وفاء دلا، أديبة وكاتبة وشاعرة سورية، تقطن مدينة دمشق، شخصية مثقفة، وتحمل فكراً مستقلاً وإنسانياً، ومتحرراً، أديبة وشاعرة عربية قومية، ووطنية رائعة، ونجمة متألقة، في سماء سوريا، الألم يعتصر قلبها لما يجري ويحدث في بلدها سوريا الحبيبة، وعبَّرتْ عنه كثيراً، في قصائدها وكتاباتها المتنوعة. تقول الشاعرة وفاء عن نفسها: أنا شاعرة، وكاتبة قصص، وأكتب شعراً للأطفال، ومقالات عامة، تحكي هموم المرأة العربية، بشكل عام، والمرأة السورية بشكل خاص، وقضايا مُجتمعي، ولستُ رئيسة حزب سياسي !!!؟؟ أنا شاعرة عربيه قومية، حتى النخاع، درستُ الحقوق في مدينة بيروت، إقامتي الحالية بمدينة سان بطرس بورغ، بسبب الوضع المتوتر والغير آمن في سوريا، منذ طفولتي، تبنيتْ رغبتي الشديدة، بكتابة الإنشاء، وكنت متفوقة، تطوَّرتُ كثيراً بعد ذلك، وبدأتْ بواكير أشعاري تظهر، في المرحلة الثانوية، حتى أصبحتُ الآن شاعرة معروفة، ووفاء دلا، كاتبة قصص للأطفال أيضاً، ولديها، أربع مجموعات قصصية، وأخرى شعرية، وهي: (إمراة إلا قليلا) و(رذاذ الجمر): و(طفلةُ الاحتراق)، و(غصون الريح). والمجموعات القصصية للأطفال هي: (أحلى ما في الوجود)، و(زينةُ الدنيا)، و(ملائكة وأملاك)، و(الشمس، وقطرة عسل) ومجموعة شعرية. ولي مجموعة مقالات في كتاب بعنوان: (قلوب متشردة وعيون حزينة)، تهتم وتلتزم هماً جماعيا،ً مفتوح على الشأن العام. أما الجوائز التي تحصَّلتْ عليها، فهي جائزة المهرجان الشعري بكلية الآداب بتونس، وجائزة توليدو بالأردن، وجائزة الفنون بتونس، وجائزة الندوة الشعر والرواية بتونس، وجائزة مهرجان القيروان بتونس في العام شاعرةٌ عربيةٌ سوريةٌ بارعةٌ في نسج الصور الجمالية الغربية وهي تثير إعجاب جميع النقاد العرب والشعراء والقراء في إدراكها على كيفية اللعب على أوتار الرومانسية العالية وشرارة التعبير الشعرية والمتألقة والمفرحة والمحزنةُ معاً وتأخذك بعيداً إلى أبعد ما بعد النشوة في عالم الخيال على معنى الحب والحرية والأحلام والمثالية فهي ترتقي إلى مصافي الشعراء الكبار في رومانسيتها كهوغو وهوميروس اليوناني ونزار قباني و غيرهم، وتقول وفاء دلا وتضيف عند سؤالها عن توقيع كتابها الأخير:(لي...تراتيل العنفوان) وهو الكتاب الرابع لها قالت: بكل الحُبِّ والتواضع، وقعتُ كتابي الشعري الرابع { لي..تراتيل العنفوان } البارحة على نطاق واسع جداً، في بيتي الصغير جداً، مع عائلتي الصغيرة، وبعض الأصدقاء, فباح البيت بالفرح والسرور والشذا..وقد تأكد الإصرار على استمرار الإبداع، ومكوث الدهشة وصبابتها، في العمق المرفوع للنشوة بالنورِ والشرّر الأعلى. في قصيدة لها تعبر فيها عن صمودها وتحديها بالغناء، وفي لوعتها عرس من الحزن، وفي دمعتها وابتسامتها صمودها، لنقرأ ما تقوله شاعرتنا المتألقة وفاء: صمودي غناء، وفي لوعتي عرسُ حزن، وفي ثغر دمعي، ابتسامْ صمودي...دمٌ للغمامْ، ويورق موتي اخضراراً، كأني رسولٌ لنفسي، أُخضّبُ بالشوقِ مَاءَ العيونِ، قصيدة دهْري، وأولدُ في كل موجٍ وأبقى طريدة حدسي، القريب البعيد صمودي، بلوْنِ البراري التي ما اعتراها الذهول صمودي...شرودٌ وحيدٌ...وحيدْ . وفي قصيدة أخرى لها تقول فيها عن ما يعتري وطنها من اقتتال، حتى أن الموت يمشي: قلبٌ يتدحرجُ في الطرقاتْ، وَفضاءٌ يعلنُ أنَّ الموتَ غداً في وطننا يمشي.. وفي قصيدة أخرى لها تحذر الناس فيها من أن الموت قادم، والأوضاع مظلمة، والشمس قد اختفت، ولا أمان ولا استقرار، ولم يعد هذا وطنها، الذي تعرفه سابقاً، بعد كل هذا الدمار، والقتل، والإرهاب، فوطنها الآن يستغيث، لنقرأ ما تقوله شاعرتنا الرائعة وفاء دلا: الموت..الموتُ قادم..افتحوا الأبواب، آه يا للظلمات، أين الشمس..أين الأمان..أين وطني..وَطني هذا ليس بوطن، مُحزن ومُفجع ومُهدَّم وطني...يستغيث وطني...يستغيث وطني . وفي قصيدة لها بعنوان: (امرأةٌ..إلاَ قليلاً)، تعبر فيها عن شخصيتها وطموحاتها، ووضعها فتقول أنها امرأة من مرْمرْ، ونصفها تيبس، والنصف الآخر بقي أخضر، ترتجف ألماً عندما يغيب عنها حبيبها، وتعود نضارتها إليها عندما يعود إليها من غيابه، وحديثه معها يصبح خمر كالعنبر، وهي تريده أن يكون بوصلتها التي تهتدي بها، وتريده أن يبقى إلى جانبها، ولا ترحل، قمراً او شمساً لنقرأ ما تود قوله وتعبر عنه شاعرتنا المتألقة وفاء دلا: ها قد رحلَ الحزنُ..وأَدْبَرْ، نَبتتْ فوقَ شفاهِ العاشقِ قُبلْهَ، حتى نَهْدُ الأرضِ تكوَّرْ، أمسى العاشقُ طيفاً، أمسى شيئاً ليسَ يُصَوَّرْ، إني امرأةٌ..إلا قليلاَ..!! إني امرأةٌ..ليسَ تُفسَّرْ، لستُ امرأةً، إلاَ عندَ هبوبِ الأحمرْ، إني امرأةٌ كلّي مَرْمَرْ، إني امرأةٌ ليسَ تُفسَرْ، نصفي تَيبَّسَ، بقي النصفُ الآخرُ أَخضرْ، أرجفُ أَلماً..عند غِيابكَ، عند مجيِئكَ أُصبحُ أنْضَرْ، دعني عِند حدودِكَ أَسهَرْ، دعني أسكَرْ خمرُ حدِيثكَ أصبحَ عَنبرْ، خُذْ خَارطتي، في غَابات فؤادي تجوَّل، كُنْ بوصلتي، كُنْ لي حُلْماً لا يتبدّلْ، ابقَ قربي..شمساً..قمراً، طفلاً نزقاً، في أروقةِ القلبِ تَدلَّلْ، كُنْ لي ليلاً، أُشعلُ روحي في حضرتهِ..كيلاَ يأَفلْ. وفي قصيدة أخرى لها بعنوان: سكوتي نشيدُ، فهي عندما تكون صامتة، فهذا ليس عن ضعف منها، وتصف وضعها وحالها وتعابيرها، فوجودها عنيد، وقلبها يجيد لغة الحنين، وشوقها طويل وعمره مديد، وصمتها كهوج العواصف، لشدة تأثير، لذلك، لا يستطيع احد من الوقوف أمام رياحها وعواصفها، وهناك نار تشتعل بين جوانحها، والنزف لديها يزيد، فكيف بذلك سيورق نزفها اخضراراً، الشاعرة وفاء تملك صوراً تعبيرية رائعة في قصيدتها، وكلماتها منتقاة بدقة متناهية، وكذلك أفكارها، وصورها البلاغية وخلافها، لنقرأ ما تقوله شاعرتنا في قصيدتها من أفكار وتعابير أدبية. سكوتي نشيدُ، وجودٌ عنيدُ، فلا تحسبوا صَمتَ قلبي لَجهلٍ، ولكنْ، لغزلِ الحنينِ يُجيدُ، سكوتي وجودٌ عنيدُ، وشوقي، كَعُمرِ الترابِ مديدُ، أنا في الغرامِ سؤالٌ وليدُ، وعشقي لضمِ الغيومِ شديدُ، ففي مائي قيظٌ، وفي صحوَي سكرٌ، وفي الصمتِ يَهفُو إليَّ النشيدُ، كهوجِ العَواصفِ صمتي، فويلٌ وويلٌ لمن يرتمونَ بوجهِ رياحي، وريحي كروحي تَميدُ، سكوتي نشيدُ، وفي لوعتي عرسُ حزنٍ، وفي قلبِ ضحكي قبورُ..!! وفي ثغرِ دمعي ابتسامٌ، كأَني رسولي لنفسي، وقلبي لهمي بريدُ، سكوتي نشيدُ، فكيف سيورقُ نزفي اخضراراً، ونار احتراقي تزيدُ..؟؟ وكيف ستحيى الورودُ.؟؟ أجبني، وماءُ العيونِ بعيدٌ، بعيدُ، سكوتي نشيدُ، وها أنتَ تُغلقُ بابَ الأماني، وتفتحُ بابَ الترابِ، فتمضي، ويبقى النشيدُ، كحسرةِ قلبي، وحيداً، وحيدُ. في قصيدة أخرى لها معبرة بعنوان:الموتُ المتوهجْ، تقول فيها أنها تريد أن تموت، وتصحو مرة أخرى، كي الفساد قد انتهى، وتبدد، تعترف شاعرتنا وفاء دلا، أن الحب أصبح ضياع وخراب، فهي تريد أن تتخلص من حالها، بسيل جارف، أو ريح تجملها، فهي أصبحت كالمقتولة، وما عادت تقبل السير إلى المجهول، وتريد ان ترى السلام يعم. لنقرأ ما تقوله شاعرتنا وفاء، بتعابيرها الرائعة وصورها المدوية، وكلماتها الدرر، ونستمتع بقراءتنا: أحتاجُ إلى موتٍ أبديّ،ِ كي أصحو علَّ فسادَ الزمنِ المتبددِ، يوقظُ دائرة الضوء بذاكرتي، فالحَيرةُ صارتْ تُفقدني نكهةَ أُغنيتي السوداءْ، كي لا أسمعَ صوتَ مزاميري المخبوءةِ والخرساءْ، كي أطردَ من دائرتي، أشباحاً كانوا يرتشفونْ الخمر من كأسي، ويرشوّنَ نثارَ الجمرِ، لينطفئَ البوحُ المتوهِّجُ في رأسي، علَّ الحراسَ الليلين يفرّون خفافاً من هولِ المعنى، المتجمّعِ في حدسي، علّي، أنسى أن الحبَّ ضياعٌ وخراب، فمتى سيجيءُ الحُلْمُ النائُمُ..في الموتِ، ليُطلقَ كل حمائمِ قلبي، آهٍ يا ربّي، هل منْ سيلٍ يجرفني، أو ريحٍ...تحملني، أو حزنٍ ينزعُ عني عطش الصحراءِ، وَيشربني، ها أنا ذي المقتولةُ من أقصى برقٍ في لغتي، حتى أخمصِ خصبي، آهٍ يا ربي، ما عُدتُ أطيقُ التجواَلَ بخارطةِ المجهولْ، فالمشهد يوحي أني تاريخٌ من غيرِ فصولْ. في قصيدة أخرى لها بعنوان:على مسارح الموت، تعبر فيها عما يحدث من اقتتال مؤلم وجائر، فهناك مسرح للموت، وأجساد النساء تستباح، وهناك اقتتال، ولا حوار، هناك من يريد استرجاع الربيع وأكاليل الوطن العطرة، وهناك من يريد اغتيال الفجر وبين هذا وذك، كم هي الفجيعة قاسية ومرة، لنقرأ ماذا تود أن تقوله شاعرتنا عن الأوضاع المأساوية، بعواطفها الجياشة، وخيالاتها الرمزية والعميقة: على مسرح الموت...يؤدي الدور موتانا حدّ التمثيل، وَتباح أجساد النساء...تستهجن العواء حتى السخط أطفالنا...ورود الربيع...ستبقى حتى انتحار الفردوس والباقون...باقون حالمين، حتى الجحيم، فالنخلات توزع ثمارها على النجمات...حتى في غياب السماءْ. الأرصفة المبعثرة حرٌ وَجبان يقتتلان..بحصار الحوار..ينطق الطابور العاشر الزاّخر بالأبرياء الأول:أريدُ استرجاع الربيع وَأكاليل الوطنْ الثاني:أريدُ اغتيال الفجر وسطوة الليل والأنا، وبين الأول...والثاني...عتمة الموت.. بَشرتْ بخفايا الفجيعةِ . وفي قصيدة لها عن الوطن بعنوان: وطني تقول وتعبَّر بها عن ما يعانيها وطنها سوريا، وعن آلامها وأحزانها، وكيف أن المدينة تحتاج إلى الرحمة، والياسمين تحطم حلمه فتقول: وطني...إليك شعري...إليك ألمي وانتشاري شاحباً...كان وجه الصبّاحْ، والمدينة تدعو إلى الرحمة والياسمين تحطم حلمهُ..الذي ارتمى في رماد الزّمانْ. هذه هي شاعرتنا السورية الوطنية وفاء دلا، بعبقريتها الشعرية العذبة، والمعبرة، وما تضمنته أشعارها الوطنية الرائعة، من صور تعبيرية جميلة، تعبِّر فيها عن الوطن ومأساته الداخلية، والاقتتال الدامي بين الأخوة، بكلمات من الدرر، وعذوبة موسيقية حالمة، بعذوبة عسل مرْ، وعواطف جياشة، نابعة من صميم قلبها، وعمقه، ومن بين جوانحها المشتعلة بالحب والعشق والإلهام، أعذب، وارق، وأعمق، وأجمل، التحيات، لشاعرتنا السورية وفاء دلا، متمنين لها النجاح والتقدم والإبداع دوماً.