فقرات من مقال لي تحت النشر تحت عنوان " بلعا.. عذراء التلال": ((..زيارتي الثانية لبلعا كانت شخصية ضمن جاهة لطلب يد الرقيقة منال الزريقي عروسا لابن شقيقة زوجتي وابنة عمتي في نفس الوقت د. مراد قحوش قبل عامين أو أكثر، فتوثقت الرغبة في زيارة بلعا مع النسب أكثر، وفي جولة قريبة امتدت من منتجع البجورة في بلدة دير الغصون وصولا إلى منتجع المنطار في أراضي بلعا، كان اللقاء الثالث حين كنت أمر من شوارع ودروب بلعا هامسا لها في نفسي: اللقاء سيكون قريبا يا حوريتي فانتظريني، وحين وصلنا إلى منتجع المنطار تذكرت تاريخ هذا الجبل الذي تجولت بقسم منه خلال زيارتي لعنبتا سابقا، فهذا الجبل بارتفاعه وإطلالته سمي بهذا الاسم لارتفاعه وإطلالته على الأمكنة المجاورة، وهذا الاسم منتشر في الكثير من البلدات ومنها بلدتي جيوس، حيث كان المنطار في كل بلدة يمثل حصن الحماية ومراقبة الغزاة والمعتدين على البلدات، وجبل المنطار الذي يحد عنبتا من جهة وبلعا من جهة أخرى، كان أحد التلال التي تحمي بلعا ويمثل نقطة استراتيجية لها، ومن هذا الجبل الذي كان ملاذا للثوار في ثورة 1936 قاد البطل المجاهد عبد الرحيم الحاج محمد أول معركة استغل فيها الالتفاف الحاد في لية بلعا في تاريخ 21-6- 1936 ضد الاحتلال البريطاني وتلاه القائد البطل السوري فوزي القاوقجي الذي خطط وقاد معركة المنطار بتاريخ 3-9-1936 ، وكان استخدام الثوار لهذا الجبل والجبال المحيطة به لأنها مناطق ذات مساحة كبيرة وتبلغ 24000 دونم ولأنها مليئة بأشجار الزيتون ويصعب على العدو السيطرة على جبالها العالية. منتجع المنطار الذي أنشأه الباحث بسام بدران والذي تعب كثيرا منذ العام 1972 وهو يجمع مئات القطع الاثرية والتراثية الفلسطينية، كي ينشأ متحفا في منتجع المنطار من عدة قاعات واسعة، وهو يعتبر من أكثر المتاحف في الضفة الفلسطينية مساحة وسعة وفي عدد القطع الأثرية والتراثية، وجعل من المنتجع الذي صمم بشكل جميل لم يغفل التراث ونمط الأبنية التراثية في المنطقة، فأصبح منتجعا سياحيا وتراثيا وعلميا متميزا في المنطقة، فتجولت المنطار وعدستي تسابقني لالتقاط الصور وتوثيق اللحظة بعدسة القلب، وطوال الوقت تجول معي شباب بعمر الورود من العاملين في المنتجع، لأنهي جولتي وأصدقائي ونجلس لتناول طعام الغداء الذي كان شهيا فوق العادة من إعداد مشرف المطبخ في المنتجع وبأسعار تشجيعية، وبعدها جلست أرقب المناطق التي تحيط بالمنطار من كل الجهات، فجال بصري من الساحل المغتصب إلى كفر اللبد والحورية الكنعانية عنبتا، وحين قاربت الشمس على المغيب كنت أودع المنطار وداع محب مستذكرا تاريخ المنطار، تاركا المجال لعدستي لتوثق مشاهد الطبيعة ورحلة الشمس في الغياب من لحظة مغادرتنا المنطار حتى اقترابنا من مفترق زعترة، وهذ اللقطات ستكون بين أياديكم وتحت ناظريكم في القريب، هامسا لنفسي مرة أخرى: لنا لقاء قريب يا عذراء التلال.. يا بلعا.. ))