آآآه لقد أثقل ضياعي كاهلي فمتى تقولين أنت موجود ههنا وتشيرين إلى قلبك الدافئ متى تلمس يدك الحنون جبيني المحترق وتطفئ لهيبه ؟ ومتى تحملني أهدابك إلى عينيك العميقتين فتضميني إلى الحنايا ..؟ فقد تعبت أقسم بعينيك لقد مزقني الجفاف لقد تعبت كل الأحلام تحتضر فتقاسمني الرياح عاصفة الأحتراق حنجرتي طرية لكن صوتي صامت وجليد الحقول ينام على فمي أنا إنكسار الرماد وتوجس الفجائع منطفئ على الفراشي وحزني وسادة الليل مترع بألف نشيد ونشيد لكن صوتي صامت وجليد الحقول ينام على فمي آآآآآآآآآآه أيها الزمن المترع بالأماني غير أن الدروب مغلفة والحياة ملأى بالخيبات أسرع تعال إلي أيها الموت فكفي مشلولة وعيني دامعة هي الروح تشتهي مغادرتي تتدثر بأشواق غامضة بخوف سري وفزع لا تراه عين تعال إلي لن أزهر مرة أخرى لن تبتل شفتاي برحيق الحب لن يشرع جسدي ليد عاشقة إنني بستان من رمل لا تنبت فيه وردة لا تنهض منه شجرة فل آآآآآآآآآآآه أين هاتيك الأيام أين أحلامنا الزاهيات أين أمنياتنا تبخرت كالماء فوق النار أين الرفاق الذين أحبوني ذات ربيع أن النبيذ الجبلي الذي شربناه حتى ثملنا أين البيوت التي آوتنا أن الدروب التي سلكناها ونحن نرقص أين وأين كل ماعشته كان وهماً كل ما أحببت كان وهماً كل الأناشيد كل الغناء كان وهماً كل الذي كتبته وهماً كل الذي قرأته كان وهماً كل الأيام التي خلناها سعيدة كل الليالي الدافئة التي خلناها جميلة كل القبلات التي تبادلناها كل كلمات العشق التي سمعناها كل الأشياء الجميلة التي عشناها كانت وهماً والآن والحياة تعبر سريعة سريعة كأن الأيام لحظات كأن الاعوام لحظات وأكتشف كم كل ذلك كان وهماً كان حلماً واستيقظ كان سراباً لم نعش أكثر من دقائق ولم يبق لنا سوى دقيقة أو دقيقتين وربما ثلاث دقائق لا أكثر لا أكثر من خفقة قلب لا أكثر لا أكثر من رمشة عين لا أكثر لا أكثر لا أكثر من قراءة سطر في قصيدة لا أكثر من نيزك هوى أو نجم احترق لم يبق لي غير نبض قلب أو رفة جفن لا أكثر لا أكثر لا أكثر