في متحف محمود درويش وفي مساء 11/1/2014 كان لي لقاء متميز مع أمسية متميزة، مناقشة رواية "امرأة عائدة من الموت" للروائي والصديق نافز الرفاعي، وقدم الرواية الصديق الدكتور والروائي أحمد رفيق عوض. تكلم د. أحمد رفيق عوض بأسلوبه السهل الممتنع، تحدث عن الرواية وشخوصها، أبدى وجهة نظره حول الرواية ومفهوم الرواية، تاركا في أذهان الحضور الرغبة في الحوار من خلال التساؤلات والملاحظات التي طرحها، فكان المجال بعدها للجمهور الذي ناقش الرواية من زوايا مختلفة، ودوما أقول: أن العمل الناجح هو الذي يثير الحوار والنقاش، ويترك أثره في أذهان الآخرين بعد أن تنفض الجلسة. الرواية والتي عبرت برمزية جميلة عن الواقع الفلسطيني، هي الإصدار الثاني لنافز الرفاعي بعد روايته قيثارة الرمل، وكان لي الفرح أن حظيت على الروايتين مذيلة بتوقيع صديقي نافز، كما أني قرأتهما بتمعن وكتبت مسودات لمقالات قراءة نقدية عنهما، آمل أن يتاح لي نشرها في كتابي القادم. امرأة عائدة من الموت عبرت عن الكثير مما نحيا ونعيش، عن الحلم من خلال الشخوص ومن خلال الراوي، فكانت برمزيتها إسقاط مازج بين الحلم وبين المكان وخاصة القدس، فكانت رواية تشد القارئ، وتستحق قراءتها والحصول عليها. كان الجمهور متميزا بالوعي وحسن الاستماع وجمالية الحوار، وفي مداخلتي عن الرواية مازجت الحديث عن قيثارة الرمل وعن امرأة عائدة من الموت، فهناك خيط يربطهما مرتبط بروح نافز الراعي وتجربته النضالية والمجتمعية وسنوات الأسر، وقد خالفت صديقي د. رفيق عوض الرأي في بعض النقاط، ووافقته الرأي في نقاط أخرى وقلت عن ذلك: ما بين أصدقائي نافز وأحمد أجد نفسي كالمضيع بين فراشتين، ومهما اختلفنا بالرأي لا يمكن أن نختلف أن الرواية متميزة وجميلة. ومن جمالية الجلسة الحضور من مناطق مختلفة في الوطن، فسعدت بلقاء الشاعرة والصديقة الرقيقة إيمان مصاروة، وصديقي د. أحمد الرفاعي والعديد من الأصدقاء والصديقات. بعد جلسة الحوار الجميلة كان موعد حفل توقيع للرواية، فتجمع أصدقاء نافز وأحبته للحصول على الرواية، فكانت المحبة والأرواح الجميلة سيدة الموقف، قبل أن أغادر برفقة شاعرتنا الرقيقة إيمان مصاروة، فاحتسينا القهوة وتحدثنا عن الأمسية والشعر، فبل أن تقفل عائدة لمدينة اقامتها البعيدة عن رام الله. شكرا لإدارة متحف محمود درويش هذه الأمسية، شكرا لصديقي د. رفيق عوض تميزه بأسلوب التقديم وإدارة الحوار، باقة محبة لصديقي نافز الرفاعي على تألقه الذي أتمنى له أن يواصل مسيرة الإبداع والتألق. كالعادة كانت عدستي ترافقني وأصرت على توثيق الحدث ب 125 لقطة، كي تشارك من لم يحضر هذا الجمال وهذه الأمسية.