الشاعرة نبيلة حمانى قالت أمي ذات مساء للسؤال أخذتني حسرة توهجت بالمقل .. رمت بالحيرة في مجاهل الضباب .. اقتاتت من نورسكن أعيني الذاهلة فيك رتعت بأوكار ضعفي .. لاكت وجيعتي ليغزو السهاد ليل الوجع .. ليستفحل قاهرا ذاك الألم .. قالت لي أمي ذات مساء كانت تمشط ضفيرتي الشقراء تتأمل الشهد الدافق بأعيني .. والنجوم السابحات بالمقل .. كانت تشع من أمل بسمتي قالت أمي ذات إشفاق .. أنت الشمس تاهت بمهجتي .. أنت خافق طيب لاح بنظرتي كانت أمي تقرأ قصة وجيعتي .. تقرأ فيض الألم بالأحداق.. تقرأ سذاجة طيبتي قالت أي بنية .. أي روح ورد استفاض بأوردتي .. لثمت ضفيرتي الشقراء .. فتألقت كما التبر ضفيرتي فاضت من بهجة بالشهد عيناي .. تراقصت نجوم عالقة بنظرتي .. قالت أمي خشية وجع .. إن عشق السواد المحيط بالقمر .. و وصف الربيع وخضرته بالمقل وإن تألق بين يديه .. وإن رسمه لوحة نور وياسمين .. وإن شدا وله القصيد على المرايا .. وغرد للبحر وما بأعماقه من درر لا يجدي العذل فيه بنية .. تواري عن الجنان .. لا تفضحي جمرا بالمقل لا تبوحي بسقم الورد .. لا تعزفي على شرخ الوله .. فلم تكوني ثورة عزفتها الأحلام .. ولا سمرة على الوجنات لاحت .. لم تكوني سوادا جلاه الليل فسطع القمر .. وإن داهم النورس دوار التيه فلا تسهدي بنية .. أقيمي حفلا لنساء القبيلة ارقصي رقصة الذكرى اسكبي دمع الوداع بعيدا عن الديار .. وعودي إلي إن استبد الوجع .. اسكبي عبرة على صدر أمك القريبة قد تعلمك صمود الأنثى.. تلك كانت وصية أمي .. كانت توثقها على صدر المساء الراحل إليه.. كانت تمشط ضفيرتي الشقراء .. تسكب الدفء بأعيني العسلية .. تؤكد أني لست نقطة في سطر تذكرني كي لا أنسى تطرد سذاجتي تحلم مثلي بالشفاء نبيلة حماني