بمناسبة الاحتفال بيومهم العالمي... وزير التعليم يوجه رسالة للمعلمين    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في 5 أكتوبر 2024    وزيرا الاتصالات وقطاع الأعمال العام يتابعان مستجدات مشروع تطبيق برنامج «ERP»    انخفاض أسعار الخضروات في سوق العبور اليوم 5 أكتوبر    وزير التموين: تخفيضات 10% على جميع السلع الغذائية بمنافذ المجمعات الإستهلاكية    أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم 5 أكتوبر 2024    بلينكن يعلن عن مساعدات للبنان بقيمة 157 مليون دولار    بث مباشر| مباراة ريال مدريد وفياريال في الدوري الإسباني    شاهندة المغربي: استمتعت بأول قمة للسيدات.. وأتمنى قيادة مباراة الأهلي والزمالك للرجال    مشاركة «رونالدو»| تشكيل النصر المتوقع أمام العروبة في الدوري السعودي    كوكا يقود ريو آفي للتعادل مع فاماليكاو في الدوري البرتغالي    فيديو.. الأرصاد تحذر من كثافة الشبورة المائية غدا على المناطق الشرقية    نائب وزير الصحة يتابع مستجدات العمل بمنظومة سلاسل الإمدادات الدوائية    أنشيلوتي يحسم قراره بشأن مشاركة جولر أمام فياريال    170 ألف شكوى .. الحكومة تعلن حصاد منظومة الشكاوى خلال سبتمبر الماضي (تفاصيل)    محاكم الأسبوع، أبرزها إمام عاشور وأزمة شيرين عبدالوهاب مع روتانا    تأجيل استئناف سما كلينك على حكم حبسها لجلسة 22 أكتوبر    تجديد حبس شخصين في قتلا ممرضا بالزاوية الحمراء    استعجال تقرير الطب الشرعي للمتهم بالتحرش بسيدة أجنبية بالشروق    الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة والجيزة السبت 5 أكتوبر    انتعاشة فنية لباسم سمرة فى السينما والتليفزيون    تزامنا مع ذكرى نصر أكتوبر، تعرف على تشكيل واختصاصات المجلس الأعلى للقوات المسلحة    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    قوات الاحتلال تعتقل 4 فلسطينيين من الخليل بالضفة الغربية    تعديل تركيب قطارات الوجه البحري: تحسينات جديدة لخدمة الركاب    اليوم.. نظر محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالجيزة    الولايات المتحدة تضرب 15 هدفا للحوثيين في اليمن    "ثقافة مطروح " تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر    الطماطم ب20 جنيهًا.. أسعار الخضراوات والفواكه بكفر الشيخ    "يديعوت أحرونوت": إسرائيل تخطط لهجوم قوي على إيران قريبا    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 5 أكتوبر    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    للراغبين في الزواج.. تعرف على سعر جرام الذهب اليوم    ميدو: فيستون ماييلى فضل بيراميدز على الزمالك.. ورشحت القندوسى للأبيض    ميدو: أكبر غلطة عملها الأهلي هي دي.. والجمهور حقه يقلق (فيديو)    "إسلام وسيف وميشيل" أفضل 3 مواهب فى الأسبوع الخامس من كاستنج.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    أوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أولى حفلات "الموسيقى الغنائية" اليوم بالأوبرا    بلومبيرغ: البنتاجون سينفق 1.2 مليار دولار على الأسلحة بعد هجمات إيران والحوثيين    سلوفينيا تقدم مساعدات عينية لأكثر من 40 ألف شخص في لبنان    أرسنال يخشى المفاجآت أمام ساوثهامبتون فى الدوري الإنجليزي    عاجل - عمليات "حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي "تفاصيل جديدة"    مصدر يكشف أزمة جديدة قد تواجه الزمالك لهذه الأسباب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    صحة المنوفية: تنظم 8365 ندوة على مستوى المحافظة لعدد 69043 مستفيد    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    تفاصيل مرض أحمد زكي خلال تجسيده للأدوار.. عانى منه طوال حياته    عمرو أديب عن مشاهد نزوح اللبنانيين: الأزمة في لبنان لن تنتهي سريعا    الحوار الوطني| يقتحم الملف الشائك بحيادية.. و«النقدي» ينهي أوجاع منظومة «الدعم»    البابا تواضروس الثاني يجتمع بمجلس معهد الدراسات القبطية    «مش كل من هب ودب يطلع يتكلم عن الأهلي».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا ناريًا على القندوسي    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»    رشا راغب: غير المصريين أيضًا استفادوا من خدمات الأكاديمية الوطنية للتدريب    بمشاركة 1000 طبيب.. اختتام فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر والمخرج والسياسي العراقي "عباس علي باهض": الربيع العربي أصبح ربما نقمة على الشعوب العربية
نشر في شموس يوم 12 - 01 - 2013

مدينته لها في النعت أسماء، منها دار السلام والزوراء، اشتهرت بمنشأ الشعراء والأدباء، فأنجبت من حرفه في العلاء ولنثره مفاهيم خضراء، لا يعرف الهذر ولا الرياء، معانيه والصفاء حلفاء، جمع بين الفن و إدارته بحنكة وذكاء، هو الشاعر والمخرج التلفزيوني والسياسي العراقي "عباس علي باهض"
مرحبا بك سيدي...
حياك الله أختي العزيزة وشكرا لهذه المقدمة الكبيرة والإطراء الذي أتمنى أن أكون قطرة من بحر هذا المهرجان الذي اقميته لي الآن.. أنا بصراحة مازلت أحبو في عالم الفن، وأما عن الشعر فلم أطرح نفسي شاعرا سوى أني اكتب بلا مسؤولية، وأما السياسة فاعتقد أن العربي سياسي بالفطرة من شدة ماعاناه من القصور السياسي عند السلطات الحاكمة في جميع البلدان العربية.
من هو الإنسان "عباس علي باهض" الذي "يحتسي الذكريات حسرة و يقضم الأنامل تفاحة لهفة لموائد الجحيم"؟
"عباس علي باهض" ريشة في مهب الريح وربما قشة تقاذفتها الأمواج ورمته في مكان ليس مكانه وعالم ليس عالمه فشاخ قبل أن يشب
مازلت على المشيب ببضع أنفاس ولكن أملي شاخ وبأقدام الوهن أنداس، هل لهذا التعبير من مجال فسحة في فضاء الإنسان "عباس علي باهض"؟
أنا في طبيعتي لا أشعر بأن كل شيء ينتهي بتقدم العمر واعتقد أن لحطة الإبداع لابد أن تأتي في لحظة ما من العمر، ومن كرم الله وسخائه لا يحرم الإنسان من هذه اللحظة طالما قد اعترض طريق الإبداع أناس أو حكام أو ظروف عملت عكس التيار فسوف أظل انتظر هذه اللحظة وأقدم فيها كل شيء أحلم به وحينها لا أهتم بهدر ما تبقى من العمر
إن لفظ الإبداع متداول عند المعنيين بالفنون على اختلاف اختصاصها، فمتى يبدع الشاعر والمخرج التلفزيوني "عباس علي باهض"؟
أنا اعتقد أن الشعر أيضا خاضع لاختلاف الأمزجة عند كل متلقي ربما صورة شعرية واحدة تلغي دواوين شعر عند الشاعر أما أن خضع الشعر للنقد الأدبي فهنا تمكن المشكلة حين يتم تفكيك النص وتركيبه من جديد فتصبح القصيدة من صورة ووحي وروح هائمة إلى حرفة خاضعة لتحسبات البناء
ما هو نمط العلاقة بين فن الشعر وفن الإخراج و كيف يجيد الشاعر والمخرج التلفزيوني "عباس علي باهض" القيادة بين هذين الفنين لإنتاج الإبداع؟
إن الشعر هو صنع صورة وعالم خاص يكتشفه الشاعر ويرسمه دون غيره وبما أن الإخراج هو عالم تفسير وتأويل وخلق صورة قابلة للتفكير ضمن موجودات المربع أو الفريم فعلى المخرج أن يضع كل شيء في مكانه فلا يوحد شيء وجد عبثا في الصورة، وهذا الشيء يدعم سؤالك السابق أن الشعر حين يخضع للنقد والتفكيك فإنه يصبح حرفة لها قوانينها لذلك لا أريد أن اطرح نفسي شاعرا وأفسد متعتي الروحية في السباحة في فضاء خاص بي
إلى أي مدى يعتقد الشاعر"عباس علي باهض" أن لأسلوبه ولسعة حيلته القدرة على رفع الستار بينه وبين القارئ لدرجة مشاركته في حسّه و وجدانه؟
إن كلمة أسلوب هذه ربما كبيرة علي قلت لك مازلت أحبو ومازلت أتعلم وأقرا الكثير وأتمعن في قصائد الشعراء العراقيين كون الشعر لا يخرج أبدا من معطف العراق ولأن أكثر الشعراء الثمانيين هم أصدقائي فأجد في كتاباتهم لغة وصور عظيمة كونها لغة تجعل القارئ يفكر ويخلق من صورهم صور أخرى أثناء قراءته لم تكن صورا شعرية جاهزة تقدم كأكلة جاهزة للجائع فهي دائما مدعاة للتفكير، فانا اكتب صورا وأكثر من يقرا لي يقول أن في صورك الشعرية توجد دراما، ربما تأثير دراستي المسرحية اثر في كتاباتي فلا توجد شفرة صعبة التفسير لصديقي القارئ لقصائدي النثرية البسيطة
ما القيم التي تقرع سمعك و تجتذب نظرك و تستثير لسانك وتحرك قلمك وتؤرث نار عشق الكتابة في نفسك؟
كل ما هو جميل يثيرني ويجعلني انظر في مرآتي الخاصة في داخلي واسخر من نفسي حين أقول لم لم أكون أنا هو ولذلك أنا أقرأ كثير وأشاهد كثيرا واصفق في داخلي لكل شيء اكتشفه جديدا على حواسي حتى لو لم يكن عظيم بمعناه عند الغير لكني أول ما أعجب اصفق بداخلي، والشيء والصورة التي تؤثر في لا أتوانى بحفظها أبدا، أكثر شيء يستثير حواسي ويستفزني على الكتابة هي المرأة
يقول فيها الشاعر "عباس علي باهض" "لقامتك النخل انحنى هيبة"، "فضوئك قد جاوز الأقمار"، "لجمالها أفروديت خرّت صريعة"، وقد قال فيها الفيلسوف الألماني "آرثر شوبنهاور" "الحب وردة و المرأة شوكتها"، ماذا يفهمنا هذا التضارب في الآراء؟
يا صديقتي "شوبنهار" فلسفته قائمة على التشاؤم وربما الصدمة من إحداهن قد جعلته يقول هذا الرأي، لكني كمسلم أولا أعرف أن للمرأة مكانه خاصة في الإسلام وإنها مثل الكنز الثمين لابد أن لا تكشف أمام كل ناظر ولا اقصد هنا الكشف عن الجسد فهذا جزء من قصدي فإن المرأة تكون لحبيبها فقط وإن لا تكون مباحة لكل رجل، و دائما أشبه المرأة بالريحانة لأنها حين تكون أم تشم وحين تكون أخت تشم وحين تكون حبيبة تشم وحين تكون زوجة تشم وحين تكون بنت تشم، ولكل شهقة في الصفات التي تحملها شهقة خاصة تختلف عن الصفة الأخرى، المرأة هي مثل الماء حين يكون مصدر الحياة فلا حياة بدون امرأة
و ما ردك على المثل البولوني القائل "عندما تفكر المرأة بعقلها فإنها تفكر في الأذى"؟
هذا احتقار للمرأة، لو كانت كذلك لما جعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات، المرأة دائما متهمة بالقصور رغم إنها مثل النبتة حين تحد رعاية خاصة وأجواء مريحة ودفئ من أشعة شمس الرجل ونسيم عليل فإنها لا تقصر بأن تنشر عطرها الجميل في أي لحظة، ومع ذلك فهي مخلوق يمتلك من الصفات البشرية المشتركة بينها وبين الرجل وباقي المخلوقات ممكن أن تكون مؤذية حين تضطر لذلك
أين المرأة بين الألم والأمل عبر نسمات "آخر أغنية يطلقها المغني"؟
ستظل لحنا خالدا في حياتي رغم أنها قد فارقتني منذ اندلاع أول ومضة في الحب وفي نفس اللحظة اتقدت الحالة وصلت إلى الجذوة واللهفة لكن الفراق والموت المحتم على هذه المرأة التي سببت لي جرحا لا يندمل أبدا، كيف افترقنا كان ذلك بسبب الظروف السياسية التي كانت تحتم علي الفراق والتضحية إليها، و اليوم حين انكشفت كل الأسارير وانفرجت لم تنفرج الأزمة بل عاد الألم من جديد لكن ستظل أغنية المغني مستمرة في الدوران
هل هذا الاعتراف يدعّم لنا صحة مجرى الفكرة القائلة بأنه "ما انفجرت ينابيع الخيالات الشعرية والتصوّرات الفنية إلا من طوع القلوب الكسيرة والأفئدة الحزينة"؟
جائز جدا لكن الشعر لم يكن محدود في هذا الجوي الخاص بالمرأة والحزن والألم، أعتقد أن الشعراء كتبوا في بداية الأمر عن الملاحم والأساطير والبطولات والسير وبعدها كتب الشعراء عن جميع الحالات الإنسانية والظواهر الطبيعية والوجدانيات وغيرها... لكن تظل القصيدة المؤثرة للقارئ هي القصيدة التي تحمل التشبيهات والصور المستعارة حتى لو تكتب عن وطن فناه تستعير المرأة و تشتغل عليها الشجن و الحزن و الألم هو من يثير الاهتمام فالمترفين لا يهمهم الشعر و معاناة التفكير
هنالك قول مفاده أن "المرأة وطن" هل تعتقد في هذا الرأي؟
المرأة وطن وواحة تستريح بها كل الجياد والقوافل العتبى وهناك قول رائع قاله الكاتب العراقي على لسان "فان جوخ" في مسرحية وداعا أيها الشعراء، من يستطيع اكتشاف جمال الروح عند الرجل غير المرأة، و أنا أقول المرأة هي مصدر إشعاع روحي للرجل و حين يحب الرجل و يجد فتاته فان حياته تصبح مثل انية الورد جميلة و سلوكه كله يتغير بفضل المرأة
يقول الشاعر العراقي "أحمد مطر" " ما عندنا خبز ولا وقود، ما عندنا ماء ولا سدود، ما عندنا لحم ولا جلود، ما عندنا نقود، كيف تعيشون إذن؟ نعيش في حب الوطن"، ما علاقة الشاعر والمخرج التلفزيوني "عباس علي باهض" بحب الوطن؟
الوطن لا يستطيع أحد أن يصفه بكلمة لكن ببساطة الفاقد لأرض تحتويه وينتمي إليها تصبح حياته مهددة بالانقراض، كونه يشعر أنه غريب عن الكون ونزيل غير مرغوب فيه، لا يستطيع أحد أن يعوض عن الوطن بدنانير العالم كلها و لايستطيع أن يشعر بالدفء ما لم يكن له وطن ينتمي إليه، ربما يقول "الإمام علي" المال في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة، لكن أي مال و أي فقر وأي وطن هذا الذي يقصده "الإمام علي عليه السلام"، المال الذي يؤمن لك العيش لفترة في بلد من جور السلطان والفقر يكون نقمة عليك حين تمتلك وطن ولا تمتلك الحرية التي تجعل منك إنسان تستطيع أن تؤمن حياتك، وما شاء الله العرب جميعا يشعرون بالغربة من جور السلاطين وروح المؤامرة على بعضهم البعض
يقول الثوري والكاتب الاجتماعي الروسي "ميخائيل الكسندروفيتش باكونين" "رأينا الحرية مرّة واحدة عندما سرنا في جنازتها لدفنها"، هل للإنسان والشاعر والمخرج التلفزيوني"عباس علي باهض" توافق مع هذا الرأي؟
ربما في عالمه الذي يعيش فيه وتختلف من مكان إلى مكان أخر، ربما قالها في حقبة زمنية معينة شعر بهذا الشعور، وربما استهوته الصورة وأراد أن يقولها، دعينا في بحبوحتنا العربية عزيزتي، فنحن عبيد بإرادتنا فإن لم نكن عبيد للحكومات فنحن عبيد لانتماءاتنا الطائفية والعرقية ومرجعياتنا تحتم علينا أن نمثل لها ولأننا بلدان تعتز وتفتخر بجهالتها لذلك نفتخر أيضا بأن نلغي كل ثقافتنا ووعينا ونتبع أهواء من ينصبون أنفسهم مرجعيات لنا لأننا قوم أعرب وقوم بداوة في التفكير، وها أنت ترين الربيع العربي أصبح ربما نقمة على الشعوب العربية التي كانت تطمح للتغير وأن ترى الحرية الحقيقية الذي حدث تغيير في الوجوه ونوع القيود اختلفت لكنها مازالت موجودة حريات عرجاء
هل نفهم من قولك هذا بأن الثورات العربية قد جحدت و حوّلت قبرها إلى مهد للوعود المنسية؟
اااااااااه أي ثورات و لا أريد أن اقلل من شان هذه الثورات لكن كل الثورات انحرفت مسيرتها وهي مثل الوليد المنتظر الأبوين و إخوته ينتظرونه بفارغ الصبر و يتخيلوه بأشكال مختلفة و جميلة و في النهاية يجئ إلى الدنيا وهو طفل مشوه فالكل يتمنى لو انه لم يولد
استعملت مصطلح "الربيع العربي" فهل هذه قناعة اعتقاد أم هو توافق باستكانة؟
و الله هذا المتعارف عليه في نشرات الأخبار، لكن نشرتي الخاصة لا تتعدى فصل خريفي أصفر ليست فيه ملامح حياة جديدة
يقول الفيلسوف الألماني "فردريك أنجلس" "إن ما يهمّنا هو أمر واحد فقط تكشّف أمامنا في كل مكان وهو أن النظرية و التطبيق يتواجدان في تناقض صارخ أحدهما مع الآخر"، فهل ينتظم الشاعر والمخرج التلفزيوني "عباس علي باهض على نفس هذا المبدأ؟
أين العرب من النظرية كي يكون لدينا تطبيق، نحن فاقدين لجمال التربية والإدارة الحقيقية، لم نشعر بعطف أبوي من الحكومات الساذجة، لذلك هم فاقدون لكل شيء و فاقد الشيء لا يعطيه
هل تعتقد أن المبادرات والخطط في الدفاع عن الديمقراطية الكائنة بمجرّد حياكة الخطب ولعن الديكتاتورية يطابق على وجه الضبط ميول الشعب ويثني تحرّقه للانقلابات السلبية المؤدية للفوضى؟
الشعوب العربية وحكوماتها لا تستطيع أن تطبق الديمقراطية لأننا مازلنا شعوبا نامية ونائمة والديمقراطية تريد ثمن غالي ولذلك "كيسنجر" قال إذا أردت أن تربك دولة من دول العالم الثالث فصدر لها الديمقراطية ولم تكن لدينا ديمقراطية
استنادا لقول الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية "هيلين كيلر" "أفضل طريقة للخروج من شيء يكون من خلال الشيء" كيف ترى سبل خروجنا من هذا القصور في التطوّر؟
علينا أن نتخلص من الكراهية لبعضنا وأن نتخلص من النفاق الاجتماعي وهجرة روح المؤامرة
تقول الشاعرة والأديبة اللبنانية "صونيا عامر" "الفراغ بداية الانحراف"، يقول الشاعر والمخرج التلفزيوني "عباس علي باهض" " من الفراغ تصطنع الفوضى"، كيف تفسر هذا التفاهم في تنصيب الفراغ الراعي الرسمي لمصالح الفوضى الطارحة بدورها لهدف الانحراف صاحب السيادة و الريادة في دعم الجهل و التخلّف ؟
الفراغ و الخواء الفكري والثقافي والوظيفي كل هذه الأشياء تشكل معضلة كبيرة في التطور وإعطاء الزمن حقه في الإبداع وإثبات الوجود على الأقل الاجتماعي ولذلك كانت مقولة في الجيش العراقي حين ترى الجندي لديه فراغ كبير حاول أن تلهيه في أن يحفر حفرة ويردمها بعد ذلك المهم أن لا يكن لديه فراغ والفراغ يؤسس لأشياء كثيرة منها الفقر والعوز والمشاكل الجنسية والكبت وما شابه فعليه يجب أن تكون في الحكومات الجادة لتطوير بلدانها أن تؤسس منظومة لمعالجة الفراغ بتشغيل الشباب و رعايتهم وعدم تركهم يفكرون بكراهية أوطانهم و يسخرون منها
هل يمكن للفن أن يهذّب العقول ويحميها من فخاخ الفراغ؟
الفن هو الراعي الرسمي لتهذيب العقول وهو الذي يرفع من شأن الإنسان الذي لديه شغف بالتواصل والتلقي لكن ممكن أن يملئ الفراغ الذهني أما الفراغ العملي والوظيفي فإن الفن يكون محرضا للإنسان في المواظبة على طلب حقوقه الكاملة وخاصة منها الوظيفية والإنسانية وحرية تعبيره
يقول المفكر السياسي الأميركي "توماس جفرسون" "لا أستطيع أن أحيا بدون كتب"، كيف يمكن لحوك الشاعر والمخرج "عباس علي باهض" أن يساهم في أحياء أرواح تتنفس القراءة على غرار هذا المفكر؟
أنا في الحقيقة لا أعرف تاريخ هذه المقولة وكلنا كنا لا نستطيع العيش بدون كتاب أو بدون قراءة يومية لكن الثورة الالكترونية حاولت أن تؤثر كثيرا على القارئ فإن القراءة الآن قد تغيرت بعد أن كانت القراءة لها طعم و طقس و جو خاص بها و كانت عبارة عن نزهة حين نتعنى إلى المكتبات كي نشتري كتاب أو صديق يدلنا على عنوان معين و نتلهف للحصول عليه، أما الآن بضغطة زر يحصل القارئ على ما يريده لكنه فقد اللذة في القراءة و الطقس الخاص بها و أجدها الآن بلا شغف، مثلا أنا قبل شهر و صلتني رواية مطبوعة الكترونيا كلما أقرا صفحتين منها اشعر بالملل و التعب، نحن بحاجة إلى الرجوع إلى الوراء إلى زمن الرواية و الكتب الصفراء لأنها تغني القارئ و تصقل عقله و ذهنه، و ربما رأيي خاطئ في نظر الآخرين لكن هو رأي لا أكثر. لو حصرنا القول في الجمهور العربي فعليه إن يتجرد أولا من كل شيء ينتمي إليه سوى الوطن و الإنسانية و يترك كل ما هو سلبي و يعتبر نفسه هو النبي و الباقين كلهم كفار و عليهم أن يتبعوه علينا أن نتجرد من الأنانية و النرجسية و القانعات و الطاعات العمياء لكل ما هو سلبي، أن نقتنع بان كل شيء جميل يشار له بالبنان مهما كان مصدره، و نترك كل خلاف بيننا و نبدأ من جديد لترقيع أرواحنا من ذل الإسفاف و التعصب القبلي و العرقي و الاثني وأن نتعامل مع الإبداع والجمال فقط
أشكرك الشاعر والمخرج التلفزيوني "عباس علي باهض" على حسن تواصلك و ثبات مفاهيمك دمت في رقي وإلى اللقاء
شكرا لك وشكرا للقارئ الذي أتمنى أن لا شوشت أفكاره بتصوراتي وطروحاتي فهي على قدر فهمي، خالص الود للجميع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.