أيام معدودة وتبدأ منافسات كأس آسيا 2015 التي ستقام في استراليا والأعين مصوبة تجاه ما ستقدمه المنتخبات العربية التسعة المشاركة بالمنافسة, على امل ان نشاهد منتخب عربي يصعد الى منصة التتويج لكسر احتكار المنتخبات الشرق الآسيوية للقب. تسعة منتخبات تشارك في المنافسة, رقم كبير ومحفز للوصول الى الكأس, والجميل ان اغلبهم بكامل الجهوزية ولديهم من العتاد والإمكانيات ما يخولهم الى الذهاب بعيداً في هذه البطولة الكبرى. هذا التقرير يشمل قراءة فنية لكل مجموعة للوقوف على حظوظ المنتخبات العربية في بلوغ الربع النهائي, اضافة الى حظوظهم بنيل اللقب, والبداية مع المجموعة الأولى التي تضم البلد المضيف استراليا, الكويت, كوريا الجنوبية, وعمان. تبدو مهمة المنتخبات العربية في هذه المجموعة صعبة للغاية, فالخصوم ليست بالسهلة, لاسيما وان صاحب الارض يتسلح بعاملي الارض والجمهور ويتلقى دعماً خرافياً لأن يكون في النصف النهائي على الأقل والتفريط باللقب على ارضه من شبه المستحيلات, كما لكوريا الجنوبية تاريخها الذي يشهد لها, منتخب قادر على ان يكون في الربع النهائي بسهولة, كل هذا لا يعني ان تأهل كل من الكويت وعمان غير وارد, فإن حضرت الرغبة والروح القتالية لا شيء يقف بوجههما, فعلى خلفية المستوى الذي قدم في منافسات كأس الخليج الأخيرة في الرياض كان المنتخب العماني اكثر اقناعاً من نظيره الكويتي, لاسيما من ناحية اللعب الجماعي والتكتيك الجيد الذي يتبعه, فهو قادر على تحقيق المفاجأة بهذه المجموعة وان يكون الحصان الأسود, وكذلك الأمر بالنسبة للأزرق الكويتي الذي يضم في صفوفه نخبة من النجوم القادرين على احراج اي خصم مهما كانت هويته, كل هذا يحصل في حال كان العنزي والمطوع والخالدي في قمة عطائهم.. المجموعة الثانية والتي تضم اوزبكستان وكوريا الشمالية, السعودية والصين مهمة انتحارية امام مدرب الأهلي الاماراتي الروماني اولاريو كوزمين الذي استلم مهمة التدريب مؤقتاً خلفاً للإسباني لوبيز كارو, فبرغم خبرته في الكرة العربية عموماً والخليجية خصوصاً, الا ان الخصوم ليست سهلة, فهو يقبع في مجموعة الموت, جميع المنتخبات لديهم المؤهلات لأن يكونوا في الدور الثاني على الأقل, لكن ما يشفع لكوزمين النجوم التي بحوزة الأخضر, لديه الأدوات المناسبة للمنافسة بقوة, هذا ان احسن توظيفهم بالشكل الصحيح, كما ان مصير المدير الفني والأخضر في هذه البطولة متعلق بمدى الحضور الذهني للاعبين, فهم ليسوا بحاجة الى مدرب يديرهم فجميعهم لديهم من الخبرة ما يكفي, الا ان مدى التركيز الذهني لديهم سيحدد مصيرهم, وان حضر هذا الأمر الى جانب حنكة كوزمين لا نستبعد ان يكون الأخضر في النهائيات على الأقل. المجموعة الثالثة.. الأبيض الإماراتي, العنابي القطري, إيرانوالبحرين جميع الإحتمالات واردة في هذه المجموعة, فالحظوظ متساوية بإستثناء المنتخب البحريني المتخبط لاسيما على صعيد الجهاز الفني بعد اقالة العراقي عدنان حمد بعد الخروج من الدور الاول لخليجي 22 في الرياض, وتبدو مهمة الابيض الاماراتي صعبة نوعاً ما في ظل حالة الإستقرار التي يعيشها العنابي القطري بطل خليجي والذي برهن عن مستوى عال في البطولة بقيادة الجزائري جمال بلماضي الذي اوجد شخصية لقطر جديرة بالإحترام, ولا يمكن استثناء المنتخب الايراني الذي يعج بالنجوم ودائماً ما عودنا على المنافسة الشرسة في اي بطولة يخوضها, لكن ان تعمقنا اكثر في تفاصيل المنتخب الإماراتي تحت قيادة المهندس مهدي نرى ان حظوظه بالمنافسة على اللقب قائمة وبقوة في ظل تواجد كوكبة من النجوم الشبان القادرين على حصد الكأس من قلب سيدني, فالخروج من خليجي 22 في النصف النهائي زادهم اصراراً على استكمال المسيرة نحو الالقاب, وما يبشر بالخير الكم الهائل من مفاتيح اللعب التي يمتلكها المهندس, هذا اضافة الى المرونة في تغيير الطريقة حسب متطلبات اي مباراة, وهو ما عمل عليه مهدي علي خلال المباريات الودية قبل خليجي 22 من اجل الحضور الفني على كافة المستويات, ولا يمكننا ان نتجاهل الدعم من القيادة الرشيدة في دولة الأمارات العربية ووقوف جميع رجالاتها خلف شبابهم في اي معترك دولي وتحفيزهم على ان يكونوا في المركز الأول لا غير, هذا الأمر ضاعف من طموحات المنتخب الإماراتي وزادهم اصراراً على حصد الألقاب, والآن هناك فرصة ذهبية امام الابيض لإغتنام اللقب الذي كان قاب قوسين او ادني من خطفه في نسخة 1996 لكن الحظ عاندهم في ركلات الترجيح ليذهب لمصلحة الاخضر السعودي, جميع الإمكانيات متوفرة لحصد اللقب, وكل ما يتطلبه الأمر تلك الروح القتالية والرغبة التي قدمت مسبقاً في البحرين اثناء خليجي 21 وخلال دورة الألعاب الآسيوية حين تحقيق الفضة. المجموعة الرابعة.. اليابان, فلسطين, الأردن والعراق الواقع يقول ان المنافسة على بطاقة التأهل الثانية ستكون شرسة بين الاردن والعراق بما ان اليابان مؤهلة وتفوق الجميع فنياً وقادرة على حصد اللقب بما انها المرشحة الأقوى لذلك,مع التمنى ان تحدث المفاجأة وتقصى اليابان من التصفيات الأولية, وللدخول اكثر في الأمور الفنية لهذه المجموعة فالعراق منتخب قادر على الوصول للدور الثاني بما انه يضم لاعبين ذوي خبرة طويلة على رأسهم يونس محمود كما انه يملك العديد من اللاعبين الشباب الذين يتمتعون بطموح كبير في ترك بصمة قوية لإعادة انجاز 2007 , لكن الخصم الأردني لا يستهان به ودائماً ما عودنا منتخب النشامى على التألق في هكذا مناسبات, منتخب لديه من الإمكانيات يفوق ما يتصوره البعض, يلعب بروح قتالية عالية ولا يعرف التهاون , اما بالنسبة للمنتخب الفلسطيني يبقى مستبعداً من المنافسة مقارنة مع البقية من الناحية الفنية, طبعاً الجميع يعي الظروف التي يمر بها والذنب ليس ذنبه, ويكفي البطولة شرفاً بأن يشارك بها منتخب يعاني من كل هذه الأمور المأساوية. كلمة أخيرة.. من المؤسف هذه المرة أن نفرط باللقب, بما ان المؤهلات جميعها حاضرة لدينا, فالمزيد من الرغبة والإصرار نتعدى جميع صعاب آسيا 2015.. تابع الكاتب على تويتر: