على الحلوة والمرة مش كنا متعاهدين البلبل الباكى عبد الغنى السيد مطرب من زمن فات …… وله.. يا وله مطرب مصري، مولود في القاهرة،(1908) وهبه الله بصوت رخيم. لم يحظ بقدر من التعليم. وبدأ حياته وهو في الثالثة عشرة "ستورجيًا" في محال على خليل للموبيليا بأجر يومى 60 قرشا. لفتت وسامته أحد زبائن المحل هو الموسيقار زكى مراد الذى أعجب بصوته وبدأ يأخذ بيده إلى الملحنين والمؤلفين وأصحاب المسارح. …. أحب عبد الغنى فتاة أرستقراطية ابنة وزير المعارف وقتها لكنها تركته لأنه استورجيًا فترك المهنة ليحترف الغناء والبحث عن فرص النجاح حتى أصبح له وزن بين مطربى شارع محمد على … بدأ مشواره الفني بشكل احترافي في بداية الثلاثينات عندما غنى ( نسيتي حبي بعد اللي كان) فكانت أشهر اسطوانة شدا بها عبد الغنى السيد، وباعت أكثر من مليون نسخة وهو ما شجع منيرة المهدية على تقديمه كبطل لمسرحية «كليوباترا» الغنائية، بعد سفر بطلها الأصلي الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب إلى لبنان، فحقق أيضاً نجاحاً ساحقاً بالتمثيل والغناء، جعل المهدية تُمد العرض لمدة شهراً إضافياً. ….. وعندما عاد عبدالوهاب من سفره شهد العرض الختامي للمسرحية، وأعجب كثيراً بأداء عبدالغني الفني، ولم يفوت الفرصة فتعرف عليه وأصبحا صديقين ومتنافسين في ذات الوقت، وقد وصفه عبدالوهاب قائلاً: «عبدالغني السيد هو الرجل الذي هزمني مرتين في حياتي»، «هزمني في المرة الأولى عندما كان منافساً قويا لي، وفي المرة الثانية عندما مات فخسرت أقوى صديق وأحب صديق لي. .. أصبح عبد الغنى السيد أول مطرب يغنى في الإذاعة المصرية عند افتتاحها عام 1934 وله بالإذاعة المصرية أكثر من 884 اغنية كما غنى لعمالقة التلحين مثل الموسيقار رياض السنباطى وكان في بدايته فوقع معه عه عقد إنشاء شركة بيضافون التي أصبحت أكبر شركة أسطوانات في مصر.. وغنى لمحمود الشريف و محمد عبد الوهاب و محمد الموجي ومحمد القصبجي و بليغ حمدي و كمال الطويل. … في عام 1940 درس الموسيقى. واتجه إلى التمثيل فشارك في عدد قليل من الأفلام أشهرها فيلم شارع محمد علي الذي قدم فيه باقة من أشهر أغانيه ورغم قلة انتاجه ما زال الجمهور يردد تلك الأغاني ومن أشهرها "ع الحلوة والمرة" و"البيض الأمارة" وأغنيته الشهيرة "ولة يا ولة". التي أصبحت تيمة في كل الأفراح والحفلات ولكن هاجمته صحافة الباشاوات لولع بناتهم به. … أطلقت عليه الصحافة سلسلة من الألقاب لازمته طوال حياته هي معبود النساء، جلاد قلوب الفتيات، البلبل الباكى.. وعندما أجرت مجلة الاثنين استفتاء لأحسن مطرب ففاز عبد الغنى السيد بينما حصل عبد الوهاب على المركز الثانى … تزوج الفنان ثلاث مرات، الأولى من إحدى قريباته وأنجب زينب وبثينة، أما الزوجة الثانية فكانت ابنة وزير الحربية وقتها، وكانت تسكن بجواره وأعجبت كثيراً بصوته وحسن هندامه، فتعرفت عليه وطلبت منه اسطوانة هدية، فقدم لها «صحيح الدنيا ملهاش أمان» وأحبته من هذه الأسطوانة، وتزوجها لمدة أسبوع واحد لكنه طلقها بأمر ملكي . … ثم تزوج ثالثاً من شجون توفيق راسخ والتي حصلت بعد ذلك على لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية عام 1982 وأنجب منها ليلى وإيمان ومحمد. … وبينما كان الفنان فى زيارة لمنزل «تحية كاريوكا وزوجها فايز حلاوة سقط مغشيًا عليه ونقلته تحية إلى مستشفى العجوزة وتصدرت الصفحة الأولى بجريدة «الأهرام» نداء من الموسيقار على إسماعيل ومحمد عبد الوهاب إلى كل من يعرف طريق أنبوبة أكسجين أن يأتى بها إلى مستشفى العجوزة لإنقاذ حياة المطرب عبد الغنى السيد بعد نفاد الأنابيب في المستشفى مما أدى إلى تدهور صحته وفى اليوم التالى 9 ديسمبر 1962 توفى وهو يسأل عن على إسماعيل ويقول «أنا عاوزه في حفلة ذواتى، إلى أن لفظ نفسه الأخير».