في إطار دوره في رعاية الحركة التشكيلية المصرية وتاريخها وفنانيها، نجح قطاع الفنون التشكيلية في إقتناء ميراث ثمين للفنان الكبير الراحل حسين بيكار " شيخ الفنانين " والذي كان من محتويات منزله الذي آل لبنك ناصر الإجتماعي بعد وفاة زوجته وعدم وجود وريث له، وبعد أن أعلن البنك عن مزاد علني لبيع تلك المحتويات والتي من ضمنها مجموعة لا تقدر بثمن من أسكتشات ولوحات زيتية وصور فوتوغرافية تاريخية ومسودات لبعض أشعاره وخواطره وكذلك أعمال لبعض كبار الفنانين مثل سيف وانلي وصبري راغب. وصرح ا.د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية أن هذا العمل الثقافي والفني الراقي كان نتيجة لحس وطني عظيم بدءه د. عماد أبوغازي وزير الثقافة السابق ومن بعده د. شاكر عبدالحميد بالتعاون مع د. جودة عبدالخالق وزير التضامن الإجتماعي السابق، ومن بعده د. نجوى خليل كان له أكبر الأثر في إنقاد هذا التراث الفني الهام لأحد أهم الرموز الفنية الوطنية الراحل حسين بيكار. وأضاف أنه على الفور قام بتشكيل لجنة فنية متخصصة لإستلام تلك الأعمال وتوثيقها ولا زالت تواصل عملها حتى الآن مشيراً أن اللجنة قد إنتهت بالفعل من فرز وتوصيف 261 عمل ورقي تحضيري ( إسكتش )، و 38 لوحة زيتية، وعمل نحتي، وعند الإنتهاء من عملها سيقوم قطاع الفنون التشكيلية بعرض تلك المقتنيات في معرض كبير سيكون إضافة قوية تثري الحياة الفنية والثقافية. وتوجه د. المليجي بالشكر والتقدير للسيد اللواء حسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة الذي كان له دور فاعل عند التعامل مع لجنة بنك ناصر وإقناعها بأهمية حماية ثروات مصر الفنية وأن إبداع تلك الرموز الفنية إنما هو موروث الشعب بأكمله، مؤكداً أن هذا الدور الكبير يؤكد به د. حسن خلاف أنه لا يألو جهداً في بذل كل ما يستطيع في سبيل خدمة كافة قطاعات الوزارة وإزالة المعوقات أمامها ودعمها للإرتقاء بمسيرة العمل الثقافي المصري. وفي وصفه للفنان بيكار ( 1913 – 2002 ) يقول المليجي : " لقد ربطتني به علاقة شخصية أشرف بها فهو فنان عظيم صاحب بصيرة نافذة وأسلوب رفيع نستطيع أن نقول أنه حالة فريدة من الفيض الإنساني، دائماً ما تمس أعماله القلوب قبل الألباب، خاصة عند تناوله للمرأة التي دائماً ما كانت بعينه ملاكاً أكثر من مجرد جسد ولها عنده سمت رشيق ورومانسي، وصاحب مهارة متفردة في رسم ملامح الصورة الشخصية فهو يغوص في مكنون الشخصية التي يرسمها ولكن بأسلوبٍ بسيط، ظل معطاءً طوال حياته ومعلماً للكثير من الأجيال حتى لقب بشيخ الفنانين، وبجانب كونه رسام رائع للبورتيريه فهو ناقد فني وشاعر مرهف الإحساس وموسيقي ". حسين أمين بيكار فنان تشكيلي متميز ينتمي إلى الجيل الثاني من الفنانين المصريين وهو صاحب مدرسة للفن الصحفي وصحافة الأطفال بصفة خاصة ، بل هو رائدها الأول في مصر، تتميز لوحاته الزيتية بمستواها الرفيع في التكوين والتلوين وقوة التعبير، . وهو صاحب بصيرة نافذة، وذوق رفيع، أحب الموسيقي منذ نعومة أظافره ، كما كتب رباعيات وخماسيات زجلية تمتلئ حكمة وبلاغة،. شاعري الأسلوب. ولد حسين أمين بيكار في( 2 يناير عام 1913 بالإسكندرية وتوفى 16 نوفمبر 2002) ، التحق بكلية الفنون الجميلة عام 1928 ، وكانت وقتها تسمى مدرسة الفنون العليا وكان عمره آنذاك 15 عامًا، ليكون من أوائل الطلبة المصريين الذين التحقوا بها. درس في البدايات على أيدي الأساتذة الأجانب حتى عام 1930، ثم على يد يوسف كامل وأحمد صبري. عقب التخرج عمل في تأسيس متحف الشمع، وانجاز بعض الأعمال في ديكور المعرض الزراعي. ثم انتقل بيكار بعد ذلك إلى المغرب حيث قضى ثلاث سنوات مدرسا للرسم وهي مرحلة هامة في تكوين، حيث رسم بيكار أول رسومه التوضيحية هناك عندما وضع مدرس اللغة الإسبانية كتابا لتعليم اللغة للتلاميذ، طلب من بيكار مدرس الرسم آنذاك أن يترجم الكلمات إلى صور. بعد ذلك عاد بيكار إلى القاهرة عام 1942، و عمل معاونا لأستاذه وصديقه الفنان أحمد صبري، وتولى رئاسة القسم الحر خلفا لصبري الذي انتقل لرئاسة قسم التصوير، وسرعان ما تولى بيكار رئاسة هذا القسم بعد إحالة صبري للتقاعد و بيكار صاحب مهارة متفردة في رسم ملامح الصورة الشخصية فهو يغوص في الشخصية التي يرسمها بأسلوب يميل إلى التبسيط واقتصاد في الدرجات اللونية له أسلوبه المميز حين يتحدث عن الفنون الجميلة كما أنه متخصص في الاتجاه التأثري في الرسم الملون . ويعود السر في احتلاله المكانة العالية بين النقاد هي صلته الوثيقة بالفن في مختلف أشكاله كتب بيكار العديد من الكتب عن الفن ، وله عدة دراسات عن الفنانين المصريين والأجانب وخاصة معاصريه ، كما كتب عن الفنان الرائد /أحمد صبري وحصل بيكار على عشرات الجوائز محلياً وعربياً وعالمياً، كانت آخرها جائزة مبارك عام 2000، وهى أكبر جوائز الدولة في مصر. أشهر لوحاته : تكوين من النوبة ، جني البرتقال ، لحن نوبي ، لحن ريفي. توفي بيكار في نوفمبر 2002 وهو فنان متعدد المواهب كاتب ورسام وله ركنه الخاصه الذى أستمر فى رسمه لمده ثلاثين عاما بجريدة الأخبار يعبر فيها بسلاسه وبدون تقعر وبدون استعلاء على القارىء كما يصف نفسه بأنه يدردش مع القارىء فى بساطه