عاد مانويل جوزيه من جديد للنادي الأهلي بعد غياب استمر عاماً ونصف العام، كانت حافلة بالأحداث بعضها سعيد والبعض الآخر درامي ولكن المجمل أن جماهير الأهلي لم تسعد كثيرا ليس لغياب البطولات، ولكن لأنها افتقدت من وجهة نظرها ملهمها وعاشقها وصانع البطولات مانويل جوزيه، وكما صرح الرجل لبعض المقربين منه بأن حبه لمصر وللأهلي كانا السبب الرئيسي في اتخاذه قرارا بالعودة للأهلي وجماهيره، ولا يخفى على أحد الارتباط الوثيق بين الرجل وجماهير الأهلي فهم يقولون إنه صنع تاريخا لا يمكن لأحد أن يصنعه، وقدم نجوما لا يستطيع أحد مهما كان أن يقدم نصفهم ويقولون أيضا إن مفتاح الانتصارات دائما بيده، بالإضافة إلى أنه يعلم تماما كيف يتلاعب بالخصوم أياً كانت أسماؤهم أو نجومهم، ناهيك عن ارتباطه بصداقات شخصية ببعضهم، لذلك فهم يعتبرونه دائما الأقرب لقلوبهم هذا عن الجماهير، أما عن الرجل فهو يقول دائما وأبدا وفي كل مكان، إنه لم يستمتع بالعمل في حياته قدر استمتاعه بأيام الأهلي، فقد حقق بطولات لا حصر لها وزادت نجوميته وشعبيته، لذلك فهو مدين، من وجهة نظره، لمصر والأهلي وجماهيره بالكثير، ولكن يبقى السؤال: هل تكون عودة جوزيه هي الحل السحري لفريق كرة القدم بالنادى الأهلي وهل ينجح الرجل في الحفاظ على درع الدوري العام، الذي يبدو بعيدا شيئا ما عن الأهلي وقريبا من الزمالك هذا العام؟! وهل لو خسر الأهلي ينجح في الفوز بالكأس وباقي البطولات؟! وهل سيحافظ جوزيه على المكاسب الجديدة في الأهلي وأهمها اللاعبون الصاعدون وما أكثرهم الآن في القلعة الحمراء، وهل سيصر جوزيه على ضم العديد من اللاعبين من خارج الأهلي والإجابات سهلة وليست عسيرة، أولاها أن الدوري مازال في الملعب والرجل لديه مثل باقي الفرق الفرصة للفوز والتربع على عقول وقلوب كل الجماهير لو حقق الفوز باللقب، ثانيها أن بطولات الكأس والسوبر هي من قبيل حسن الحظ فهي تعتمد على مباراة واحدة قد تفوز بها فتفوز ببطولة، وقد يحدث العكس، ولكن المؤكد أن فرصه في الفوز بالكأس والسوبر متساوية، مع عدد لا يقل عن 5 فرق هي الزمالك والإسماعيلي وبتروجيت وإنبي والشرطة، أما عن الوجوه الجديدة فأعتقد أن أكثر الناس سعادة بهذه الوجوه سيكون مانويل جوزيه نفسه، فقد وفر عليه البدري ومن بعده زيزو نصف الطريق في اكتشاف لاعبين قادرين على اللعب في الأهلي ومن بعده منتخب مصر، ليتبقى الأهم وهو: هل سيحاول جوزيه ضم لاعبين من الخارج، والإجابة بالتأكيد نعم، ولكن من هم فالفرق كلها أصبحت تطمع في البطولات، فلذلك فهي لم ولن تفرط أبدا في نجومها والأمثلة كثيرة وعديدة، مثل وليد سليمان وحسني عبدربه، ومن قبلهما المعتصم سالم والسيد حمدي، وغيرهم من اللاعبين المتميزين، لذلك فلم يعد سهلا، لا على الأهلي أو الزمالك ضم لاعب متميز من الخارج من هنا ستكون فرص ضم لاعبين متميزين مثل بركات وأبوتريكة وأحمد حسن وأحمد فتحي والشاطر والنحاس صعبة إن لم تكن معدومة على الإطلاق، فالأسعار أصبحت ناراً واللاعبون أنفسهم يبالغون في طلباتهم خصوصا مع استجابة إدارات أنديتهم لرغباتهم لذلك لا يبقى أمام إدارة الأهلي إلا أمران، الأول هو الاعتماد على أبناء النادي من الشباب، أما الأمر الثاني فهو البحث عن وجوه جديدة مغمورة صغيرة السن مثلما حدث مع كريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد أو ليونيل ميسي في برشلونة، وغيرهما من النجوم الذين أصبحوا الآن أعظم نجوم الكرة في العالم، وكانوا قد انضموا لأنديتهم بمبالغ زهيدة للغاية. أعود للقول بأن مهمة جوزيه لن تكون سهلة هذه المرة وهو نفسه يعرف ذلك، ولكن وبالتأكيد فإن شخصية الرجل القوية وسعادة اللاعبين والجماهير الطاغية به، بالإضافة للمساندة اللامحدودة التي يتمتع بها من لجنة الكرة كلها عوامل قد تساعده على النجاح والتفوق وإعادة الاتزان لفريق الكرة وتحقيق إنجازات جديدة للأهلي ووقتها لن يستطيع أحد أيا كان إلا أن يبصم بالعشرة على قدرة هذا الرجل على تحقيق البطولات والإنجازات في كل الأوقات. ************* متى تنتهي أزمات شيكابالا مع نفسه ومع جماهير الأهلي بعد أن انتهت تماماً مع جماهير الزمالك بفضل حسام حسن الذي سانده كثيراً وأعاد اكتشافه من جديد وحسّن من علاقته مع الجميع داخل نادي الزمالك حتى أصبح معشوق الجماهير البيضاء الأول ونجم الفريق الأبرز الذي يسجل غالباً في كل المباريات وينجح دائماً في تغيير نتيجة أي مباراة بل إنه يتصدر بجدارة قائمة هدافي الدوري العام، ولكنه يظل غائباً عن منتخب بلاده دون سبب معقول، فمرة مصاب بتقرير طبي ومرة ثانية يعتذر لأسباب مجهولة وأخرى يعلن اعتزاله اللعب دولياً ولا أحد يفهم لماذا يجاهد شيكابالا لإبعاد المجد عنه، فمع جزيل احترامي وتقديري لكل البطولات المحلية يبقى اللعب لمنتخب البلاد شرفاً لا يضاهيه شرف والإنجازات والتاريخ لا يكتب أبداً إلا من خلال المنتخبات، فلا أحد يعرف كم بطولة حققها بيليه وبلاتيني أو مارادونا أو بيكنباور وزيدان مع الأندية التي لعبوا لها ولكن الكل يتذكر كم مرة حمل هؤلاء كأس العالم أو كأس أوربا أو الكئوس القارية بل إن الكثيرين لا يعرفون أين ختم هؤلاء حياتهم كلاعبي كرة قدم ولكن فقط يتذكرون أن زيدان أحرز هدفين في مرمى البرازيل في نهائي كأس العالم لتفوز فرنسا بأول كأس عالم في تاريخها وأن بلاتيني سجل 8 أهداف في بطولة أوربا لتفوز بلاده بكأس أوربا وأن مارادونا كان نجم بطولة 86 بلا منازع، فأهدى بلاده الكأس الغالية وغيرهم من النجوم الكبار، والأمر نفسه ينطبق على النجوم في مصر، فالتاريخ يذكر لحسام حسن أنه كان لاعباً يافعاً في كأس الأمم 86، ثم أصبح قائدا لمنتخب بلاده وهدافاً للبطولة وحاملاً لكأسها عام 98 وأخيراً كان أكبر لاعب في تاريخ مصر يسجل هدفا في بطولة الأمم الإفريقية عام 2006 وأيضاً أكبر من حمل هذه الكأس ليودع الملاعب بعدها وعمره يقترب من 41 عاماً وكانت لديه الرغبة للاستمرار لسنوات أخرى قادمة والخطيب نجم النجوم يفخر دائماً بأنه قاد منتخب مصر إلى الفوز بكأس الأمم عام 86 وشارك في أولمبياد لوس أنجلوس عام 84 والنجم مصطفى عبده يظل مفتخراً بتاريخه كقائد لمنتخب مصر في بطولة 86 وغيرها من المباريات الدولية التي شارك فيها مع منتخب بلاده والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى، فمن منا لا يتذكر لقطة محمد أبوتريكة وهو يكاد يطير فرحا بعد أن أحرز أغلى أهدافه في مرمى الكاميرون، والذى حصلنا به على كأس الأمم عام 2008 بغانا ومع شديد تقديري لكل الأهداف المحلية التي سجلها أبوتريكة إلا أن هذا الهدف يبقى دائماً في الذاكرة كشاهد على تاريخ هذا النجم الكبير، إذن ما الذي ينتظره شيكابالا، ليكتب اسمه في سجل الخالدين في عالم كرة القدم، هل ينتظر هدفاً محلياً في مرمى الأهلي أو الاتحاد أو الإسماعيلي لتهتف له الجماهير في المدرجات وتحمله بعد المباراة على الأعناق، ولكن ماذا بعد؟! بالتأكيد لا شيء.. فرحة مؤقتة نعم من حقه هو وزملاؤه في كل الأندية أن يسعوا جاهدين لتحقيق الفوز في المباريات المحلية وإحراز الأهداف وصنع الانتصارات، فهي متعة كرة القدم، ولكن من حقنا أيضاً أن نستفيد من موهبة بحجم ووزن شيكابالا، فالمواهب لا تولد كل يوم والحفاظ عليها مسئوليتنا جميعا، من هنا أناشد جماهير الأهلي وأعلم مدى عشقها للجمال في كرة القدم وبقدر انتمائها وعشقها للأهلي أعرف انتماءها لمصر ومنتخب مصر فهي دائماً سباقة للحضور والتشجيع للمنتخب الوطني في كل المناسبات وإذا كنا نقول في كل وقت وكل مكان بأنه يجب الحفاظ على المكاسب فأعتقد أن أحداً لا من جماهير الأهلي أو غيرها مختلف معى أن شيكابالا من أهم مكاسب كرة القدم في السنوات الأخيرة وأيضاً في السنوات القادمة لذا أرجو من هذه الجماهير ألا تنال من شيكابالا وأمثاله من المواهب فنحن في حاجة إلى كل واحد منهم ويكفي أن نراهم وهم بإذن الله يصعدون لمنتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم المقبلة ولكن في الوقت نفسه أطالب شيكابالا بأن يرتفع فوق مستوى الأحداث ويعلم أنه نجم كرة قدم معرض دائماً للنقد والهجوم شأنه شأن كل النجوم في جميع أنحاء العالم في شتى المجالات، لذلك فمطلوب منه ومن هو مسئول عنه أن يفهّمه ويوعيه إن أراد إن يستمر نجماً لامعاً في سماء الكرة. ************* لا يساورني أدنى شك في عودة مصيلحي لقيادة سفينة الاتحاد السكندري من جديد ولكن يساورني كل الشك في عودة الاتحاد نفسه فالأمور تزداد سوءاً والأزمة المالية خانقة واللاعبون مرتعشون وبعد أن كان استاد الإسكندرية مصدر رعب للفرق المنافسة أصبح عامل ضغط على اللاعبين، ولا أجد لذلك سبباً سوى أن معظمهم من خارج الإسكندرية، ولا أخفي سراً أنني تلقيت معلومات عن اثنين من نجوم الفريق من خارج الإسكندرية وحصلا على مبالغ مالية هائلة وللأسف تتناثر حولهم الأقاويل من الجيران والمقربين بل إن أحد الجيران أقسم لى بأنه في يوم الهزيمة القاسية للاتحاد السكندري أمام سموحة كان هذان اللاعبان يعيشان سهرة سعيدة لطيفة وكأن الأمر لا يعنيهما، لا من قريب أو بعيد، فهما وغيرهما يقبضان مستحقاتهما بالكامل ولو تأخر النادي عنهما فإن حقوقهما ستكون محفوظة طبقاً للوائح والقوانين، وأنا رغم تعاطفي الشديد جداً مع الاتحاد السكندري ورئيسه محمد مصيلحي فإنني أجد نفسي مدفوعاً لتحذيره مما هو قادم لأنه الأصعب فموقف الفريق في جدول المسابقة صعب للغاية فهو لا يملك سوى 10 نقاط من 42 نقطة، وتتبقى له 48 نقطة مطالب بتحقيق نصفها على الأقل، وهو أمر صعب ولكن ليس مستحيلاً على الإطلاق لو استعاد اللاعبون روحهم العالية ووضع اسم الاتحاد فوق الجميع، ولو عاد مصيلحي لقيادة السفينة ولو عرف مجلس الإدارة أن المركب إذا غرق سيغرق الجميع لأنه لن ينجو أحد من الغرق ولن تصل أصواتهم إلى أحد أبداً إلا إذا كانوا على البر، فلا أحد يسمع الغرقى ولن تخرج جماهير وأعضاء الاتحاد لتشيد بأحد أعضاء المجلس وتهاجم الآخر بل ستصب لعناتها على الجميع، أيضاً قد يبقى الاتحاد لو عرف الجميع في الإسكندرية أن الاتحاد لو هبط فلن يعود بسهولة للدورى الممتاز، فالخريطة تبدلت وتغيرت وأندية المؤسسات بكل إمكانياتها دخلت في المنافسة فأصبحنا نرى كل عام وجها جديداً يصعد للممتاز ويبقى، والأمثلة كثيرة وأبرزها الحدود والجيش وإنبى وبتروجيت ثم الشرطة والإنتاج والبقية تأتي، إذن لا مفر أمام الجميع في الإسكندرية إلا التوحد خلف كلمة الاتحاد والترفع عن المشاكل الصغيرة والأزمات وأيضاً يجب على المحافظ اللواء عادل لبيب أن يمد يد المساعدة بشتى أنواعها لانتشال النادي من هذا اليم الأليم، ويومها سيتذكر الجميع للرجل أن يده هي التي ساعدت الصرح الرياضي الأكبر هناك وعاونته على البقاء بدلاً من أن يهاجموه دائماً ويقولوا إن في عهده سقط الاتحاد وغرق مرة أخرى، الأمل باق وموجود بشرط توحد جميع الجهود لإنقاذ واحد من أهم الأندية الشعبية في تاريخ مصر.. الاتحاد السكندري. ************* لا يمكنني أن أختم دون أن ألعن الإرهاب هذه اليد الغاشمة التي امتدت لتطول أهم ما نفخر به في مصر وهو الحب بيننا جميعاً لا أعرف الفارق بين مسلم ومسيحي فأنا أؤدى صلواتي وأقيم شعائري آملاً أن يغفر لى ربي خطاياي ويدخلني جنته طامعاً في عفوه ورحمته، وهو الآخر يؤدي صلواته لنفس الغرض وأنا آكل وأشرب وأنام طالباً من الله عونه ورعايته، وأخي المسيحي هو الآخر يكد ويكدح طوال اليوم أملاً في رضاء ربه وطاعته وراحة أسرته لم يزاحمني في رزقي ولا مسكني بل يعاونني وأعاونه يساعدني وأساعده أهنئه بعيده وأفرح له، وهو أيضاً يهرع لمساندتي ومعاونتي، يشاركني فرحتي ويحزن لآلامي ويقف خلفي في محنتي أسأله الدعاء بطريقته ويسألني هو الآخر الدعاء بطريقتي، يتركني في عبادتي وأتركه في صلواته وتراتيله يلتمس النجاة مثلي تماماً، أحبه من قلبي وأتمنى له النجاح ويحبني هو وأسرته ويسعى دائماً لإنجاحي، فنحن جميعاً أسرة واحدة لقبها الأخير كلمة مصر. وكما قال البابا شنودة: "إن مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا"، نحبهم ويحبوننا تختلط أنسابنا بهم ودماؤنا بدمائهم، أهرع إلى الشيخ ألتمس منه الدعاء وإلى صديقي الأنبا بولا طالباً منه الصلاة، أدخل المسجد فأشعر بالراحة والسكينة وأدخل الكنيسة فأحس بالأمان والاطمئنان.. اقتلوا الفتنة وعودوا جميعاً لتعاليم النبي محمد والنبي عيسى ستجدون الحياة جميلة وستشعرون بكل الرضا والراحة.