و يعبرُ فوقَ قلبكَ حصانُها البريّ فترى أعداؤكَ أحشاءَ نهاراتكَ يا نشيدآ أيبستهُ الإناثُ هكذا تبتكرُ الحلم وحيدآ في رغوةِ الأفول تخطُّ الطيورُ مواويل الجنوب ، أراني أُغادرُ إليكِ سهوآ ، على فراشةٍ صغيرة أمتحنُ الإيابَ ، و أرتدي زمن المواعيد القديمة ، و تصهل فيَّ الطلول ، تفيض النبوءات برملِ الجسد ، أقفُ على حافة المطر كما تقفُ الهواجسُ على سرير الفتياتِ ليلآ . السماواتُ صناديقٌ معلقة ، تجرها الثلاثون السماواتُ أباريقُ الملائكة تسكبُ الزيتَ في حضرةِ روما . في ثلاثاء الجنوب تحدقُ فيكِ الكائنات ، في ثلاثاء الجنوب تبتسم فيكِ الكائنات دُخلاءٌ تجار هذه الفصول ، لا ظهيرةَ تتهجى أعيادهم، يُسقطونَ السنابلَ كما يُسقطون اليمام ويمضوا ، فأحزِمُّ وجهكِ لأشتهي فيك الحضارات و أصافح المدنَ التي غادرتني ، كفارسٍ يحملُ الشمسَ على كتفِ نخلةٍ ..أمضي إليكِ ، أروضُّ فيَّ المسرّات ، أُرسلُ جُدبآ من الخيولِ القصار لتُحصي التلال و تحصي الفصول على ساعديكِ . بأيِّ حصاةٍ أشدُّ المغيب ، لتُفقسَّ شفاهُ الحروبِ الذكريات و لتحفرّ القبلَ ، القبلُ اللاتي يرتدينَ الخوذَ الثقال و يعانقنَّ الرُتبَ العسكرية ، لا حدود تخطها السنابلُ ، تتنفسُ فيكَ البرديَّ والقصبَّ وتلهو بطائرك السنونو المعادنُ ، وانت تحصي ما لا يُحصى من الشهداءِ والأراملِ . كيف لي أن أُعلقَ الفجرَ على راحتيها ، أُمهاتٌ حملنَّ الفصول المدللة و أسدلنَّ الغيابَ على قلوبهن كما يسدلنَّ الجدائل الطويلة، وكم أسرفنَّ في طهي النُعاس ، لا تُقاسمهن الحقولُ الصباحَ ولا المرايا ، هُن سقوفُ الهواجس ، و أجنحة السنين الثقال ، و نوافذ الإسفنج هُنَّ . يا نشيدآ أيبستهُ الأُناث ، هكذا يتدحرجُ الحلمُ وحيدآ في رغوة الإفول . . أسيل صلاح .