ربما يكون عشاق فالنثيا الأكثر سرورا مع بداية العام الجديد برؤية فريقها ينتصر على ريال مدريد في المستايا وإنهاء سلسلة انتصاراته التي بلغت 22 انتصاراً متتاليا (نادي كوريتيبا البرازيلي ما زال يحتفظ بالرقم القياسي ب24 انتصار متتالي)، لكن ربما لن يكون أحد برضى وسرور خورخي مينديز، الذي شاهد أشهر عملائه كريستيانو رونالدو يفتتح النتيجة من ضربة جزاء قبل عودة فالنثيا للمباراة بعد ذلك، هدف الخفافيش الثاني والفوز سُجِّل بواسطة نيكولاس أوتامندي، وهو أحد عملاء إمبراطورية مينديز والقادم أيضا من الدوري البرتغالي. بدون شك مينديز هو أقوى وكيل أعمال في العالم، بداية النجاح كانت مع رونالدو وجوزيه مورينيو الذي كان وراء انتقاله لتشيلسي في 2004 ثم أصبح منذ ذلك اليوم على صلة بكل ما له قيمة في موطنه البرتغال ثم في أغلب صفقات نجوم كرة القدم. في الصيف المنصرم، كان وراء أكبر الانتقالات عبر عملائه راداميل فالكاو، آنخيل دي ماريا، هاميس رودريجيس، دييجو كوشتا وإيلياكيم مانجالا الذين غيروا أنديتهم واستطاع من خلالهم خورخي مينديز زيادة ربحه من سوق انتقالات لاعبيه الذين ينضمون في كل موسم لإمبراطوريته من أجل الانتقال لأندية أكبر بصفقات قياسية. آخر صفقات مينديز شاهدناها في الميستايا الأحد الماضي، متمثلة في إنسو بيريس الذي لعب أول مباراة له مع فالنثيا -انتقل قبل أسبوع من بنفيكا مقابل 25 مليون يورو- وظهر بمستوى جيد. صاحب الملهى الليلي في بورتو الذي أضحى اليوم أقوى وكيل أعمال في العالم، أصبح متواجداً أيضاً في مشروع فالنثيا الجديد مع المستثمر بيتر ليم وهو ليس غريباً على ذلك في إسبانيا بعد أن كان وكيلاً رئيسياً في تعاقدات ديبورتيفو لا كورونيا –بحكم صداقته لرئيس النادي الجاليسي أوجوستو سيزار ليندويرو- ثم التعاقدات العديدة لصالح أتليتيكو مدريد وريال مدريد. حاليا يمكننا اعتبار مينديز مهندس ما وصل له فالنثيا، لكون وكيل الأعمال الشهير هو من عرَّف صديقه بيتر ليم برئيس النادي الأبيض والأسود أماديو سالفو الذي كان يبحث عن مهتم بشراء النادي في بداية السنة الماضية بسبب الديون المتراكمة على النادي من قبل مصرف "بانكيا". مينديز وليم سبق لهما أن عملا معاً في مشاريع عديدة كان أبرزها مركز رياضي (كلَّف حوالي 10 ملايين دولار سنة 2011 في سنغافورة من أجل مساعدة الرياضيين على التطور هناك في ظل عدم قدرتهم على التركيز على المجال الرياضي فقط واستعان أيضاً بجاري نيفيل لاعب مانشستر يونايتد المعتزل آنذاك)، وكان قريباً أيضاً من شراء نادي ليفربول وأتليتيكو مدريد. مينديز كان في 2013 يساعد الملياردير الروسي دميتري ريبولوفليف في مشروعه الجديد بموناكو، فكان وراء التعاقد مع كل من: فالكاو، رودريجيس، كارفاليو ولاعب الوسط جواو موتينيو من بورتو. لكن في صيف 2014، قرَّر ريبولوفليف استرجاع بعض مما صرفه وبالتالي أتم مينديز انتقال رودريجيس لريال مدريد وإعارة فالكاو لمانسيتر يونايتد في آخر ساعات سوق الانتقالات. وضعة فالنثيا المالية السيئة جعلت من الضروري انتظار أكثر من سنة لانتهاء ليم من الاستحواذ على نسبة 70 بالمائة لكن ذلك تم في أكتوبر. ليم كان قد استثمر سابقا في آخر يوم من الميركاتو الشتوي من العام المنصرم بشراء عقدي رودريجو مورينو وآندريه بجوميش من بنفيكا مقابل 45 مليون يورو للاعبين لكن أنهيا الموسم في ملعب دال وش قبل أن ينضما لفالنثيا في الصيف، صانع اللعب جوميش قدم نصف موسم جيد في الليجا وظهر بأداء مميز أمام ريال مدريد بينما رودريجو لم يقدم ما كان منتظرا منه حتى الآن. لكن لا يمكن أيضاً نسيان دور الجناح الأيمن فرانشيسكو روفيتي وأسطورة الدفاع روبيرتو أيالا من عصر فالنثيا الذهبي وحضورهما القوي في الصيف بجلب المدافع الدولي الألماني شكودران موستافي من سامبدوريا الإيطالي وهو المتألق مع أوتامندي في قلب دفاع الفريق الأندلسي هذا الموسم، والأرجنتيني الواعد رودريجو دي باول من راسينج الأرجنتيني. ربما أكبر بصمة لمينديز في صفقات فالنثيا الجديدة كانت تغيير الأرجنتيني خوان أنطونيو بيدزي بصاحب ال40 عاما الذي كان وراء مشاركة ريو آفي في الدوري الأوروبي بعد وصول الفريق مرتين لنهائي الكأس في 2013 و 2014 في الموسمين الذين قضاهما بالنادي المتواضع الذي ينتمي لشمال البرتغال. نونو إيسبيريتو سانتو هو أول عميل لميندي على الإطلاق، والذي جمعته الصدفة بخورخي عندما امتلك ملهىً ليليًّا جديداً في كامينيا المدينة الشمالية وهُناك بدأت بداية أقوى وكيل أعمال في العالم الذي التقى في ناديه بحارس شاب يبلغ من العمر 22 عام فقط واسمه نونو إسبيريتو سانتو، وكان آنذاك حارساً لفيتوريا جيمارايش. وكان الحارس يريد الانضمام لناد كبير وهُنا ظهر دور خورخي مينديز الذي تربطه علاقات جيدة في إسبانيا –صديق رئيس ديبورتيفو لا كورونيا أوجوستوسيزار ليندويرو- وأتم انتقال اللاعب إلى ديبورتيفو لاكورونيا في عام 1996 . ومهما اختلفنا حول تعيين إيسبيريتو بدلا من بيدزي، إلا أن المدرب البرتغالي في أول موسم له في الليجا يقدم رفقة اللوس تشي موسما ناجحا حتى الآن بأخذنا بالحسبان أن الهدف هو العودة من جديد للمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل وبناء فريق قوي للمنافسة على البطولات في المواسم المقبلة، وتغيير نونو خطته ل 3-5-2 للاستفادة من المساحات خلف ظهيري ريال مدريد والتفوق في المباراة وهو ما يجعل فالنثيا في الطريق الصحيح لحسم مركز مؤهل لدوري الأبطال مع تطور الفريق في النصف الثاني من الموسم. لكن ما زالت هناك بعض التساؤلات التي لم يتم الإجابة عنها حتى الآن بخصوص استثمار ليم والذي ظهر بأنه أقل مما كان مقترحا في البداية، فحتى الآن الاستثمار لم يصل مبلغ 200 مليون يورو المتفق عليه في انتظار أيضا ملعب "المستايا الجديد" المنتظر إنهاء الأشغال فيه في 2019 كأقصى تقدير والذي سيكون ربحا كبيرا للنادي مع تسديد باقي ديون مصرف بانكيا والاستمرار في جعل الفريق قوة كبيرا في إسبانيا ثم أوروبا. للتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك https://www.facebook.com/AbidArticles عبر تويتر @charafed09