قال تعالى فى كتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم : " و لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، و بشر الصابرين " صدق الله العظيم ( البقرة 155 ) . و عن أبى سعيد وأبى هريرة رضى الله عنهما ، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالصبر عند الشدائد والأزمات . . هو من الفضائل الحميدة التى يتصف بها المسلم طوال حياته ، طمعاً فى فرج قريب من الله سبحانه وتعالى ، الذى وعد الصابرين بأوفى الجزاء . مصداقاً لقوله تعالى : " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " صدق الله العظيم . و لنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة . . فسيرته النبوية الشريفة . . زاخرة بالكثير من مواضع الصبرعلى الأذى من كفار قريش الملحدين ، سواء بالقول أو بالفعل ، الذين آذوه هو ومن معه من المسلمين الأوائل فى أول عهد النبوة . و ما كان منه – صلى الله عليه وسلم – ومن معه من المؤمنين ، إلا أن تحملوا الأذى وصبروا على البلاء ، فى سبيل نشر الدعوة ، إلى دين الله الواحد الأحد . كما أن التاريخ الإنسانى على مر العصور . . قد روى لنا أروع القصص ، عن نماذج من البشر ، حاق بهم الأذى ولحقهم العذاب وحل بهم البلاء ، سواء فى أنفسهم أو أموالهم أو أهليهم ، و ما كان منهم إلا أن صبروا و تحاملوا على أنفسهم ، حتى أتاهم الفرج القريب من الله العلى القدير ، ورفع الله عنهم الأذى والعذاب ، و حل بهم اليسر من بعد العسر . فيا من إبتلاكم الله – عز وجل – سواء فى أنفسكم أو فى أهليكم أو فى أموالكم ، كونوا صابرين غير قانطين . . وترقبوا فرجاً من الله قريباً . و يا من أصابكم البلاء و الشدائد والأزمات . . كونوا على يقين لا يتزعزع أبداً ، من أن الفرج قرين الصبر ، وأن الله لن يخلف وعده إليكم أبداً " . . . . . . وبشر الصابرين " . و اعلموا . . يا من عصفت بكم الأنواء و المصائب . . أن اليسر قرين العسر . . وقد ورد ذلك فى القرآن الكريم على سبيل التأكيد بالتكرار المفيد : " . . . . . . . . . . إن مع العسريسراً ، إن مع العسر يسراً ، فإذا فرغت فانصب ، وإلى ربك فارغب " صدق الله العظيم . اللهم قد بلغت . . اللهم فاشهد . .