كنت أتبادل الحديث اليوم مع الزميلة العزيزة رانيا وصفي حول ما يسمى بالفتنة الطائفية التي اشتعلت في مصر، ما بين أطفيح والمقطم وقنا وغيرها.. تحدثنا عن كل شيء.. عن ميدان التحرير وما كان به من روح تسامح حفت المكان بالملائكة، تحدثنا عن الجهل.. التخلف.. التعصب.. عن الوعي.. الرغبة.. الإصلاح.. عن الإحباط.. عن الأمل.. تحدثنا في كل هذا، ولكن ما استوقفني كانت هذه الكلمة التي قالتها رانيا لتمس الجرح في صدري.. قالت: "إنت فاهم يعني إيه يبقى عيدنا بعد أيام وخايفين نروح الكنيسة؟".. الحقيقة أني أفهم.. أفهم جيدا أن هؤلاء الذين يسيئون كل يوم ولو بكلمة للمصريين الأقباط المسيحيين إنما يسيئون في الحقيقة إلى إسلامهم.. إلى نبيّهم.. إلى تاريخ إسلامي ممتد قائم على التسامح والمحبة.. يسيئون إلى كل هذا.. أفهم جيدا أنني لو كنت في بلد آخر وأصابني الخوف من أن أمارس شعائر ديني لاعتصرني الألم، فما بالكم وأنا في وطني.. هل كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- ليرضى بهذا؟ والله إني لأكاد أراه حانقا غاضبا، وهو الذي أوصانا بهم خيرا.. رغم كل هذا فإن الأمل موجود.. الأمل موجود في ميادين التحرير التي انتشرت في كل مكان في مصر منادية بالحرية.. الأمل موجود في ملايين خرجت من أجل وطن أفضل يجمعنا جميعا.. الأمل فيهم في أن يستمروا في ثورتهم، فعلى كل واحد أن ينقل ما رآه من محبة وتسامح وود في ميادين التحرير إلى قلب كل مصري يعرفه.. لا تقلقي يا رانيا.. ولن تقلق نانسي وماريان.. ولن يقلق جورج ومايكل ومراد ومينا.. ستحتفلون بعيدكم وسنحتفل معكم، وسنقدم لكم التهنئة ونحن نعمل فينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.. وإليكم.. وإلى أهل مصر جميعا أقول:
صرخ إبراهيم يا أهل أمي الطيبين يا مخلصين وموحدين يا مؤمنين ولعهد أبويا حافظين ليه تكسروا فيكو الصليب ليه تصلبوا تاني المسيح قلبي جريح يا أهل مصر الطيبين عيني بكت لما التقيت سيدنا المسيح باكية عينيه لما التقيت والدي.. النبي.. حزنان عليه يا أهل مصر الطيبين عيني بكت لما التقيت أمي بتبكي أهلها السهم نافد في حنايا قلبها الدمع كان من دمها وسمعتها بتنادي ويايا تقول يا أهل مصر الطيبين إياكو تنسوا عهدكم ويا الأمين يا مسلمين أهلي أمانة في رقابكم كلكم وأنا أهلي همّ أهلكم يا أهل مصر الطيبين الدمع غالي في عيون طه الأمين الدمع غالي في عيون أمي وأم المؤمنين الدمع غالي في عيون ابن البتول الطاهرة على مر السنين يا طيبين يا مخلصين يا مؤمنين وموحدين بالحب نمسح دمعهم بالرحمة هنزيل همهم والجرح من تاني يطيب يا أمة الهادي الحبيب يا أهل مصر الطيبين *