هو مواطن مصرى بسيط، و كادح، يتميز بالصبر و الشكر الدائم لله فى السراء و فى الضراء، (المواطن مفقوع) شخص حمول و لا يطمح فى الكثير، فكل ما يريده فى هذه الدنيا هو الستر و راحة البال و معيشة آدمية كريمة، (المواطن مفقوع) و طوال ثلاثين عاماً مضت كان يكافح و يجاهد فى محاولة بائسة، يائسة منه كى يتأقلم مع الظلم و القهر و الفساد المتفشيان فى البلاد، ولكن نتيجة لصبره على هذا الوضع و نتيجة لصمته و تقبله للأمر الواقع: أصيب (المواطن مفقوع) بالعديد من الأمراض، فقد عانى من فقع مرارته أكثر من مرة، و مع ذلك فقد واجه تلك الفقعة بجسارة و تحمَّل و ظل صامداً، ثم داهمه مرض الطَهَآن من إرتفاع الأسعار بشكل جنونى. و مع هذا فقد تأقلم و شدَّ الحزام و عاش على الكفاف، ثم إنقضّ عليه مرض الزَهَقان من شدة ازدحام المرور، و مع ذلك توافق مع الزحام بالالتحام، و كبر دماغه حتى هجم عليه مرض آخر خطير ألا و هو مرض الذل، و قلة الدخل، فلم يتحمل (المواطن مفقوع) ظلماً أكثر من ذلك، و لم يستطع أن يستعين بطريقة أخرى للعيش ليواكب هذا الفقر المدَّقِع . ف(المواطن مفقوع) عاطل و يعيش على الكفاف حتى و صل به الحال إلى الجلوس على الحديدة، و عندما ضاقت عليه الدنيا و إشتد به الفقر إضطر (المواطن مفقوع) - بكل الأسف و العار - أن يبيع الحديدة، و استمر الفقر يشتد و يشتد فلم يجد شئ آخر ليبيعه بعد الحديدة سوى حياته، و من هنا قرر (المواطن مفقوع) أن الحياة لم يعد لها لزمة أساساً فهو فى جميع الأحوال ميتٌ ميت، ففى العهد السابق مات من الأغذية المسرطنة أو على يد الداخلية، أو بسبب السحابة السوداء، أو حوادث الطُرق، و ربما بداخل عبَّارة أو معدية، و اليوم هو لا يزال يعانى من تكالب الموت عليه وبنفس الطريقة ولكن مع الاختلاف فى شئ واحد فقط: وهو قلة الأغذية حتى تلك المسرطنة بحث عنها و اشتاق إليها ليسد جوعه فلم يجدها هى الآخرى، والسبب فى ذلك ليس لأن الوضع فى البلاد قد تحسن، لا... بتاتاً .. بل لأن الحقيقة المفجعه أنه لم يعد هناك طعام من أساسه لأن البلاد تعانى من انهيار إقتصادى، و إرتفاع مذهل فى سعر الدولار و حنفلس قريب! خُلاصة العبارة أن حياة (المواطن مفقوع) لم يعد لها معنى، ولم يعد لها مفهوم، فقد أصبحت غامضة مبهمة، و سواء عاش أو مات لم يعد هناك فرق، ففى الحالتين هو ميت حى أو حى ميت، و لكنه عاد و فكر، ثم قال:" إذا أردت الموت فسأختار ميتة تحفظ لى كرامتى المهدورة و المسحولة و لو حتى لأن أكون محترماً أمام نفسى"، فاختار (المواطن مفقوع) أن يموت من الفقعة، و قرر أنه يكتم غيظة فى نفسة و يكتم حتى يفرقع تماماً و نهائياً، و بذلك تنتهى مشاكله إلى الأبد، وهذا الاختيار ليس لأنه مواطن سلبى... لا أبداً ، بل لأنه قد أدرك تماماً أن عصر المعجزات قد انتهى، و أنه مهما فعل لتحسين حالة فلن يُجدى ذلك شيئاً لأنه ببساطة لا أحد من حولة يريد أن تتحسن أحوال البلاد حتى لا تكون دولة قوية و تمحيهم من الوجود لذلك إضعافها و إذلال مواطنيها و شَغلهم بمشاكل الجوع والفقر سيلهيهم للأبد عن التقدم و سيخرجهم من طريق الوصول إلى الازدهار. و من هذا المنطلق أيضاً قرر (المواطن مفقوع) و قبل أن يفرقع و يرحل عن عالمنا: أن يسجل معاناته و فقعته فى إطار قصصى ساخر ينعى فيه سوء أحواله، و قام بإطلاق اسم (أنا المواطن مفقوع) على ما يخرجه فمه من كلمات تصف سوء أحواله و حياته المتردية البائسة. كما يتميز أيضاً (المواطن مفقوع) بأشعاره المعبرة عن عذاباته، و من أقوال (المواطن مفقوع) الشهيرة فى إحدى أمسياته الشعرية أنه دائماً و أبداً كان يخاطب الجمهور قائلاً:" من فقعتى يا عالم ، و من قهرتى يا هووه، جعلتونى (أتفتف) بالشعر تفاً، جعلتونى (أهرتل) بالكلام زمناً، لقد فقعتو مرارة إللى جابو أهلى غماً، و نقطتونى بأفكاركم الغريبة عجباً). و فى هذا الكتيب سوف يقدم لكم (المواطن مفقوع) بعضاً من المواقف العجيبة التى مرت عليه فى حياته، و يتمنى لكم (المواطن مفقوع) سهرة جميلة محلقة فى السحابة السوداء مع كتلة يومياته البهذاء. السيرة الذاتية للمواطن مفقوع c.v Of المواطن مفقوع الاسم: المواطن مفقوع من زمان جداً السن : مولود من زمان الحالة الاجتماعية: بائس، يائس. الحالة الوظيفية: عاطل بالوراثة جد، عن عم، عن خال ...إلخ المؤهلات الدراسية: ثانوية عامة، تعليم مصرى متميز، مجموع درجات النجاح 80% ، حافظ عنواين الدروس صم. الجامعة : خريج كلية تجارة زحمة جداً، جامعة أم المصرين حبيبتى يا مصر فرع العريش، الدفعة رقم مليار. السكن: ساكن فى القلعة بالقاهرة حارة "دماغى ورمت"، و متسألنيش لو سمحت إزاى جامعتى كانت فى العريش و أنا من سكان محافظة القاهرة : بتحصل .. تنسيق حسى. الهوايات: غاوى أرُص طوب قدام عتبة البيت لتسهيل عملية السير، نظراً لأن الشارع طول السنة غرقان مجارى. و متسألنيش غرقان مجارى ليه ؟ ... بتحصل، شعب غاوى برفانات. المهارات: كان نفسى أتعلم كمبيوتر، البتاع ده إللى شبه التليفزيون، بيقولك إنه بيتكلم و يحللك كل مشاكلك، بس للأسف معرفتش أتعلمه، ولا عارف أشتريه لأن الكهرباء قاطعه، و معنديش تليفون و التليفزيون محروق، ولا عندى أساساً مكتب أحط عليه الكمبيوتر، فلما اشترى المكتب إنشاء الله حبقى أجيب الكمبيوتر علطول. الموهبة: موهوب فى النشان... بعرف أنشِّن على صندوق الزبالة إللى فى آخر الحارة و عمره ما كان فاضى و دايماً زبالتى بتقع جنب الصندوق...و طبعاً حتسأل كالمعتاد و تقول :" و هو الصندوق مليان علطول ليه ؟؟ مفيش شركة بتيجى تفضيه خالص"؟ فحقلك لأ... أنا من ساعة ما اتولدت و هو مليان مبيفضاش، أصل الصندوق ده من الأثرات، عبق التاريخ للحارة موجود جواه، يفضوه إزاى ؟ طب أقولك و ماليك عليا حِلفان إن أنا أصحابى معلمين مدخل حارتنا بيه، يعنى لو لاقدر الله شالوا منه الزبالة أصحابى حيتوهو و مش حيعرفوا يوصلولى أبداً. المرتب المتوقع لو لقيت شغل : أى حاجه مقبولة منك ، إنشالله رغيف عيش، المرتب ده آخر حاجة أفكر فيها أساساً، أنا طموحى أكبر من كدة بكتير. اللغات : شوف يا سيدى خد عندك: - العربى : بتكلم عربى لبلب زى بتاع فيلم "إنتى فين يا جهاد". -المصرى : مصرى نص... نص لأنها لغة مندثرة. -لغة القلش : عشرة على عشرة و حافظ مفرداتها وشاً عن قفا. -لغة سواقيين البيجو : إمتياز بجدارة، و بصفر كمان . -لغة سواقيين الميكروباص : باخد فيها مستوى رفيع للتحسين، لغتهم فى تغير مستمر. -لغة سواقيين التكاتك : لوز اللوز و خصوصاً (التطجين) . -لغة الأفراح و الموالد : لعبتى و بقسِّم فيها، و أجيد العد و تسليك الميكرفون. الخبرات السابقة: عندى سابقة واحدة، إتمسكت فى إشارة, كنت قاعد على كارو جنب العربجى، قصدته يوصلنى لمقابلة فى شغل، قام أمين الشرطة أخدنى مخالفة علشان الحمار مش رابط الحزام، المهم ... كلمة منه، على كلمة منى، قامت عاركة و جرجرنى أنا و الحمار على القسم، والسيد اللواء الباشا الظابط الحكيمدار المعنِى بالضبطية حرر لى محضر أنا و الحمار و ختم على قفايا، بس الصراحة إيده حنينة تتلف فى حرير، تقُلش عملى مساج أو علاج طبيعى، أصل أنا كان عندى صداع و الضرب على القفا علاج فعال، و متسألنيش تانى و إزاى يجيلك صداع ؟؟ لأنى برده حقولك ... بتحصل...!