ستكبُ شاعرةٌ: لا تخفْ يا صديقي العزيزَ ولا ترتبكْ إن أضعتَ مفاتيحَ قلعتيَ المغلقةْ ربَّما لم أُقدِّم لكَ التوتَ في لوحةِ الماءِ أو عطرَ تفَّاحتي البكرِ يوماً على طبقِ الليلِ.. أو ربَّما أنتَ لا تستحقُّ الدخولَ إلى رغبتي الضيِّقةْ * أُريدُ كلاماً بسيطاً من القطنِ أو عرقِ الحاصداتِ المضيءِ كلاماً من اللهفةِ الساحليَّةِ أو زبدِ الماءِ والرملِ أغزلُ منهُ وشاحاً من الأُقحوانِ الخفيفِ وهمسَ قميصٍ لمن يستحمُّ بصلصالها وجهُ شمسِ الخريفِ.. أُريدُ كلاماً قليلاً ولو كانَ طلعَ غبارِ الشتاءِ فقلبي بضحكةِ إحدى الجميلاتِ ينبضُ مثلَ الحديقةِ تنهضُ من نومها في أكفِّ النساءِ * الصبايا كبرنَ البناتُ الصغيراتُ من كنَّ مثلَ العصافيرِ في الأمسِ صرنَ نساءً قبائلَ من فضَّةٍ وينابيعَ، أشجارَ دفلى، حدائقَ ضوءٍ نوافيرَ من زنبقِ الليلِ، أو أُغنياتٍ عن القمحِ والحُبِّ والاشتهاءِ الصغيراتُ صرنَ عرائسَ.. منتشياً بالجمالِ أعودُ من الفرحِ العائليِّ كأني على موجةٍ من ظلالِ التلهفِّ للأمسِ ترقصُ بي رقصةَ امرأةٍ يدها قدحٌ من عبيرِ الندى فمها برعمٌ في شقوقِ الغناءْ * كلُّ شيءٍ على ما يرامُ أُعلِّقُ في وحدتي قمراً ذابلاً كيْ أنامْ الجراءُ الصغيرةُ تركضُ في ساحةِ البيتِ.. والذكرياتُ على حالها ما تزالُ وبائعُ غيمِ المساءِ استقالْ كلُّ شيءٍ على ما يرامُ الظلالُ.. الحديقةُ.. رائحةُ الحُبِّ.. برجُ الحمامْ قميصُكِ مُلقىً على وجهِ من يشتهيكِ وعيناكِ من سَهَرٍ صارتا حبقاً هائجاً في دمائيَ أو مطراً عاشقاً في الكلامْ خاصميني لأكتبَ أو عانقيني لأنساكِ عن ظهرِ قلبٍ فمن عادةِ الحالمينَ التشاجرُ مع شجرٍ عابرٍ في الخريفِ إذا كانَ من نسلِ إحدى النساءْ ومن عادةِ الحالمينَ تتبُّعُ رائحةِ العشبِ في الصيفِ حتى أقاصي الغناءْ والتململُ عندَ الظهيرةِ من وجعٍ في الروايةِ والرقصُ مع ذئبةٍ بورجوازيَّةٍ في المساءْ * كي تنزلَ امرأةٌ من الرؤيا أمدُّ يدي إلى المرآةِ كي نتبادلَ الأفواهَ أرسمُ زهرةً بريَّةً بيضاءَ فوقَ الماءِ كي نشفى من الأمطارِ نصلحُ رغبةً معطوبةً فينا ونكتبُ جملةً شعريَّةً رعويَّةً تصفُ انسكابَ فراشةٍ في الريحِ.. أو تكفي لنشربَ قبلةً سريَّةً أو نعبرَ الصحراءَ جسمكِ يوجعُ الصلصالَ في جسمي يضيءُ بحيرةً في القلبِ لا تمشي على أمواجها امرأةٌ سواكِ * لستُ ظلَّاً ولا حجراً يا بنفسجةً في النساءْ عانقيني لأُولدَ ثانيةً أو لأُصبحَ مزولةً للغناءْ حبقاً في يدي كنتِ من قبلِ أن تولدي وكنتُ أُربِّي بساتينكِ العاليةْ كنتُ عرَّابَ عينيكِ.. كانتْ موسيقى الغجرْ تهبُّ علينا من البحرِ كانَ القميصُ المشجَّرُ تنهيدةً في فمي.. في حياةٍ خلتْ كنتِ أُنشودةً.. فرساً.. قوسَ ماءْ وأنا غيمةً كنتُ.. هجرةَ سربِ الحمامِ إلى قمرٍ للبكاءْ دمي مثقلٌ بالعناقيدِ.. يقطرُ منهُ الحُداءْ *