تعود ( افدل) منذ نعومة أظافره أن يعطي لنفسه صفات لا يستحقها رغم كونه كان نبيهاً و حاول أن يطور نفسه. حيث جاهد أن ينقل نفسه من جو القرية الممل الفاقد لأحلامه التي كانت تراوده مع مرور السنين. وبعد إكماله للدراسة الابتدائية في القرى القريبة من قريته المتواضعة والعيش في أجواء مغلقة و محدودة ومساعدة الأسرة ببعض المهام الكثيرة في أجواء القرية من البحث عن الخشب اليابس والبحث عن العلف للحيوانات. في مناطق قريبة من القرية ونقله لباحة الدار أو في باحة الزريبة. بعد أن نجح و أكمل الدراسة الابتدائية انتقل لأحد الأقضية القريبة من قريتهم لإكمال الصف السادس الإعدادي وبعد تخرجه تم قبوله في بغداد العاصمة في إحدى الكليات قسم اللغات. وفي بغداد تطورت علاقاته المتعددة مع الآخرين وكان ( افدل ) ملماً ببعض جوانب الأدب ، كانت الأجواء ايجابية أي كان محبي الأدب بكل صنوفهم. كادت أن تكون مثل موجة أي كان الشباب يبحثون عن الكتب في المكتبات أو في محلات الكتب المستعملة لرخص أثمانها قياسا للكتاب المعروض في المكتبات وبعد أن طور نفسه ذهنياً واطلع على نماذج متنوعة من الأدب العالمي والعربي والمحلي و بسبب طبيعة اختصاصه في كلية الآداب حاول أن يكتب في أكثر من صحيفة و مجلة ليأمن له مورد من المال و كان يقوم بترجمة بعض القصص و القصائد بعد أن أتقن لغة اختصاصه ،وتطورت الأمور للأحسن. وأصبح بإمكانه السفر لدول معينة وزار دول عديدة وبعد أن تعمقت في داخله هذه المتعة والرغبة وبالاختلاط مع الآخرين. وكسب ودهم بأي شكل كان لمصلحته الخاصة، ولكون علاقاته متعددة مع الفتيات في تلك البلاد وأصبحت له علاقة خاصة مع إحداهن ( سعاد.( وأصبحت العلاقة حميمية وحب وبشكل عنيف استسلمت له في لحظة هيام وحدث ما حدث و تكررت هذه الزيارات و النزوات و أصبحت( سعاد) حامل منه ولم تبلغه بذلك في وقتها. وبسبب الأحداث والحروب وقيام العراق بحرب مع إيران ومن ثم اجتياح الكويت بصورة رهيبة واستعمال أبشع الأساليب الطغيانية مع الشعب الكردي المسالم وحرق آلاف القرى وطمر العيون المائية بالكونكريت واستعمال السلاح الكيمياوي في حلبجة ومناطق كردية عديدة وقتل الأبرياء تحت مسميات الأنفال الرهيبة ودفن أعداد كثيرة منهم و هم أحياء نساء و رجال و أطفال في صحاري. الوسط و الجنوب العراقي وحدوث الهجرة المليونية للشعب الكردي باتجاه تركياوإيران. وفي ظل هذه الظروف تمكن العديد من الشباب و العوائل من الحصول على اللجوء. في دول أوربية عديدة و( افدل ) بسبب إلمامه بعدد من اللغات تمكن من إقناع بعض الأشخاص في هذه المنظمات الخيرية وفعلاً تم تسهيل لجوئه لإحدى الدول الأوربية ) ألمانيا ) ومن هناك و بسبب شطارته وإتقانه لبعض. اللغات قام بترجمة بعض من تلك الكتابات كقصص وقصائد شعرية للعربية و الكردية أو العكس وتعمقت علاقاته الاجتماعية وكان دوما يتردد لدول معينة رخيصة التكلفة بالإقامة الطعام. و و و الخ وشاء القدر و بعد مرور هذه السنين أن يعلم انه أب لطفل عشريني جميل سمته أمه ( محمد) وكان دوما يسأل عن والده الذي لم يلتقي به ومن يكونً فكيف تخبره باسم أبيه ( افدل ( فتعذر لولدها ( محمد) ولكن بعد أحرج أمه ( عنود ) ذكرت له التفاصيل له وكانت تعلم أن ( افدل ) يعيش في ألمانيا وحاولت بكل السبل أن تتصل به و توضح له الموقف ولكن كان دوما يتهرب منها ولا يمكن أن يعترف بها وكونه أباً ( ل محمد) بسبب نزعاته الرخيصة ورغباته وأنانيته وكان بإمكانه أن يقطع الشك باليقين بعد أن سهل العلم من هذه الأمور واشتدت الرغبة ل ( محمد) للالتقاء مع ابيه الذي ينكره ولكن اشتدت الرغبة لديه وتصور أن يغير من سلوك والده بعد الالتقاء به وسافر ( محمد) لألمانيا على الأمل من لقاء والده ( افدل ) هناك. ولكن كانت ل ( افدل ) ترسبات سلبية أخرى وعلاقة مع إحدى الفتيات التي كانت سابقاً أحبها وانفصلت من زوجها والتقت معه في ألمانيا بالصدفة و تزوجها من أجل الحصول على الجنسية ، وخلف منها طفلة جميلة ولكن بسبب سلوكه الغير سوي انفصلت عنه و…رمسيس .. بنته الآن مجهولة المصير ؟؟؟ وبسبب هذه التراكمات الغير منضبطة تجاه الأبوة ابنته وولده كان دوما يحمل وجهًا نقيضًا لما حوله وراح يتحدث عن ماضيه المعروف لدى كثرة ممن يعرفونه. ولكن الله يكرم من يشاء و يذل من يشاء. فكان دوما سلوكه أناني وعدواني تجاه الآخرين مع أصدقائه وأقربائه وأهله وبقت هذه الأفكار السوداء تلازمه وتعشعش في تعاملاته مع الآخرين ، أيكون حاقدًا حقدا كبيرا على الآخرين المستقرين أم كان يحمل روح ضحلة تجاه أبوته. فكانت علاقاته مع أصدقائه في طور الشك و الريبة بل وكانت نفسيته عدوانية وأساء بإساءات للعديد. من أصدقاء الأمس. بلا مبرر ولبعض من خاصته وأقربائه وكيل التهمً بحق من خدموه في مراحل عديدة من حياته وما زال بلا هدف معين رغم رؤيته لمدن عديدة لأنه يبحث عن مجد في وهم الأنانية .