شعر نبيلة حمانى: حين تأملت لحظ البدر السقيم.. وقد علاه شحوب غيب الوهج والسطوع .. ما عدت أستعذب لوحة جرفت فقاعات من أنين .. ما عدت أستعذب أن تعشق بأهدابي لظى فجر خجول .. لأني ما عدت شقيقة الألم .. لا ولا على أبواب الرجاء أستجدي كرم غيوم خاوية .. فما عاد النحيب يكسر أبراجي .. ولا صوت المنى الهارب من حياضي يحرق بالأهداب صروح الأمل .. أدركت وأنا على غمام شكي واحتراقي خلف احتراقات الحنين .. أدركت أني سلكت سبيل التيه في رماد من احتراق الربيع وقد تصاعد من أفيائي البائدة .. وأن ارتجاج البحر بعروقي .. يغتال أنفاس الحلم الأخيرة.. يحرق ما تبقى في الحقل من سنابل عطشى .. أدركت بعد صبر بكى حسرة إصراري على احتضان زهر الرماد أني رعيت قوافل ضباب لا ينجلي .. حجب الرؤى فهلت صروح اليقين المضنية .. حصنتها بتعاويذ خيبة حزنت لاغترابي .. أدركت وقد عاث الإهمال احتراقا بأدغالي .. أن سوط عذاب اغتال بسمة أزهاري .. وأن الشمس ناحت دجاي الغريب .. فما كان إلا أن عصرت أسقامي الفتية على الزمان وارتشفت حد الثمالة والشرود .. ارتشفت لظى استهتار وعمى عن ظل الدوحة الخالد .. نبيلة حماني