في بيت عنان القرية المقدسية الواقعة شمال غربي القدس، والتي تعود بجذورها الى الفترة الكنعانية التي أسست فلسطين، وقفت الشاعرة ايمان مصاروة وعيناها ترنوا إلى القدس تسكب نزفها الليلي وتصرخ: للقدسْ سلامْ، فالقدس تسكن روحها، تسري في جسدها كسريان الدم في الشرايين، فتنزف روحها ما بين النشيد والقصيد فتنادي: (في القدس ناحتْ في الهوى عروقي انا ما اصبر على ذلي واباركْ نار مشعلها) وبكل ما الروح من اصرار وعنفوان تعلن ايمان مصاروة العنوان: (عنواني فلسطيني ويابوسي وكنعاني وزعتر هالجبل يشهدْ) فأيمان لا تكف عن التنهد بتنهيدة عشق للقدس تحلم بحريتها ولا تخشى من البوح بمكنون صدرها رغم كل حراب الجند والأسلاك الشائكة وبنادق الحراس: (بلادٌ قد حباها اللهُ حتى تجلّت فوقَ هامتِها الأقاحُ ألا يا قدسُ يَبكي الشعرُ مِنّي دماً يُشفَى إذا حُمِلَ السلاحُ أيا ابنَ الأمِّ قمْ وانفِضْ غُباراً على أكنافِها رقَدَ السِفاحُ) وتصرخ في وجه المحتل الظالم الغاشم: (لكم فلترحلوا ولترحلوا …ولترحلوا فالأرضُ تعرفُ أهلها ).. هي ايمان الكنعانية الفلسطينية النصراوية، تحمل جرحها، ألمها، وتنزفه عشقا للقدس، فمن غير القدس تستحق ان نصرخ جميعا مع الشاعرة: للقدسْ سلامْ..