الزواج لغويا يعنى اقتران شيءٍ بآخر وارتباطه به بعد أن كان كلّ واحدٍ منهما مُنفصلاً عن الآخر ويُشكّل كياناً خاصاً به… والزواج شرعا عبارة عن حلّ استمتاع كلٍّ من الزوجين بالآخر طلباً للنسل والذريّة على الوجه المشروع. والزواج هو أحد العادات الاجتماعيّة المتوارثة منذ الأزل، وهو رباط مُقدّس يربط بين شخصين، أساسه الحب والاحترام المتبادل بينهما؛ حيث يعملان معاً على إنشاء أسرة، والهدف من هذه الأسرة هو إعمار الأرض وبناء مجتمعات قويّة ومتحضرة، كما يعتبر الزواج هو الوسيلة الشرعية التي تنضبط تحتها العلاقة الجنسية، وهو الإطار الذي يجب أن يولد فيه الأبناء. هناك العديد من الثقافات أو من الأديان التي تحرم على الزوج الارتباط بأكثر من سيدة، لكنّ الإسلام شرع للمسلمين أن يعددوا الزوجات في حال لزم الأمر، وهناك العديد من الحالات التي شرع فيها الله تعدّد الزوجات، مثل: مرض الزوجة أو عدم قدرتها على الإنجاب، كما أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل بين الزوجات، ويقول الله في كتابه العزيز:”وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا”. يُحقّق الزّواج أغراضاً مُتعدّدةً للطرفين الذكر والأنثى غير قضاء الشهوة لكلٍّ منهما؛ بل إنّ هناك أغراضاً أخرى يُحقّقها الزواج ترتبط بالمجتمع وصلاحيته،فهو رابطة روحية بين الزوجين تعتمد على السكن والمودة والرحمة كما انه الطريقة الشرعيّة والصحيحة التي تنظّم وتحمي النسل حفاظاً على استمرار النوع البشريّ؛ويحافظ على الانساب فبغير الزّواج الشرعي تنتشر الفاحشة بين الناس وتختلط الأنساب فلا يَعرف الأخ أخته ولا الأب ابنته ممّا يتسبّب بنشوء مُشكلاتٍ اجتماعيةٍ كبيرةٍ ويُصبح المجتمع مُفكّكاً تكثر به حالات الانحراف عند الشباب. الأصلُ في الزواج أن يكونَ بواحدةٍ، ثم يأتي التعدُّد الذي أقرَّه الإسلامُ وحدَّده ونظَّمه؛ لأنَّه كان في الجاهلية بلا أيِّ قيود، فكان الرجلُ يتزوَّج ما شاءَ مِن النساء، فجاءَ الإسلامُ وأقرَّه وحدَّده بأربعِ نِساء فقط وبشروط؛ مَن خاف أن يُخالِف أحدَها فالأولى له البقاءُ على واحدةٍ؛ حتى لا يُعرِّض نفسَه للحساب يومَ القيامة. فالإسلام لم يُنشئ التعدد ، وإنما حَدَّده ، ولم يأمر بالتعدد على سبيل الوجوب ، وإنما رخّص فيه وقيَّدَه نعم لقد جاء الإسلام والرجل يتزوج بما شاء مِنْ النساء ، حتى أسلم بعض أهل الجاهلية وعنده عشر نسوة !! فحدد الإسلام العدد ، ولما حدد الله التعدد بأربع لم يُوجبه على عباده بل أباحه لهم بشروطه من العدل والاستطاعة. ولكن إذا لم يكتفِ الرجل بزوجة واحدة يستطيع ان يتزوج باخرى فالزواجُ الثاني او الثالث او الرابع هو تشريعٌ ربَّاني له حِكمته وفائدتُه العظيمة، ولكنَّه مِثلُ أيِّ أمرٍ آخَر، إنْ أسأْنا استخدامَه وفقدْنا قُدرتنا على السيطرةِ عليه، فإنَّه سيؤدِّي لمشكلاتٍ كبيرة، ومآسٍ عديدة، نحن في غِنًى عنها! ولكن ماهى الاسباب التى تجعل الرجل يفكر فى الزواج باخرى ؟؟؟ وهل الزواج الثانى او الثالث او الرابع بالنسبة للرجل جنة .. أم نار؟؟ قد يلجا الرجل للزواج باخرى فى حال حاجته للولد اى فى حال ان تكون الزوجة عقيمة لاتلد او تكون مريضه او فى حال نشوزها ورفضها العيش مع الزوج او لحاجته لاكثر من زوجة لاشباعه جنسيا وتلك هى الاسباب التى اباح الشرع فيها الزواج . غير ان هناك أسباب اخرى تدفع بالرّجال للذهاب إلى الزواج الثاني لاتتعلق بمشاكل او خلافات مع الزوجة الاولى او نواقص فيها وانما تتعلق برغبته فى التجدد والتنوع وتقليد الاخرين فيبدا لتحليل رغبته تلك فى التاكيد على ان زوجته الاولى هى التى دفعته الى اتخاذ هذا القرار بتقصيرها واهمالها له وتفضيلها للاولاد عنه وعدم اهتمامها بنفسها وبجمالها وان حياتهما اصبحت مملة روتينية لاروح فيها ولا راحة ولامتعة وان الشرع حلل له الزواج مثنى وثلاث ورباع ولايفكر بما قد يسببه هذا القرار من صدمة نفسية للزوجة والابناء اضافة الى التفكك وضياع المودة وفقدان الثقة بين الأبناء نحو والدهم، الذي اعتبروه دائمًا الحاضن ومظلة الأمان إلى جانب والدتهم، عوضًا عن فقدانهم رمز الرجولة والعطاء والأمان. لاننكر ان التعدد شرع الله وقد يكون حلا لبلوغ السعادة ولا احد يستطيع ان يحجر على تفكير الازواج فيه ولا ان يجادل فى اباحته بل وفى منافعه لكثير من الناس لكونه الحل فى بعض المشكلات العقيمة لكن قد ينسى الزوج فى زجمة احلامه انه سيكون مسئولا عن بيت ثان فستتضاعف مسئوليته ضعفين وينسى انه ربما ستزداد مشكلاته خاصة مع الزوجة الاولى وينسى انه داخل على تجربة جديدة ربنا ينجح فيها او يفشل. ازواج كثيرون اقدموا على خوض هذه التجربة بعضهم نجح فى تحقيق اهدافهم وامالهم من خلال تطبيق العدل بين البيتين والزوجتين وبعضهم تحطمت امالهم … فيا ايها الرجل الحالم انصحك ان تنظر بعين رحيمة لزوجتك الاولى وتتقى الله فيها وحاول ان تبذل جهدك فى اصلاحها ونصحها والا تستعجل فى قرار الزواج الثانى لمجرد نزوة او فكرة او مشكلة وحاول ان تتخلى عن احلامك الوردية والاوهام الغير واقعية واياك ان تستهلك الاحلام فتذهب بك بعيدا عن قدراتك وامكانياتك وواقعك واذكر الوفاء فانه شيمة اهل المروءة والايمان.