اليوم أردت أن أكتب عن القراءة وهو من الموضوعات المنسية في خضم الأخبار السياسية والاقتصادية مع أن القراءة هي الأداة الأولي للمعرفة الإنسانية والتي هي بلاريب أساس كل نهضة وتقدم لذا كتبت اليوم عن القراءة للتذكير بأهميتها مستدلا ببعض الأقوال المأثورة وذاكرا لبعض أنواع القراءة عسي أن يصل مقالي إلي مقل في القراءة فستزيد ويقبل عليها (1) قال ابن الجوزي يُخبِر عن حاله : ( ما أشبع من مطالعة الكتب , و إذا رأيت كتاباً لم أره , فكأني وقعت على كنز , و لو قالت أني أطالعت على 20,000 مجلد , كان أكثر و أنا بعد في الطلب .....) "صيد الخاطر وقيل: "لأرسطو" كيف تحكم على إنسان ؟ قال : أسأله كم كتاب تقرأ و ماذا تقرا ؟ قال فولتير : ( سئلت عمن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت : الذين يعرفون كيف يقرؤون ) قال ايزاك دزرائيلي : ( إن هناك فناً للقراءة كما إن هناك فنا للتفكير و فنا للكتابة ) (2) وفي هذا الزمان الذي يطلق عليه البعض عصر السرعة هناك عوامل عدة تتطلب من المواطن العادي مضاعفة قراءته وعمل خطة تثقيفية للرقي بمستواه، فما بالنا بالمثقف والمتخصص في فرع من فروع المعرفة وكما نعرف جميعا أن متطلبات الحياة العصرية أجبرت الكثير من الناس على الإطلاع على الكتب لمعرفة أسرار هذه الحياة ولأن حجم المعرفة يتضاعف كل عدة أسابيع بعد أن كان في السابق يتضاعف كل عدة سنوات أو عدة شهور وربما في القريب العاجل وبعد إتاحة أدوات التواصل يتضاعف حجم المعرفة الإنسانية كل عدة أيام لذا أصبح واجبا علي الجميع القراءة بطريقة منتجة ومفيدة (3) عندما نتحدث عن القراءة المنتجة والمفيدة يجب أن ندرك أنها متعددة الأنواع وتتمحور حول أربعة فروع رئيسية : القراءة الثقافية : وتشمل الإلمام بالأولويات من أمور الدين والدنيا بما فيها الثقافة الشرعية الواجبة على كل مسلم والمعينة له على التزام الطريق الصحيح في هذه الحياة.والثقافة العامة المعينة لكل قارئ علي التعرف علي حياته ومايدور من حوله من أفكار وأحداث لذا قال الرسول صلى الله عليه و سلم( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) وقال صلى الله عليه و سلم (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) (والعلم و الفقه يأتيان عن طريق القراءة و سعة الإطلاع) القراءة الأكاديمية (الدراسية) : هذه القراءة تستوجب الفهم المتعمق لعدة مواد ليتمكن المرء من اجتياز اختبار معين أو الحصول على مؤهل دراسي يعينه على العمل وتحديد المهنة, وتتميز بعدم وجود عامل الاختيار الحر للمادة المقروءة . القراءة المرجعية : نقوم بهذه القراءة عندما نرغب في البحث عن معلومات معينة قد تتطلب الإطلاع على عدة مراجع أو كتب,مثل البحث عن تفسير آية أو معرفة حكم أو صحة حديث أو عند التحقق من معلومات جغرافية عن بلد معين . قراءة المتعة : قد تكون هذه أقل القراءات شأناً وتشمل قراءة الصحف والشعر وبعض القصص وما شابه ذلك ، وهدفها غالباً يكون الترويح عن النفس و للتسلية وهو ما أشار إليه الأديب العظيم مصطفي صادق الرافعي حين قال ليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلّة، وفكر واسع، وملكة تقوى على الابتكار، وفي الختام أوجه دعوتي للجميع أن يقرأ ويحدد لنفسه مستهدفا للقراءة كل شهر وليكن كتابا صغيرا أو متوسطا وفوق ذلك يقرأ مع أسرته ويحثهم علي القراءة ويقرأ لطفله الصغير ويحببه في القراءة ويكون قدوة له في ذلك الأمر ولأهمية القراءة ليس بمستغرب أن يبدأ الوحي بفعل الأمر (اقرأ) دون غيره من الأوامر أو النواهي لذا في بداية جيدة لكل أمر عظيم