شهد مسرح عمون يوم الجمعة 29/ 5. /2015 إفتتاح معرض الفنانين العرب الأول برعاية معالي العين الدكتور عبدالله عويدات والذي ضم مشاركة مايزيد عن 80 فنان وفنانه من تسعة دول عربية من الاردن والسعودية وفلسطين والعراق وسوريا ومصر والسودان وليبيا واليمن والذي إستطاع منظموه تعليق الوحدة العربية على جدران التفاؤل والأمل بريش التأخي والمحبة وهم لجنة الإدارة و التنسيق والاشراف من السعودية الفنان التشكيلي فهد الجابري والفنان التشكيلي محمد الهزايمه من الأردن ومن الإدارة والإشراف العام و التنظيم حسن العمري مرام حسن خليل الكوفحي أحمد دوجان الإعلامية عايده رزق والمهندسة ولاء زيدان وشارك كل فنان بلوحة تشكيلية واحدة، و بحضور عربي كبير هذا وقد إستهلت الدكتورة هناء البواب رئيسة الحفل بكلمة عبرت فيها عن الهدف الجميل للمعرض بالإحتفال بعيد الإستقلال والجلوس الملكي مع الأخوة العرب ودور الثقافة ثم الفن خاصة بنقل الرسالات عبر تلك الريش والألوان ثم جاءت كلمة راعي الحفل معالي دكتور عبدالله عن دور المعرض في توحد عربي فني وتبادل ثقافي جميل في ظل الوقت الراهن ثم قام الحضور في جولات في المعرض لخصت اللوحات الفلكلور, والتراث, والإنسان, والأرض,والرمزية والأنثى والكهولة والأمل ومنها ما يترجم حالة المجتمع العربي بمختلف أطيافه ونسائجه المتنوعة ثم كانت لي جولة في أروقة المعرض بين اللوحات وبعض الفنانين فكانت لي الحوارات التالية : 1-الفنانة سعيدة غالب من اليمن تقف أمام لوحتها الرمزية للحرب في سوريا لوحة تثير داخل المتلقي أسئلة "بأي ذنب تقتل الأطفال في الحروب" 2- ثم إلتقيت بالفنانة التشكيلية نور ملحم تقف إلى جانب لوحتها التي كانت من المدرسة السيريالية أي "فوق الواقع" وهي مذهب فرنسي حديث في الفن والأدب يهدف إلى التعبير عن العقل الباطن بصورة يعوزها النظام والمنطق وحسب مُنظهرها هي آلية أو تلقائية نفسية خالصة، من خلالها يمكن التعبير عن واقع إشتغال الفكر إما شفويا أو كتابيا أو بأي طريقة أخرى ..كما في الشعر الرمزي تطلق على لوحتها " أنثي الكون " ومما قالت فيها " حواء أنثي فكيف تكون ملاذ لكل مستلذ والشجرة أنثي فكيف نحيا من غير ثمر والغيمة أنثي فكيف ينزل المطر أنثي لا تنسى فلا تكفر بها ولا تنقشها على غبار الزمان" الفنانة رحاب البياري ولوحتها عن الهروب قالت أن لوحتها مخالفة لما كانت تشعر به عندما ترسم في في لحظة ضيق ترسم الهروب إلى الخيال والهدوء والدهشة ومثلت ذلك بلوحة سريالية هادئة للعين والروح مزجت بين اللونين الأزرق والزهري البارد الهادىء تشعر المتلقي بالكثير من الإسترخاء وهي تتقن جميع المدارس الفنية وتحاول أن تجد مدرسة خاصة بها ثم كان لي وقفة مع الفنان محمد السوريكي من الأردن الذي جسد موقف الأردن بقضية الربيع العربي بمجسم يمثل ثورة الأردن بالتوحد والتطوير والتغيير وحاول أن يعكس فكرته بأن الإصلاح يجب أن يبدأ فينا أولاً وأن نبدأ من أنفسنا فكان مجسمة ربيع يغطي خارطة الأردن تحضن غرسة زهرتها جلالة الملك عبدالله و سياستة في التغيير والتطوير ثم وقفتي التالية كانت مع الفنان محمد راغب خليل من الأردن والذي شارك في لوحة عكست حزناً دفيناً في الغربة المكلل بالأمل برمزية عالية حيث رمز لبصيص الأمل وفسحة التفاؤل بنافذة إنتظار ,والحلم والحياة بالزهور والماء ,معلقا مفتاح العودة في عنق الزمن أما عن مرام حسن جلست على سور عكا المطل على البحر الأبيض عبر لوحتها الرائعة وأخرى عكست فن العمار القديم للعرب في الأندلس أكثرت فيها من التفاصيل وأخرى عن رجل طاعن في الحزن يجلس أمام قبة الصخرى حتى تغور أصابعه في خده الممتلىء في علامات السنين التي تحكي نكبة فلسطين مر بها الشاعر محمد فوزي ففاضت قريحته بنظم عمودي إرتجالي يحكيها ثم إنتقلت إلى أصغر المشاركات فتاة من الأردن بعمر 14 ربيعا هي رغد القدومي لوحاتها تفوق عمرها الصغيربكثير تشارك في المعارض المدرسية وتحلم أن تكون فنانة عالمية قريبا تحظى بتشجيع والديها تمنيت لها مستقبل باهر كما أبهرتني لوحاتها التي رسمت بأناملها الصغيرة. ثم إتجهت نحو الفنان الكبير محمد أحمد القدومي يقف بجانب لوحته من المدرسة السريالية بفلسفة مبطنة وهو فنان شامل يتقن جميع المدارس لوحة عميقة رمزية مزج فيها الكثير من الألوان والأفكار ترك لمخيلته العنان وهو يرسمها وقد علق على المعرض بأنها بادرة جميلة وبرأييه يجب أن تقام معارض دولية للنخبة وأن لا يكون هناك إختلاف في مستويات اللوحات وأن دائما هناك متسلقين على الفن بأعمال هابطة تخلو من الفكر والإحاسس وإيصال العمل للمتلقي والتقنية وأن يتم الإنتقاء بحذر. وقفتي التالية كانت مع الفنان طالب الصقور شارك بأكثر من لوحة أجملها في رأيي لوحة لرجل وسيم ذكرتني بلوحات الفنانين العالميين Fabian Perez و Andre Kohn وأسلوبهما في رسم الجمال أستوقفتني لوقت في تأملها وله أيضا له لوحة جميلة برسم بالسكين وأبدى رأييه في تقصير الوطن العربي في الحراك الفني وأن مايقام من معارض هي جهود فردية وأشاد بالمعرض ودور الإداريين وقال أنهم إستطاعو عمل معرض رائع بإمكانيات بسيطة ويرى الصقور أن الفن ماهو إلى تأريخ للحضارات وهو من يعكسها للحضارات الأخرى كما فعل الفراعنة عبر رسوماتهم لذا يتمنى أن يكون هناك إهتمام دولي أكبر ثم توقفت مع الفنانة ريم الغوطي وهي صيدلانية تحب الفنون شاركت بلوحة عن القدس والتي قالت يجب حضور القدس في كل معرض فني وأشادت بالتبادل الثقافي مع الفنانين العرب وترى أن لوحتها توصل رسالة و أن رغم مهنتها وصعوباتها إلا أن الوقت الضائع في الفن هو وقت مفيد جداً يعكس فيه الفنان كامل إختلاجاته وأحاسيسه ومن فلسطين الفنانة تقية غانم ولوحتها تعيد رسم الموناليزا للإيطالي ليوناردو دا فينشي بملامح أكثر أنوثة حيث أتقنتها بشكل واضح وجميل وبألوان أكثر إشراقا وكان لي لقاءات سريعة مع الفنانة خوله صيدم ولوحتها الرمزية عن المرأة وتتمنى لو أن وجد المعرض بفسحة أكبر وبعدد أيام أكبر والفنانة العراقية مي السعدي كان لديها الكثير من الأفكار للمعارض التشكيلية وترغب في أن يشارك الفنان في الإعداد والطرح وتتمنى أن تستمر المعارض للمواسم القادمة بإضافة كل ماهو جديد وأن يكون لكل دولة زاويتها على حدى لعرض اللباس والضيافة والموسيقى الخاصة لكل قطر عربي أما عن المعمارية والفنانة رواء زيدان والتي رسمت الحرية والشموخ للأردن سعيدة بمشاركتها مع نخبة مشرقة من الفنانيين والحضور الواعي المثقف ما أجمع عليه جميع الفنانين أن الفن موهبة يجب أستثمارها وصقلها وتنميتها وما أجمعت عليه الفنانات أن المرأة العربية تجد عواقب كثيرة في ممارسة موهبة خاصة إن كانت إمرأة عاملة أو متزوجة لا تجد الوقت والهدوء لإتمام لوحة وكثير من النساء صاحبات مواهب تندثر لإسباب كثيرة ومن تستطيع أن تكون في المجتمع صاحبة موهبة وزوجة تلك إمرأة خارقة وأخيرا كان لي لقاء مع الفنان محمد الهزايمة من القائميين و التنسيق والإدارة ومشاركته جاءت من خلال ثلاث لوحات مميزة أبرزها لوحة تمثل لحظة إنتصار صلال الدين الأيوبي على عتبات قبة الصخرى والمسجد الأقصى كما ويحلم أن يتكرر المشهد وأشاد بمستوى المعرض الفني والتنظم في التعليق وتنوع الأعمال وإختلاف المستويات جاء للإهتمام بإبداعات الفنانين على كافة المستويات التي ينعم بها المجتمع وتبني المبتدئين لصقل تلك المواهب بتواجده مع من يلهم الأجيال الشابة ويغطي على الثغرات وقال أن تواجد اللوحات من كافة الأقطار جنبا إلى جنب وعدم وجود زاوية لكل دولة جاء لترسيخ أننا وطن واحد لا يفصل بيننا شيء أما عن الفنان فهد الجابري من القائمين والتنسيق والإدارة بعد سؤاله عن المعرض في الأردن وهل إرتقى لمستوى توقعاته أشاد بالمعرض وتمنى أن يكون قدم شيء يليق وفي حال وجود أي ثغرة نعوضكم بالقادم ولكل عمل هناك دروس مستفادة للمواسم التالية وأضاف الجابري أنا أعشق الأردن وأهلها كرماء وأحلم أن أنظم شيء عالمي بعمان ودبي و كنتم رائعين.