فى لقاء غير عادي جمع بين الكاتب الصحفي ابراهيم عيسى والكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري على قناة التحرير، تحدث شحاتة عن موقفه من الثورة المصرية، وعن بعض تجاربه في الملاعب المصرية، وسياسته مع اللاعبين في المنتخب المصري. وقال شحاتة معلقاً على ذهابه لميدان مصطفى محمود في مظاهرة تأييد الرئيس مبارك: "ذهبت إلى الميدان ليس تأييداً لشخص مبارك وإنما اعتراضاً على إهانته باعتباره رمزاً لمصر". ورد الكاتب إبراهيم عيسى متسائلاً: "هل ترى في قول الشعب إنه يريد إسقاط الرئيس إهانة أو سبا"؟ فأجاب شحاتة: "لا أقصد أن هذه هي الإهانة ولكن أقصد ما حدث من سب وتجاوزات، فهذا غير مقبول أن نسب رئيس دولتنا". وعن سؤال وجه له حول حول سبب ذهابه لميدان مصطفى محمود، نفى شحاتة أن يكون تلقى اتصالا من السيد جمال مبارك يحرضه على النزول للميدان وأكد: "لقد ذهبت للميدان بمحض إرادتى دون أي تحريض" مضيفاً ليس من السهولة أن أتصل بالسيد جمال مبارك فقد كان يحادثني أثناء المباريات فقط كنوع من الدعم ليس إلا. وإجابة عن سؤال وجه له حول طبيعة المحادثات التي كانت تتم بينه وبين الرئيس ونجليه قال: "لم تزد على كونها دعماً معنويا لي وللفريق قبل المباريات المهمة" مضيفاً: "لم يكن يتدخل في أي أمور أو جوانب فنية تخص الفريق". وتابع: "لا أعتقد أن نزولي فى مظاهرة تأييد مبارك كان أمراً مبالغاً فيه، وأريد أن أطوى هذه الصفحة تماماً". وتساءل عيسى: "جمهور الكرة كان له موقف مشرف في الثورة، وكان لألتراس الأهلي والزمالك مواقف عظيمة وقدموا شهداء فداء للثورة، ألا تري أن موقفك من تأييد مبارك كان مخزياً لهم"؟ فأجاب شحاتة: "كما قلت لك أنا خرجت لموقف معين وهو رغبتي في ألا يهان رمز الدولة، وإذا كانوا فعلا يحبونني يجب أن ينسوا ذلك لكي نطوي هذه الصفحة بيننا، ومهما كان فقد خرجت إخلاصا للشخص الذي طالما دعمنا قبل المباريات والبطولات الكبيرة". وتابع: "لقد غيرت موقفي بعد ذلك عندما عرفت حجم الفساد الذي كان موجوداً، لكن المشكلة أن كل ما نسمعه الآن معظمه لم يتم تأكيده بشكل قاطع. -ألم تكن تشعر بذلك الفساد من قبل، ألم تكن تعلم مثلا بتزوير الانتخابات؟ نعم لقد كنت أعلم بتلك الأمور من خلال متابعتي لنشرات الأخبار، لكني دائماً أتساءل هل كان الرئيس السابق على علم بكل ما يحدث أم أن من حوله كانوا يغيبونه عن الواقع الذي تعيشه البلاد"؟ وأوضح شحاتة: "أتمنى أن يكون الرئيس القادم شخصا جديرا بذلك المنصب، فالسياسة ليست ككرة القدم، كرة القادم يستطيع أي شخص أن يتكلم فيها، فهي لعبة جماعية وفريق من 11 لاعبا يمكن لأي شخص لديه حد أدنى من المعرفة بها أن يدير الفريق، أما مصر فهي دولة من 85 مليون نسمة لابد أن يكون رئيسها شخصا قادرا على قيادتها". وأضاف: "أنا مواطن عادي، لدي مسئوليات في مجال عملي، ولا أستطيع أن أعمل السياسة". وعن علاقة السياسة بالرياضة قال شحاتة: "الرياضة إذا تسيست فلن يكون هناك رياضة، السياسة قد تدخل في أمور المنتخبات كأن يحصل منتخب البلاد على دعم معنوي من القيادة السياسية دون تدخل في الأمور الفنية، لكن لا يمكن أن تدخل في الأندية". وعن علاقة الرياضة بعامة الشعب البسطاء قال المدير الفني للمنتخب الوطني: "أعتقد أن الرياضة نجحت في توحيد جموع الشعب تحت لواء واحد، ونتذكر كيف خرج الجمهور المصري بكل طوائفه في 2006 و2008 و2010 وعرفوا وقتها المعني الحقيقي لعلم مصر". "كل استادات العالم ليس بها أي صور لرؤساء أو ملوك ما عدا في الدول العربية، فما رأيك"؟ لا أدري ما معنى ذلك، لكن ليس إزالة صور الرؤساء والملوك من الاستادات هي التي ستصل بنا للديموقراطية. وتابع: "لقد كنا نهدي الفوز بعد كل بطولة نحصل عليها للشعب وليس للرئيس، ولكننا كنا نهديها من خلال الرئيس، فقد كنا نتعامل مع الرئيس بصفته ممثلا للشعب المصري. "لماذا لم يحقق جيل السبعينات إنجازات عظيمة رغم تواجد لاعبين كبار أمثالك"؟ "في السبعينات كان اللاعب يأكل ويشرب ويتدرب 3 مرات في اليوم، هذه هي كل مهمته، أقصد أنه لم يكن هناك احتكاك مع منتخبات كبيرة، ولم يكن هناك معسكرات خارجية نقوم بها، فلم يكن استعدادت المنتخب على قدر البطولات التي يشارك فيها". وتابع: "لم يكن الإنفاق على الرياضة كبيراً، حتى التيشرتات وأطقم الملابس التي كنا نحصل عليها كانت تاتى إلينا كإعانات من دول أخرى كألمانيا مثلاً". وأضاف: "طبيعة اللعبة تغيرت عن السبعينات، كان اللاعب يلعب وقتها مجاناً أي لم يكن له سوى 250 أو 300 جنيه راتبا إضافة إلي بعض مكافآت الفوز، ولم يكن هناك احترافية.. كان اللاعب يوقع للفريق ويلعب له حتى ينتهى مشواره الكروي أو يموت، أما الآن فكرة القدم تختلف تماماً فهي تقوم على الإنفاق". واستطرد: "الآن أصبح ارتداء قميص المنتخب شرفا لأي لاعب، لقد كان اللاعبون قبل ذلك يهربون عندما يتم استدعاؤهم للمنتخب، لكن الآن أصبح اللاعب ينتظر بشغف أن يتم دعوته للمنتخب مع أنه يحصل مع المنتخب على مقابل مالي أقل مما يحصل عليه مع فريقه، وهذا لما حققه المنتخب من بطولات أخيرة وأنا لا أنسب هذا الأمر لنفسي". "لقد دربت منتخبات وطنية في أعمار مختلفة، هل اللاعبون يتغيرون بعد التقدم في السن والشهرة والفلوس"؟ "لا، هذه الأمور لا تغير الإنسان إنما البيئة المحيطة به هي التي تغيره، لذلك أحرص في اختيار لاعبي المنتخب أن يكونوا ملتزمين". هل تعني ملتزمين دينياً؟ لا، بالطبع هذا الأمر لا يخصني إطلاقاً، أعني ملتزمين في المواعيد والتدريبات والإفطار والنوم فأنا مسئول عن اللاعب وهو موجود معي في المعسكر فقط، أما الالتزام الديني فهو أمر بين اللاعب وربه ولا شأن لي به، لكنني أتمنى أن يكون جميع اللاعبين ملتزمين دينياً". وأضاف: "معظم لاعبي المنتخب ملتزمون دينياً، وقد يكون هذا هو سبب فشلهم في الاحتراف الخارجي، لأنهم لا يتأقلمون مع دول الغرب وما بها من تجاوزات أخلاقية". هل من الممكن أن تدرب الأهلي مع أنك من أبناء الزمالك؟ ولم لا، فأنا رجل أؤمن بالاحترافية. *