كانت أيام حلوة قضيناها في رام الله والبيرة حين اتجهنا إليها لحضور حفل زفاف نادر ابن أخي جهاد، وخلال وجودنا هناك كان الاعلان عن يوم تسويقي لمهرجان عنب الخليل ومنتجاته والصناعات اليدوية التراثية المرافقة له، فشددنا الرحال لحديقة الاستقلال في البيرة والتي أنشئت في حرش الاذاعة “الارسال”، فأصبحت مكانا ترفيهيا لسكان مدينتي البيرة ورام الله، حيث يتجول الناس ويمارسون رياضة المشي والدراجات الهوائية إضافة للتنزه لتوفر أمكنة للشواء ومقاعد للجلوس ومدرج للمناسبات، إضافة لنافورة ضخمة تلطف الأجواء. عنب الخليل يتميز بأن أصنافه تصل إلى أكثر من 50 صنفا، وهي من أجود أصناف العنب في فلسطين، إضافة أنها تعتبر ثاني مستوى بالانتاج والدخل الزراعي بعد الزيتون، وتشتهر منطقة الخليل بالعنب منذ العهد الكنعاني فما زالت آثار المعاصر الكنعانية موجودة، ومن أصناف العنب في الخليل الأبيض والأسود، ومن الأبيض؛ الدابوقي، والزيني، والبيروتي، والحمداني والجندلي، والفحيصي والمراوي. أما الأسود؛ فمنه البيتوني والحلواني، والدراويشي والشامي، وتعود هذه التسميات إلى أسماء من اعتنى بها بدايةً، أو زرعها أو اكتشفها وتداولها. وأحيانًا كانت تسمى نسبة للمنطقة التي أتى منها، مثل العنب البيروتي الذي جاء إلى فلسطين بحكم التبادل التجاري والثقافي والعلاقات الاجتماعية. ويستخدم العنب الخليلي في صناعة الدبس، والزبيب والخبيصة، والملبن، والعنطبيخ، إلا أن استخدامه في صناعة النبيذ محدود جدًا لأنه من الأنواع غير الصالحة لذلك. افتتحت المهرجان السيدة د. ليلى غنام محافظ محافظتي رام الله والبيرة، وهي تحظى بشعبية كبيرة بين المواطنين، وتحدث فيه أ. د.سفيان أبو زايدة وزير الزراعة إضافة لرئيس بلدية البيرة، ضمن حضور جيد رغم حرارة الجو وموعد الافتتاح فترة الظهر، ويظهر أن بلدية البيرة تنبهت لضعف التسويق في الحديقة فنقلته في اليوم التالي إلى وسط المدينة في ساحة بيت بلدنا التابع للبلدية، حيث حركة المواطنين الكثيفة التي تساهم بالتسويق للمشاركين. شخصيا سررت بالمهرجان التسويقي، وسعدت بتذوق بعض المنتجات مثل الخبيصة والملبن عند أبو كايد والذي رسم بالملبن صورة الشهيد أبو عمار والعلم الفلسطيني، وسعدت بلقاء الحاجة ختام والحديث معها فقد كانت نجمة متألقة بجهدها مقارنة بعمرها، ولقاء السيدة أم أسماء وهي من برقين جنين التي عرضت منتجات تراثية، اشتريت منها قطعة وضعتها على جيد زوجتي ختام التي رافقتني، كما سعدت بالتعرف على الكثير من المشاركين بالمهرجان.