انها الفكرة الجميلة التي تحولت إلى واقع، كتاب شباب من الجنسين في بدايات المسيرة، يتم الاستماع إلى نصوصهم ومناقشتها من الأجيال المشاركة والأجيال التي خاضت تجارب مختلفة، فكرة بدأتها الفنانة ميساء الخطيب وساندها العديد من الأصدقاء حتى أصبحت واقعا يمارس في يوم السبت الأول من كل شهر كونه عطلة رسمية، وبأوقات نهارية تناسب اولئك الشباب القادمين من المحافظات الأخرى، حتى يتمكنوا من العودة بعد القراءة والنقاش والاستماع. السبت الأول في هذا الشهر وصادف تاريخه السابع من هذا الشهر الحزيراني كان اللقاء، وكان من المفترض مناقشة أدب المكان في نصوص بعض الكتاب والكاتبات الشباب، وأن تتم المناقشة من خلال حضور د. إيهاب بسيسو، ويلي ذلك حوار مع الفنانة الألقة ريم تلحمي، للتحدث من خلال لقاء حواريّ مع الشاعر خالد جمعة عن تجربتها الفنية التي خاضتها في الغناء والمسرح، ولكن تغيب د. ايهاب بسيسو لظرف طارئ جعل اللقاء يتحول لقراءة بعض النصوص ومناقشتها من الحضور. قرأت الشابات ياسمين وتمر حنة نصا مشتركا قالتا انهن كتبنه خلال حوار ومحادثة على الشبكة العنكبوتية (تشات)، وخضع هذا النص لحوار طويل شارك به معظم الحضور، فالنص كان جيد بالمجمل وبلغة جميلة بغض النظر عن كل الملاحظات التي هدفت لمساندة الشابات والأخذ بيدهن ليرتقين درجة على سلم الكتابة، وإن كان هناك شبه إجماع من الحضور أن مستوى النص والحوار به لا يمكن أن يكون عفويا وبدون ترتيب مسبق، فالحوار قائم على فكرة التناقض مع بعض الأفكار الفلسفية، وتمازج الوهم مع الواقع، والأسطورة مع الحلم، والمشاعر مع نقيضها. ثم قرأت كل من صفاء خليل نص لها وتلتها سونيا ارشيد، وأيضا خضعت نصوصهن الجميلة للحوار الجميل والهادئ فهدف هذه الجلسات الحوار والفائدة، وخاصة بين مراحل عمرية مختلفة تفصلها عقود من الزمان. في القسم الثاني من اللقاء حاور الشاعر خالد جمعة بتمكن وقدرة حوارية جميلة الفنانة ريم تلحمي، فتحدثت عن تجربتها الفنية منذ الطفولة حتى ألآن فأغنت الحاضرين بالمعلومات، ومنحت الجيل الشاب روح الإصرار على المتابعة وعدم الخضوع لأية مصاعب سواء كانت اجتماعية أو محاولات احباط نلمسها دوما في مجتمعنا. قبل بدء اللقاء الأدبي الجميل، جرى الاحتفاء بعيد ميلاد الفنانة ميساء الخطيب، فالفنانة ولدت في الخامس من حزيران، وكان لا بد من الفرح رغم ما يحمله هذا اليوم من ذكرى الهزيمة الحزيرانية، فالفنانة والمناضلة ميساء حكاية من اصرار ونضال، وأذكر أني كتبت عنها ذات مرة نص أدبي يحمل عنوان: حكاية ميساء. كالعادة رافقتني عدستي المتمردة، فكانت هذه اللقطات ال 135 وغطت أقسام اللقاء الثلاثة، أحببت أن اشارك بها الذين حضروا والأحبة والأصدقاء الذين لم يحضروا، ومن خلالها أشد على أيادي الجيل الشاب وأهمس: استمروا فأنتم من سيكمل مسيرتنا كما اكملنا مسيرة من سبقنا.