هل يعض فينجر أصابع الندم الآن؟! يبدو أن المدير الفني العبقري لتشيلسي جوزيه مورينيو كان يعي جيدًا وصفه للاعب الوسط الإسباني سيسك فابريجاس «بالقطعة التي كانت تنقص فريقه» عندما تعاقد معه هذا الصيف من برشلونة، وذلك بعد المستويات الخارقة التي قدمها قائد آرسنال السابق في النصف الأول من الموسم في البريميرليج. ما أدهشني أن رحيل فابريجاس عن «كامب نو» كان هادئًا للغاية، وتفسير ذلك يعود لأن اللاعب لم يستطع أن يُقدم مستويات المعهودة مع برشلونة، رغم أنه النادي الذي نشأ فيه، وكان يرغب في العودة إلى صفوفه باستمرار عندما كان برفقة آرسنال، لكن هل يعض مسؤولو برشلونة أصابع الندم للتفريط فيه الآن؟! برشلونة لن يكون النادم الوحيد لرحيل فابريجاس، هناك أيضًا فينجر، الذي اعترف في وقت سابق بأنه رفض تفعيل خيار الأفضلية في شراء فابريجاس هذا الصيف، وهو بند موجود في عقد انتقال اللاعب من آرسنال لبرشلونة، والسبب هو أن آرسنال يمتلك خيارات عديدة في هذا المركز ومنها جاك ويلشير. لكن ما رأي السيد فينجر عندما ينظر للأرقام التي تقول أن فابريجاس في أول 16 مباراة فقط له مع البلوز في الدوري الإنجليزي الممتاز صنع 12 هدفًا، مقابل 11 هدفًا صنعهم ويلشير في 95 مباراة مع آرسنال؟!. قرار كهذا يؤكد ضعف رؤية «الفليلسوف الفرنسي»، وليته يرحل بعد أن أضاع على فريقه صفقة كانت من الممكن أن تغير من وجه آرسنال، كما غيرت من وجه تشيلسي. تشيلسي لم يُحقق أي شيء في الموسم الماضي، الموسم الأول في حقبة مورينيو بعد العودة، في حين حقق آرسنال لقب كأس الاتحاد الإنجليزي، وبالمقارنة بين تشكيلة آرسنال وتشيلسي آنذاك، لن تجد هناك فوارق فنية كبيرة بين التشكيلتين، لكن انضمام فابريجاس ودييجو كوستا، وتحديدًا الأول، جعل الفارق الفني بين الفريقين شاسعًا للغاية، نظرًا للإضافة الرهيبة التي قدمها فابريجاس لكتيبة ستامفورد بريدج. أثبت سيسك فابريجاس وبما لا يدع مجالاً للشك أنه الصفقة الأفضل في البريميرليج 2014/2015 رغم أن الموسم لم ينته بعد، الأرقام هي من تثبت ذلك. فبعد أن صنع الهدف الذي أحرزه إيدين هازارد في شباك ساوثامبتون أمس الأحد، أصبح اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا يمتلك حتى الآن 13 تمريرة حاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بفارق 5 تمريرات عن أقرب ملاحقيه، جيلفي سيجوردسون نجم سوانسي سيتي. وللمفارقة، فقائد ليفربول ستيفن جيرارد تمكن من صناعة 13 هدفًا طوال الموسم الماضي، أي أن فابريجاس نجح في صناعة نفس هذا العدد في نصف موسم فقط (19 مباراة). وفي الواقع إذا استمر فابريجاس بنفس المعدل حتى شهر مايو، أي مع نهاية الدوري الإنجليزي الممتاز، فسيمتلك 26 تمريرة حاسمة، حيث سيحطم بذلك الرقم القياسي لأفضل صانع للأهداف في موسم، والمسجل باسم زميله السابق في آرسنال تييري هنري الذي صنع 20 هدفًا في موسم 2003/2004. فابريجاس لم يبدع فقط كصانع للأهداف، بل أنه يمتلك الأفضلية على صعيد صناعة الفرص، حيث خلق 61 فرصة لفريقه (بما في ذلك التمريرات الحاسمة)، أكثر ب7 فرص من صاحب المركز الثاني جناح ويستهام ستيوارت داونينج، وأكثر ب10 فرص من مهاجم آرسنال أليكسيس سانشيز. وبحساب المتوسط، نجد أن فابريجاس خلق 3.33 فرصة للتهديف في 90 دقيقة منذ انتقاله إلى ستامفورد بريدج، ما يدل على الاتساق المذهل للاعب في الموسم الحالي. لكن هناك مفهوم جديد أضافه فابريجاس لدور صانع الألعاب، فهذه الحصيلة جاءت وفابريجاس في أغلب الأحيان يلعب كلاعب دائرة، بجوار نيمانيا ماتيتش، الأخير يأخذ على عاتقه الواجبات الدفاعية، وينفذها بشكل ولا أروع، وهو ما يعطي الفرصة لفابريجاس للزيادة الهجومية، التي أفرزت لنا هذه الحصيلة الرائعة. ولأن تشيلسي يعمل كمنظومة، كل قطعة تُكمل الأخرى، فتألق فابريجاس ساهم بدوره في تألق مواطنه القادم معه هذا الصيف دييجو كوستا، هذا الأخير وجد خلفه اثنين من أفضل صناع اللعب في العالم «فابريجاس، إيدن هازارد»، وبالتالي كانت مهمته في الوصول لشباك الخصم سهلة للغاية. في النهاية، حسنًا فعل مورينيو بالتعاقد مع فابريجاس الذي أعاد رونق الكتيبة اللندنية الزرقاء، أما فينجر فلا تعليق.. تواصل مع محمود عبد الرحمن رئيس القسم الإنجليزي على فيسبوك على تويتر