بعد أن تشاهد بعض الأفلام السينمائية ، تعيد مشاهدتها داخلك ربما مرة أو مرات ، وبعد مضي مدة يتناقص عدد المشاهد ، التي تتذكرها ثم تنسى أغلب المشاهد ، وربما لا يبقى إلا مشهد واحد يظل في أعماقك له مكانة خاصة لا تمحى مهما تعددت الأفلام ، السينما زاخرة بعددٍ لا بأس به من هذه المشاهد التي لا تنسى الحقيقة هناك عدد من المشاهد ستظل تعيش طويلا في الذاكرة ومن أبرزها : فيلم نهر الحب للفنانة فاتن حمامة عام 1960 عندما علم ذكى رستم بأن زوجته تخونه فحرمها أن ترى ابنها وقال له أن أمه ماتت . فيلم أفواه وارانب عام 1977 تنشأ علاقة حب بين محمود الخادمة نعمت فيطلب منها أن تخاطبه باسمه مباشرة دون ألقاب فبدأت تتضحك بخجل ولم تتسطيع أن تقول محمود بدون ألقاب هذا الموقف لا يزال عالقا في الذاكرة . فيلم «رد قلبي» عام 1957 عندما يسترد الريس عبد الواحد (حسين رياض) صوته أثناء هتافه لمصر مع قيام الثورة . فيلم غروب وشروق للفنان محمود المليجي وسعاد حسني ، ورشدي أباظة الذي يتمكن في هذا المشهد من التسلل إلى إحدى حجرات القصر، ويتمكن من الوصول إلى مكان المستندات المهمة ويقوم بتصويرها ، ولكن المفاجأة عندما يحضر عزمي باشا رئيس البوليس السياسي (محمود المليجي) إلى المكان فجأة ، وهنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من أن يضبط محمود المليجي زوج ابنته عصام (رشدي اباظة) وهو يصور المستندات ، ولكن الأخير يشعر بحركاته وهو قادم ويتمكن من التخفي والحصول على هذه المستندات التي كانت سببا في كشف الفساد والطغاة ونقطة تحول في سياق الفيلم . فيلم الخطايا : المشهد الذي يصفع فيه المحامي محمود (عماد حمدي) ابنه حسين (عبد الحليم حافظ) ويخبره في تلك اللحظة بأنه ليس ابنه فيلم الطريق المسدود بطولة فاتن حمامة وشكري سرحان وأحمد مظهر عن قصة إحسان عبد القدوس إخراج صلاح أبو سيف عام 1958 في هذا المشهد نرى فايزة (فاتن حمامة) المدرسة البسيطة تتعرض لأبشع أنواع عدم الوفاء من زميلاتها عندما يتكاتفن ضدها ويشهدن ظلما ضدها ، لتأكيد التهمة المنسوبة إليها في الشكوى التي قدمها ضدها ولي أمر طالب في المدرسة التي كانت تعمل فيها متهما إياها بتغرير ابنه الصغير رغم عدم صحة ذلك وبراءتها منه تماما. فيلم الأرض عام 1970 مشهد محمد أبو سويلم (محمود المليجي) وهو يسحب بالحبال وزاحف على الأرض من جانب الاقطاعي محمد بك الذي يتحكم في مقدرات فلاحي قريته ، كان مشهدا مؤثرا للغاية ، ولم يقف الأمر عند ذلك فقط بل رأينا أن محمود المليجي كان يحفر بأظافره في الأرض كدليل على عدم تخليه عنها وتمسكه بأرضه الطيبة التي ترعرع وعاش في ظلها حتى لو كلفه ذلك آخر نقطة في دمه. فيلم العار بطولة نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز عام 1982 المشهد الذي أخبر فيه كمال (نور الشريف) أخويه وكيل النيابة شكري (حسين فهمي) والطبيب عادل (محمود عبد العزيز) بأن والدهما تاجر مخدرات في الحقيقة ، وأنه لولا هذه المخدرات لما وصلا الى ما هما فيه الآن من موقع اجتماعي مرموق ، وأخبرهما بأنه يجب أن يقفا معه وذلك لتهريب صفقة المخدرات الأخيرة ، وترددا في البداية ولكن لم يكن في استطاعتهما التخلي عنه رغم موقعيهما في المجتمع. فيلم العمر لحظة عام 1978 عندما ذهبت ماجدة إلى الجبهة أثناء حرب 1973 كصحافية لتغطية أحداث الحرب، وأخذت ترقص مع الجنود في حفلة السمر التي نظموها للتمويه على العدو وراحت تغني معهم في مشهد رائع. فيلم حياة أو موت إخراج كمال الشيخ عام 1954 المشهد الذي تحمل فيه الطفلة ضحى أمير ابنة الموظف البسيط أحمد (عماد حمدي) زجاجة الدواء لوالدها المريض خطأ ، ونرى كيف يكتشف الصيدلي (حسين رياض) هذا الخطأ دون قصد فيقوم بإبلاغ البوليس لمناشدة الأب بعدم تناول الدواء لأنه قاتل ، وتتوالى الاحداث ليتمكن البوليس من الوصول إلى الأب وانقاذ حياته في آخر لحظة. فيلم سواق الاتوبيس عام 1983 المشهد المتميز فيه عندما يجتمع السائق حسن (نور الشريف) في الأهرام مع أصدقاء السلاح والنضال الذين كانوا معه عندما خاضوا حرب 1973، وحققوا أعظم البطولات فيها وبدأ كل واحد منهم يستعيد عطر هذه البطولات المصرية الشجاعة قرب الاهرامات. فيلم حب لا يرى الشمس عام 1980 المشهد الاخير الذي تعرف فيه الام أحلام (نجلاء فتحي) أن ابنها حي لم يمت كما قيل لها فور ولادتها ، فتسرع إلى حماها الثري حسن المنشاوي (فريد شوقي) لترى وليدها الذي لم تر ملامحه ولم ترمقه ولو بنظرة واحدة ، ولكنها تصعق بخبر وفاته فتطلق صرخة انسانية رهيبة كلها مرارة وألم رهيب لا تحتمل ، فتحفر بأناملها الرقيقة التراب لتخرج جثته الصغيرة بجنون غريزي ، فحب الأمومة في داخلها لم ير الشمس ولم يعرف ملامح الابن الذي لم يمكث في نور الحياة طويلا . فيلم رسالة من امرأة مجهولة : عندما دخل فريد الأطرش المستشفى بعد أن علم أن له ابن من لبنى عبد العزيز وكان الولد فى حالة خطر ومحتاج نقل دم وتبرع له الفنان فريد الأطرش بالدم . فيلم حبيبى دائما : هذا الفيلم يحمل الكثير من المشاهد التى لا نستطيع أن ننسها من اهمها مشهد موت فريدة على شاطئ البحر فى أحضان ابراهيم . فيلم رسائل بحر للمخرج داود عبد السيد فعندما لم يجد البطلان آسر ياسين وبسمة مكانا لهما على الأرض لجآ إلى البحر بعد أن طاردهما صاحب العمارة العتيقة بمدينة الإسكندرية ، وهو يريد أن يستولي على الشقة ، الفيلم يدعو للتسامح بين الجميع لا يهم العرق أو اللغة أو الدين . فيلم زهايمر إخراج عمرو عرفة مشهد عادل إمام وسعيد صالح في بيت المسنين ، عندما ذهب عادل إلى صديقه القديم سعيد صالح بحضور كبيرة الممرضات إسعاد يونس ، قدم سعيد كل المعاناة التي يعيشها مريض الزهايمر في كلمات قليلة وبتعبير مكثف مليء بالشجن فيلم ميكروفون لأحمد عبد الله ففي مشهد خالد أبو النجا مع الفرقة الموسيقية السكندرية ليصبح جزءا من الحالة ، وهو يغني شيخ البلد خلف ولد ، لكن الولد ساب البلد ، رددها خالد بإحساس يكثف كل ومضات الفيلم ، وكان ينبغي أن تنتهي الأحداث بهذا المشهد. فيلم 678 للمخرج محمد دياب المشهد الذي أداه بحرفية عالية ماجد الكدواني عندما تشكك في أحد المتحرشين ، وكان فقط يريد أن يحصل منه على اعتراف ، لم يكن يهدف إلى فضحه أو إدانته القانونية ، ولكن مجرد اعتراف ليواصل هو الإمساك بالخيط للوصول للجاني ، بنظرة وبابتسامة مضمرة نجح ماجد في التعبير لتصبح لقطة لا تُنسى من هذا الفنان العبقري غول الأداء .