في حال اندلع نزاع كبير بين إسرائيل وحزب الله فسوف يكون مختلفا عن القتال الأخير في عام 2006 من الناحية العسكرية الصرفة يوجد لدى إسرائيل اليوم إمكانية بأن تهاجم إيران حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لا يتعلق بحسن نية رئيس الولاياتالمتحدة القدس، 11 مارس (آذار) 2013- تطرق رئيس المجلس القومي سابقاً، غيورا آيلند، في مقابلة خاصة يوم الخميس الماضي (07.03.2013)، إلى مختلف التحديات الأمنية التي تواجهها دولة إسرائيل في عام 2013، مبديا قلقه من مستقبل الحرب الأهلية في سوريا، وكذلك من مستقبل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. إليكم نص الحوار الذي أجريناه معه- كيف تقرأ الوضع الحالي في سوريا؟ هل ترى حلاً في الأفق لهذه الأزمة سواء من خلال سقوط الأسد أو في التوصل إلى تسوية داخلية؟ "العديد من الخبراء ادعوا قبل أكثر من سنة بأن نظام الأسد سوف يسقط خلال أسابيع. لكن هذا لم يحصل على أرض الواقع. لم يحدث لأنه على العكس من الصورة الرائجة في الإعلام العالمي نحن لا نتحدث هنا عن انتفاضة حقيقية أو مقاومة من قبل الشعب ضد الحكم. هذا يشبه أكثر حرباً أهلية. الآن يوجد ما يمكن تسميته تعادل ما بين معارضي الحكم وداعميه. وحيث أن كلا الطرفين قد قطعا شوطاً بعيداً ولا يمكنهما من ناحية التنازل عن القتال ومن ناحية أخرى لا يزال هناك توازن بين القوى المتشددة، فلن يحسم الوضع ونتيجة لذلك سوف تستمر معاناة المدنيين. لكن على ما يبدو فإن حكم الأسد سوف يسقط، لكن سيستغرق ذلك وقتاً ليس بقصير. لا يوجد اليوم أي خبير يمكنه أن يقدر ماذا سيحدث من بعد سقوط الأسد. وتتراوح السيناريوهات ما بين تفكك الدولة السورية إلى دوليات صغيرة تحكم من قبل قوى عرقية، أو حكم مركزي على غرار مصر التي تحكم من قبل الإخوان المسلمين، وما بين حكم أكثر تطرفاً تسيطر عليه جهات ضالعة مع حركات الجهاد العالمي مثل "القاعدة"، وحتى وضع يحرص فيه الإيرانيون من خلال حزب الله بأن يصنعوا حكماً يخدم مصالحهم، يشبه ما هو موجود اليوم. من ناحية إسرائيل، حيث أن لا تأثير لها اليوم على ما يحدث في سوريا، فيجب أن تستمر بتبني موقف عدم التدخل أبداً وليس كما كان الحال في لبنان في عام 1982. من ناحية إسرائيل أقدر بأنه يوجد تغيران حرجان. على المستوى التكتيكي من الواضح بأن الهدوء الذي ساد الحدود ما بين إسرائيل وسوريا لأكثر من 38 سنة، لن يبقى على حاله. أقدر بأن إسرائيل تتجهز لمحاولات اختراق وعمليات تخريبية على طول الشريط الحدودي. على المستوى العسكري الاستراتيجي، فقد تحسن الوضع الأمني. الجيش السوري الذي كان يشكل تهديداً لا يستهان به بالنسبة لإسرائيل على مر العقود الثلاثة الماضية، تضرر على نحو بالغ. نحن نعرف بأن وسائل قتالية عدة قد تعطلت، ولا صيانة دورية لوسائل القتال، سلسلة القيادات العسكرية أصيبت بشكل وخيم، لا تجنيد منظم لجنود في صفوف الجيش، لا تدريبات منظمة والوضع الاقتصادي يتدهور باستمرار. كل هذه الأمور مجتمعة تؤدي بي إلى الاستنتاج بان التهديد العسكري الاستراتيجي من قبل سوريا قد ضعف جداً على المدى البعيد وسوف يكون من الصعب عليه أن يتعافى". ماذا تعني التهديدات التي أسمعها مندوب إسرائيل في الأممالمتحدة، فروشؤور، بأن إسرائيل لن تجلس مكتوفة الأيدي في حال استمر سقوط القذائف أو الصواريخ على البلدات الحدودية؟ "هذه مقولات يجب أن تقال. من الواضح أن إسرائيل لن تفعل أي شيء استثنائي في هذا السياق، حتى لو سقطت هنا أو هناك قنابل أو قذائف على طول الحدود. من الواضح أن إسرائيل ليست الهدف وليست العنوان في هذه القذائف، نتحدث هنا عن تبادل للضربات ما بين معارضي الأسد وجيش الأسد. لا أعتقد أن إسرائيل سوف تقوم بأي رد هجومي. إسرائيل غير معنية بأن ينظر إليها على أنها جهة في الصراع السوري الداخلي". هل يمكنك أن تشرح وأن تعرف الهجمة الأخيرة لإسرائيل في داخل سوريا؟ تتحدث الأنباء المتضاربة عن الهجوم على قافلة سلاح كانت في طريقها إلى حزب الله أو هجوم على مركز لتطوير السلاح الكيماوي؟ "لقد وضحت إسرائيل قبل بضعة أشهر، أنها سوف تتدخل بكل ما يتعلق بنقل سلاح من سوريا إلى حزب الله في حال يشمل ذلك أحد الأمور الآتية: 1. صواريخ أرض-أرض مثل سكود (Scud). 2. سلاح متطور مضاد للطائرات. 3. سلاح كيماوي. حسب فهمي، كانت هناك نية من قبل سوريا بإرسال صواريخ من طرازSA-17 إلى حزب الله وهذا يشكل تهديداً على سلاح الجو الإسرائيلي. في حال أن هذه القافلة كانت متمركزة بالفعل بالقرب من المرفق العلمي فلا شك بأن هذا سمح لإسرائيل بان تضرب عصفورين بحجر واحد". هل تتوقع حدوث قتال عما قريب مع حزب الله في لبنان؟ كيف برأيك سوف ينتهي مثل هذا القتال في حال نشب؟ "احتمال وقوع نزاع عسكري مع حزب الله يبدو منخفضاً جداً الآن. حزب الله في ضائقة لأنه يدعم الأسد، وشعبيته متدنية في العالم العربي. من الصعب على حزب الله أن يشرح سبب الدعم الذي يقدمه للأسد. في حال سقط حكم الأسد، فسوف يختفي مصدر دعم عسكري من سوريا إلى حزب الله. أهم من ذلك هو أن نفهم أن حزب الله يدرك جيداً، مثل جهات سياسية أخرى في لبنان، بأنه في حال اندلع نزاع كبير بين إسرائيل وحزب الله فسوف يكون مختلف عن القتال الأخير في عام 2006. في 2006 حاربت إسرائيل مقابل حزب الله فقط. لم تقاتل سائر الجهات في لبنان، لا مع الحكومة اللبنانية، لا مع الجيش اللبناني ولا مع البنية التحتية المدنية والمادية في لبنان. القرار في إسرائيل على ضوء التغيّرات الإقليمية والداخلية في لبنان واضح. في حال تطلق النيران من قبل لبنان نحو إسرائيل فسوف يؤدي هذا إلى حرب ما بين لبنان وإسرائيل. لبنان، كدولة، سوف تتحمل مسؤولية كل ما سيحدث. هذا سوف يؤدي سريعاً إلى دمار واسع في لبنان. وكون حزب الله حزب سياسي فإنه بالتأكيد غير معني بتحمل مسؤولية دمار وتخريب لبنان. كيف ترى زيارة أوباما القريبة للمنطقة؟ "اعتقد أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يتعلق بحسن نية رئيس الولاياتالمتحدة سواء كان أوباما أو غيره إنما بحقيقة واحدة أبسط بكثير. بالنسبة لكلا الطرفين، الثمن المطلوب من أجل الوصول إلى اتفاقية نهائية بينهما أقل بكثير من الفائدة التي يمكن أن تجنى من استمرار النزاع والجمود السياسي. لن تغير زيارة أوباما أي شيء لكن مع الأسف ربما تخلق الزيارة توقعات لا مكان لها. يحتمل أنه من بعد ذلك قد يتدهور الوضع حيث أن أوباما لا يأتي وبجعبته صيغة سياسية أو أي جديد بخصوص الشأن الفلسطيني الإسرائيلي". على ضوء خيبة الأمل من التوقعات، هل تتوقع اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية؟ "هذا الاحتمال وارد على الدوم. أظن أنه من ناحية إسرائيل وبالافتراض أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاقية سلام خلال وقت قصير، سيكون من الصواب تقديم المساعدة للسلطة الفلسطينية وللفلسطينيين والقيام بخطوات تبني الثقة بين الطرفين وجوا أفضل بشكل عام. أنصح حكومة إسرائيل بان تنقل للسلطة الفلسطينية كل أموال الضرائب التي تقوم بجبايتها لأجل السلطة، أن تساعد قوى الأمن الفلسطينية وأن تسلحها بسلاح إضافي، أن تبادر لمشاريع اقتصادية مشتركة وبالطبع أن تحد بقدر الإمكان من القيود المفروضة على حرية حركة البشر والبضائع في الضفة". احتمالية هجوم إسرائيلي في إيران؟ "من الناحية العسكرية الصرفة يوجد لدى إسرائيل اليوم إمكانية بأن تهاجم إيران وأن تتأمل نتائج جيدة للغاية. الخيار العسكري هو أحد الخيارات، كلما زادت معارضة الولاياتالمتحدة لعملية عسكرية في إيران، كما صرحت شخصيات أمريكية رفيعة المستوى في الأشهر الماضية، لن يكون بوسع إسرائيل أن تقوم بذلك على ما يبدو. أفترض أن الموضوع سوف يطرح في اللقاءات ما بين أوباما ونتنياهو".