول على البطاقة الصفراء ، بل إن الفترة المقبلة يتشهد تطبيق عقوبات خارج أرض الملعب قد تصل إلى درجة الإيقاف! فقد أثيرت أزمة مؤخرا بسبب ادعاء أحد لاعبي فريق الأرسنال الإنجليزي السقوط داخل منطقة جزاء فريق جلاسجو سيلتيك الأسكتلندي ومطالبته بالحصول على ركلة جزاء غير مستحقة في مباراة الفريقين في دوري أبطال أوروبا ، حيث يعتزم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "الويفا" معاقبة اللاعب بشكل عنيف ، خاصة وأن الحكم الذي أدار المباراة "شرب المقلب" واحتسب الكرة ركلة جزاء بالفعل ، بينما انبرى مسئولو الفريق الإنجليزي في الدفاع عن موقف لاعبهم وصحة ركلة الجزاء! ففي إجراء غير مسبوق ، وجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتهاما ب"خداع الحكم" إلى اللاعب البرازيلي إدواردو دا سيلفا مهاجم الأرسنال بسبب سقوطه زاحفا خلال مباراة الفريق أمام سيلتيك التي جرت الأسبوع الماضي في الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا لإقناع الحكم باحتساب ضربة جزاء لصالحه. وسقط إدواردو على الأرض لحظة اتجاه آرتور بورك حارس مرمى سيلتيك نحوه ليحتسبها الحكم ضربة جزاء ويسجل منها الأرسنال هدفا في شباك سيلتيك في الدقيقة 28 من زمن اللقاء ، ليتأهل الأرسنال إلى الدور التالي من البطولة. وقال الويفا في بيان له : "بعد دراسة التسجيل التليفزيوني للواقعة ، قرر مراقب اللجنة التأديبية في الويفا توجيه الاتهام إلى اللاعب .. وستنظر لجنة الانضباط في الويفا هذه القضية في أول سبتمبر المقبل". ويعتمد هذا الاتهام على قواعد سوء السلوك في لائحة الويفا ، والتي تنص على "إمكانية إيقاف اللاعبين لمباراتين رسميتين أو لفترة محدودة بسبب التصرف عن عمد واضح لدفع حكم المباراة إلى اتخاذ قرار خاطيء أو دعم قراره الخاطيء". ولكن تحذير الويفا هذا لم يحظ بقبول أو تأييد لدى مسئولي الأرسنال ، فقد دافع إيفان جازيديس الرئيس التنفيذي للنادي عن إدواردو ، مشيرا إلى أنه تعمد السقوط بهذه الطريقة لأنه تعافى لتوه من الإصابة بكسر مضاعف في الساق! وقال : "أعتقد أنك لو عانيت من إصابة مشابهة ، فسوف يكون من الطبيعي والمنطقي أن تحاول تفادي الالتحامات القوية"! أما الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني للأرسنال فقد كان موقفه غريبا وعنيفا للغاية ، ولا يتناسب مع كونه من أقل المدربين في الدوري الإنجليزي انتقادات للحكام وأكثرهم حرصا على اللعب النظيف ، حيث قال تعليقا على كلام اللجنة التأديبية بالويفا : ""بالنسبة لي .. هذا عار كامل .. لن نقبل بأن يتم التعامل معنا بهذه الطريقة .. أنا موافق على أن هناك جدلا حول هذه الركلة ، لكن هذا لا يسمح باتهام اللاعب بأنه تعمد الغش". وأضاف فينجر : "هذا الأمر يعني منذ الآن أن جميع قرارات الحكام أصبحت مثيرة للجدل وقابلة للنقاش ، وأنه لن يكون هناك أي قرار نهائي .. الاتحاد الأوروبي فتح بابا خطيرا جدا". وقال فينجر أيضا : "هم يؤكدون أنهم لا يريدون استخدام الفيديو ، لكن هذا ما فعلوه في هذه الحالة". ولا تقل واقعة إدواردو أهمية عن الواقعة الشهيرة التي حدثت في مباراة مصر والبرازيل في بطولة القارات بجنوب أفريقيا عندما احتسب الحكم ركلة جزاء للبرازيل في الدقيقة الأخيرة من المباراة بناء على إشارة خارجية تفيد بأن أحمد المحمدي لاعب منتخب مصر قد أبعد الكرة من داخل المرمى بيده ، رغم أن الحكم لم يكن قد احتسبها في البداية ركلة جزاء! وتفتح هاتان الواقعتان معا – كما يقول فينجر – الباب أمام احتمال عودة الحكم في قراره بناء على توجيهات خارجية أو بناء على مشاهدة لعبة معينة في الفيديو ، وهو ما يعني أيضا فتح الباب أمام الاعتراف بخطأ قرار حكم ما ، وهو ما سيعطي الفريق المتضرر الحق في المطالبة بعدم احتساب نتيجة المباراة طالما أن الجهة المنظمة للعبة اعترفت بوجود خطأ!