محمد الشويمي يحلل تعادل ريال وأتلتيكو مدريد 2-2 وتأهل الروخي بلانكوس لربع نهائي كأس الملك ريال مدريد | لُدغ من نفس الجحر مرتين .. ! - قدم ريال مدريد مباراة متوسطة في المجمل رغم سيطرته الكاسحة على المباراة واستحواذه الهائل على الكرة. لاعبو الريال حاولوا تنويع اللعب واللعب على الكرات الهوائية من أجل اختراق دفاعات أتلتيكو الحصينة ونجحوا بالفعل في تسجيل هدفين، إلا أن العرض الدفاعي المزري للفريق ككل ولثنائي قلب الدفاع: بيبي وراموس بالتحديد كلف الميرينجي توديع كأس الملك من الدور ثمن النهائي، حيث تسبب الثنائي البرتغالي والإسباني بشكل مباشر في هدفي توريس المبكرين في الشوطين الأول والثاني بالتمرير الخاطئ وسوء الرقابة وسوء التمركز !. - المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي هو المسؤول الأول عن خروج فريقه أمام الجار اللدود لأنه هيأ فريقه قبل اللقاء لتقديم مباراة هجومية بحتة واستهان كل الاستهانة بقدرات الأتلتي الهجومية والتي لا يمكن أن يُستهان بها على الإطلاق لإجادته الهجمات المرتدة وتعوده على تنفيذها. كان على مدرب تشليسي وميلان الأسبق أن يعي أن بإمكان فريقه تسجيل هدفين ومعادلة الكفة واللجوء بعد ذلك للأوقات الإضافية إن حافظ على عذرية شباكه. كان يتعين على كارلو أن يشدد على أهمية الجانب الدفاعي في أداء الريال الليلة فلا يمكن لفريق أن يفوز في مباراة كبيرة كهذه وضد منافس محترم مثل أتلتيكو مهما بلغت قوة هجومه من دون دفاع متماسك !. - الريال دخل المباراة باندفاع هجومي مبالغ فيه جداً .. الشغل الشاغل لدى اللوس بلانكوس كان تسجيل 3 أهداف ولكنهم نسوا تماماً أن كرة القدم عبارة عن شقين: دفاعي وهجومي. الأمر المثير للاستغراب أن ريال مدريد لم يتعلم من درس هدف توريس الأول المبكر وتلقى هدفاً مشابهاً تماماً عن طريق نفس اللاعب في بداية الشوط الثاني. - الميرينجي لم يكن في حسبانه الدفاع تماماً وكأنه نسي هذه الكلمة ولا يعرف معناها !. أخطاء بالجملة على مدار التسعين دقيقة من خط الدفاع وخصوصاً راموس وبيبي اللذين كانا خارج النص تماماً في هذا اللقاء وكان على أنشيلوتي أن يدفع بفاران على حساب أحدهما فور دخول هدف توريس الثاني كتبديل فني وليس اضطراري لمحاولة تدارك الموقف وتحسين الأداء الدفاعي الهزيل جداً لريال مدريد في هذه المواجهة. - أنشيلوتي تأخر كثيراً في إجراء التبديلات في رأيي .. كان ينبغي دخول خضيرة على حساب إيسكو لأن النجم الإسباني لم يكن ليخدم أسلوب الكرات الهوائية الذي اتبعه الريال عكس خضيرة الذي يجيد الدخول في العمق وتسجيل الأهداف بالرأس. - كان يجب أيضاً دخول خافيير هيرنانديز على حساب بنزيمة الذي لم يكن موفقاً في هذه المباراة. أتلتيكو مدريد | منظومة دفاعية تُدرس بقيادة مدرب عظيم - في المقابل، قدم أتلتيكو مدريد مباراة دفاعية ممتازة للغاية وأغلق كل المنافذ على عناصر ريال مدريد، إلا أن الضغط المتواصل من جانب اللوس بلانكوس كان من الطبيعي أن يؤدي إلى بعض الهفوات !. - وبالفعل، أخطأ دفاع الأتلتي في لقطتين: الأولى كانت خروج الحارس أوبلاك بطريقة غريبة للغاية مما سمح لراموس بوضع الكرة في الشباك وتسجيل الهدف الأول لأصحاب الأرض، أما الثانية فكانت بسوء تمركز في عمق دفاع الأتلتي مما سمح لرونالدو بتسجيل الهدف الثاني بأريحية كاملة وبدون رقابة. - منظومة أتلتيكو مدريد الدفاعية لابد وأن تُدرس .. انتشار مثالي، تمركز رائع، قوة ذهنية وأخطاء قليلة، لياقة بدنية عالية، روح قتالية كبيرة. الأتلتي فريق يدافع بشكل استثنائي جماعياً وفردياً وبالكاد تجد ثغرة في تلك المنظومة الدفاعية المُحكمة. - الفضل في ذلك الفريق الرائع يعود بالتأكيد إلى مدرب عظيم جداً، أثبت لما لا يدع مجالاً للشك أنه أفضل مدرب على مستوى العالم حالياً وكذلك كان في 2014. عدم حصول سيميوني على الكرة الذهبية في حفل 12 يناير الماضي هو أمر كوميدي جداً إلا أن الفني الأرجنتيني برأيي ليس بحاجة لاعتراف الفيفا بأنه أفضل مدرب في العالم فهو أكبر من الكرة الذهبية وأكبر من كل الجوائز. - تبديلات سيميوني كانت غاية في الذكاء والخبث الكروي، حيث سحب توريس في التبديل الأول ودفع بأردا توران لسببين: الأول هو تجديد حوافز فريقه في المباراة بعد أن سجل توريس هدفين وتألق وفعل كل شئ، لذا فضل إخراجه لأنه لم يعد يملك نفس الشغف للتألق والبروز، ودفع بدم جديد يريد أن يقدم شئ في هذه المباراة. السبب الثاني هو الاعتماد على النجم التركي في الاحتفاظ بالكرة قليلاً واستهلاك الوقت بذكاء في الجانب الأيسر وبالفعل نجح توران في ذلك بشكل كبير. - التبديل الثاني كان بالدفع بلاعب الخبرة جابي على حساب جريزمان لتدعيم الجانب الدفاعي بعد أن أصبح أتلتيكو لا يحتاج أبداً إلى تسجيل المزيد من الأهداف بل الحفاظ على النتيجة الوقتية وبالفعل قدم جابي العون الدفاعي المطلوب لوسط ميدان الروخي بلانكوس. - مذهل ذلك العرض الكبير الذي قدمه توريس اليوم. النينو برهن على أنه ما زال بإمكانه أن يكون واحد من أفضل المهاجمين في العالم ما دام يحصل على الثقة. رائع ذلك العمل النفسي الكبيرالذي قام به سيميوني مع نجم ليفربول الأسبق. - جريزمان لعب دوراً بارزاً في مفاجئة دفاعات الريال واستغلال أخطائهم حيث تمكن من صناعة هدفي فريقه في المباراة بطريقة ممتازة جداً.