عندما يعرف الكثيرين كيفية عمل القطار يجب إضافة طرق بديلة لعمله، وهذا ما ينطبق على قطار كارلو أنشيلوتي السريع الذي توقف في محطتي فالنسيا بالليجا ثم الآتليتي في كأس الملك اليوم.. تحليل | حسين ممدوح قبل أي حديث، أعتقد أن حكم المباراة لعب دورًا كبيرًا في تحديد نتيجة المباراة في ديربي مدريد الليلة ضمن ذهاب دور ال16 من كأس ملك إسبانيا "الكوبا دِل ري" وذلك رغم ذكاء ودهاء لاعبي أتلتيكو ومعلمهم الأرجنتيني دييجو سيميوني.. أتلتيكو مدريد | وصايا دييجو سيميوني مازالت حية إذا ما رأينا أفكار أتلتيكو مدريد بقيادة مدربه دييجو سيميوني فنحن نرى الانضباط التكتيكي والقوة البدنية والتنميق الشديد في كل التفاصيل، لم يمتع الآتليتي ولن يُمتع أبدًا في مواجهة فرق من نوعية الريال، أخرج سيميوني في البداية فيرناندو توريس وأدخل كوكي على يسار وسط الملعب مع وضع ساؤول في وضعية متقدمة أكبر ثم أخرج ساؤول بعد 9 دقائق وأدخل أردا توران ليلعب خلف أنتوني جريزمان ثم أخرج جريزمان ودفع بماريو ماندجوكيتش، فالخطة لا تتغير أبدًا بل تتغير الأسماء، الأسلوب واحد مع بعض التفاصيل التي تتغير بسبب إمكانيات وصفات اللاعبين المختلفة، حتى أن ساؤول في رأيي كان يستحق أن يلعب في دور أكثر قربًا من المرمى ولكن أتلتيكو "الفريق" أهم دائمًا من أتلتيكو "الأفراد". ظهر دفاع أتلتيكو مدريد اليوم بحالة جيدة رغم وجود الكثير من العناصر الجديدة والشابة مثل خوسيه خيمينيز في قلب الدفاع، لوكاس هيرنانديز على اليسار وخيسوس جاميس يمينًا، وربما ساهم الريال في ظهورهم بهذه الصورة لأن الطرف الأيمن لم يكن يعمل كما يجب في الريال وعرضيات مارسيلو كانت تأتي من بعيد وكان من السهل أن تقرأها وتتفطن إليها. وضع فريق دييجو سيميوني قدمًا في دور الثمانية في ربع نهائي كأس الملك بهذه النتيجة المميزة، وقد فاز بالكثير من لقاء اليوم أهمها إعطاء وزرع هوية الفريق وعقليته الصلبة دفاعيًا والذكية للاعبين جدد مثل لاعبي الدفاع ومثل ساؤول والذي يحتاج للتطور أكبر للتماشي مع أفكار سيميوني أو حتى أنتوني جريزمان، وهنا ربما أفهم السبب في رحيل لاعب كأليسيو تشيرشي لا يستطيع أن يعطي دييجو سيميوني ما يطلبه منه من التزام تكتيكي واندفاع وخشونة لا يملكها لاعبًا مثله وربما هذا ينطبق على لاعب مثل ساؤول نيجويز أيضًا. ريال مدريد | المرينجي يحتاج لأفكار جديدة ليعود القطار للعمل شاهدنا في الشوط الأول كيف اعتمد كارلو أنشيلوتي طريقة 4-4-2 وأبقى كريستيانو رونالدو على دكة البدلاء، معتمدًا ومراهنًا على الحلول من خط الوسط بتواجد إيسكو يسارًا وخاميس رودريجز على اليمين مع الدخول للعمق ولكن كان الإسباني "إيسكو" هو صاحب التحركات الأكثر قربًا من منطقة الجزاء ولم يكن أداء ريال الجيد في التحكم بالكرة كافيًا مع قلة الكرات الخطيرة، ومع التأخر في النتيجة في الشوط الثاني وإدخال رونالدو متأخرًا أصبح ريال مدريد في ورطة أمام الآتليتي الذي نجح في الغدر بالريال عبر رمية تماس أخطأ فيها راموس في التعامل مع راؤول جارسيا وفي كرة الهدف الثاني رأينا الرقابة الضعيفة والارتباك من جديد في التعامل مع الكرات العرضية والكرات الثابتة من جانب دفاع ريال وخاصة سيرخيو راموس إضافة لرافائيل فاران وانعدام التفاهم بينهما. برأيي فإن كارلو أنشيلوتي كان عليه أن يُبدع أكثر ويتخذ قرارات أكثر جرءًا من مجرد إجلاس كريستيانو رونالدو على دكة البدلاء، فلم أرى حقيقة أي دور لألفارو أربيلوا اليوم لكى طوال المباراة، لأن الآتليتي كان يهاجم قليلًا جدًا وكان عليه الإبقاء على ورقة خاميس رودريجز وإدخال رونالدو مكان أربيلو وليس خاميس ليلعب بطريقة 3-4-3 مع عودة خضيرة للتغطية على المنطقة الدفاعية اليمنى في حالة هاجم منها كوكي أو أدرا توران ولكن البقاء بنفس الأوراق والاعتماد على قدرات رونالدو لم تكن كافية في الخروج بنتيجة أفضل من 0-2 اليوم. استطاع أتلتيكو مدريد أن ينتصر في مباراة لم يقدم فيها الكثير من العمل الهجومي وكان لأخطاء ريال القليلة في الدفاع دورًا كبيرًا في هذا الانتصار بنتيجة 2-0، لعب أتلتيكو مدريد بطريقته المعتادة بالتدخلات العنيفة وبالدفاع العرضي ما بين قوس منطقة الجزاء ودائرة منتصف الملعب، لا التكتل التام داخل المنطقة وصنع كثافة وازدحام كبير في هذه المنطقة مع إخراج كريم بنزيمة من المباراة واضطرار جاريث بيل للعودة للخلف كثيرًا بغياب كريستيانو. في ظل الصعوبات الشديدة التي وجدها ريال مدريد اليوم في صنع الفرص واعتماده على عرضيات مارسيلو فقط أو كرات إيسكو الفردية فمن المستغرب أن المرينجي لعب بنفس النمط وكانت الكرة تدور ما بين لاعبيه بنفس الطريقة دون أن يلعب أكثر على اللعب الطولي أكثر من العرضي وهى طريقة اللعب التي كانت تترك بيل بعيدًا عن منطقة الجزاء، دفاع الآتليتي القوي وقلب خط وسطه كان بحاجة لضغط أكبر "ماريو سواريز وجابي" لم يجدا ضغطًا كافيًا لكي يقعوا في الأخطاء، لذا فربما تعامل الفريق الملكي مع المباراة دون قوة وأفكار كبيرة واعتمد على مباراة الإياب التي ستكون صعبة للغاية لأنه يحتاج ثلاثة أهداف في السنتياجو برنابيو. تابع حسين ممدوح