الفريق الذي سيخوض غمار نصف نهائي بطولة العالم للأندية 2012 أمام الأهلي عرف تقلبات لم يعرفها نادي برازيلي كبير من قبل، بين حصد أول لقب كأس عالم للأندية عام 2000، واتهامات التلاعب في النتائج بعد فوزه بدوري 2005، قبل أن يهبط إلى جحيم القسم الثاني في كارثة مصغرة في ديسمبر 2007، العديد من الصفقات الهوائية كاستقدام رونالدو تارة وأدريانو تارة أخرى، قبل أن يأتي تيتا المدير الفني الحالي للفريق، مقتنصاً لقب دوري 2011 بفارق نقطتين عصيبتين عن مطارده فاسكو دي جاما. عملية بناء تيتا لفريق يمكنه مقارعة حامل اللقب وسانتوس وفاسكو دي جاما وفلومينينزه وفلامنجو كان مبهراً ، خاصة في ظل تصدره للمسابقة منذ بدايتها، محافظاً على تقليد عريق يتعلق بصلابته الدفاعية، وهي العقلية التي خاض بها غمار مشوار 14 مباراة كاملة في كوبا ليبرتادوريس مستقبلاً لأربعة أهداف فقط، منها أربع مباريات بالدورين الثاني وربع النهائي دون أن يستقبل هدفاً واحداً، بل ومتجاوزاً بشكل متتالٍ الأندية الثلاثة المرشحة للقب فاسكو دي جاما وسانتوس وبوكا جونيورز في النهائي، محولاً الفريق لماكينة في الفعالية الهجومية ، واضعاً تركيبة قد تبدو متحفظة ، إلا أنها تحمل توازناً كبيراً بين واجباتها الدفاعية وبين خطورة هجومية شعر بها جمهور البوكا جونيورز، بهجمة وحيدة بديعة حولها البهلوان رومارينيو، ليحول بها سكان لا بومبونيرا إلى صحراء قاحلة من الصمت. تيتا يضع 4 – 4 -2 نصب عينيه في معظم مباريات الفريق على مدار العامين الماضيين (رغم تراجعه للمركز الخامس في دوري الموسم الحالي) معتمداً على حارس مرمى أفعواني مثل كاسيو راموس، ومن أمامه ثنائي قلب الدفاع الصلب تشيكاو ولياندرو كاستان، وإلى جانبه ظهير هداف مثل فابيه سانتوس ومعه أليساندرو، أمامهم رباعي وسط يمتلك القدرة على تضييق المساحات والانتقال من حالات الدفاع للهجوم بقيادة باولينيو ودانيلو، ورالف والمتخصص في الضربات الثابتة أليكس، ومن أمامهما رومارينيو، والمهاجم القطري الجنسية أيمرسون شيخ، والذي من المتوقع أن يكون أحد نجوم نسخة هذا العام من بطولة كأس العالم للأندية. قد يكون تشيلسي هو المرشح الأول للصعود على منصة البطل في طوكيو ، إلا أن قدرة كورينثيانز قد يكون النسخة الحالية من فريق إنترناسيونال خلال نسخة 2006، وهو الذي خطف اللقب آنذاك بواقعيته من برشلونة، ويبدو هذا الأمر متحققاً في ظل المرحلة المتقلبة التي يمر بها تشيلسي الإنجليزي، في احتمالية كبيرة لأن يقدم الفريق القادم من ساو باولو هدية جديدة لذكرى أسطورته ذي اللحية الشهيرة، بكونه أول وآخر فريق يفوز بلقب هذه البطولة العالمية.