هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. النادي الأهلي هو أكثر الأندية المصرية.. التي لها علاقة بالمملكة العربية السعودية من قديم الزمان.. تعمقت العلاقات أكثر وأكثر أيام الملك فيصل بن عبدالعزيز وأنجاله خصوصا أيام الكابتن صالح سليم مدير الكرة ثم عضوا بمجلس الإدارة. في تلك الأثناء تعرض الأهلي لأزمة مالية بعد توقف الكرة ما بين حربي 67 و1973 فأصدر الأمير عبدالله الفيصل تعليماته بأن تخصص أرباح كل مشروعات أسرة الملك فيصل في مصر لصالح النادي الأهلي وأشهرها أرباح فندق هيلتون رمسيس وهي بالملايين وغيرها وغيرها. أكثر من هذا أن الأمير عبدالله الفيصل تكفل ببناء أكبر صالة مغطاة في الشرق الأوسط في قلب النادي الأهلي لو أقيمت اليوم لتكلفت عشرات الملايين وهي التي تقام عليها البطولات العربية والأفريقية. كل هذا الحب بسبب حب آل سعود للنادي الأهلي المصري.. وفي مناسبات عديدة يشارك أمراء المملكة الأهلي في مناسباتهم السعيدة وقد تبني أحدهم الشبل الصغير محمود الخطيب منذ كان عمره 16 سنة حتي صار نجم النجوم في مصر والعالم العربي. أيضا كانت رحلات الأهلي لأفريقيا تتم في العودة عن طريق جدة لأداء العمرة في ضيافة الأمير عبدالله الفيصل ويعود اللاعبون بالساعات الذهبية وأجهزة الفيديو وكان اختراعا جديدا. أذكر أن علاقة الأهلي بالسعودية وشعبها وأمرائها علاقة حب قديمة وأبدية.. ومن هنا كانت الأحزان كبيرة لدي الأسرة المالكة وكان منهم هنا العشرات في البيت السعودي بالزمالك جاءوا خصيصا من الرياضوجدة ومكة لتقبل العزاء في فقيدهم وفقيدنا الغالي المرحوم الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد والرجل الثاني في المملكة بعد خادم الحرمين الشريفين.. وكانت صدمتهم الكبري أن جاء المئات بل الآلاف من أبناء مصر للعزاء لكن لم يحضر رجل واحد من أعضاء مجلس الإدارة خاصة أقرب الناس لقلب السفير أحمد عبدالعزيز قطان سفير السعودية وأقصد تحديدا حسن حمدي ومحمود الخطيب.. لهذا كان الحزن والزعل كبيرا ولا أستبعد أن يذهب السفير إلي النادي الأهلي وهو عضو قديم به ليفتح غرفة مجلس الإدارة ويقول لهم ¢شكرا لكم.. نجاملكم في الأفراح.. ونشاطركم الأحزان أيها الأحباب¢. الحقيقة أن أحمد عبدالعزيز قطان سفير السعودية عرفته عام 1975.. كان صديقا للمرحومين صالح سليم وكمال حافظ وأحمد زكي عبدالهادي وطلعت عبدالحميد والفريق مرتجي طبعا وكل رجال الأهلي. درس في القاهرة وتخرج في جامعتها وعمل بالسفارة سكرتيرا ثالثا ثم ثاني ثم أول وكان الأهلي ومازال عشقه الأول والأخير حتي عندما سافر إلي أمريكا مستشارا بالسفارة كان يأتي إلي القاهرة ويذهب إلي الأهلي قبل عودته لأسرته في السعودية.. وأقسم بالله أنني لم أعرف إنسانا غير مصري يعشق ويحب مصر مثلما يحبها ويعشقها أحمد قطان. وعندما عين مندوبا للسعودية لدي جامعة الدول العربية.. ثم سفيرا للمملكة إلي جانب عمله بالجامعة العربية ظل وفيا لبلاده ولمصر وعلي حبه وعهده للنادي الأهلي.. من هنا حزن وكل أحباء الأهلي السعوديين لعدم تقديم واجب العزاء في فقيدهم الغالي. وبرغم حبه للأهلي فإنه يفتح السفارة أمام كل أبناء مصر من الزمالك والإسماعيلي والاتحاد وكل الهيئات الرياضية وكل من ذهب للحصول علي تأشيرة ومعه خطاب من ناديه عاد والتأشيرة علي جوازه وليس صحيحا أنه خصص مائة تأشيرة للاعبي الأهلي لأنهم مشغولون بالمباريات.. بل أعطي بعض التأشيرات لعمال وموظفي وإداريي النادي.. مثلهم مثل أبناء كل الأندية.. بل وكل المصريين الذين حصلوا هذا العام ولأول مرة علي 80 ألف تأشيرة.. أي أكثر من أي دولة في العالم.. والفضل لله ولهذا الرجل المحترم.. عاشق مصر.. أحمد قطان. *