ما الأخلاق ؟ سؤال يبدو صعب المنال , فالبعض يرى أن الأخلاق هي الأدب وحسن السلوك ويرى آخرون أن الأخلاق هي احترام القانون الوضعي ويرى ثالث أن الأخلاق حب الله ورسوله الكل ينظر إليها من منظوره الثقافي ومشاربه العلمية . ولكنني أرى أن الأخلاق هي سلامة البنيان النفسي من حيث التقوى والخوف من الله مما ينعكس بدوره على عمل الإنسان وإتقانه ونحن في مصر في هذه الأيام في حاجة إلى أخلاق تنجينا من سنوات الكسل والعجز والخيانة والرشوة وقطع الطرق .ولكننا كيف سنبني هذا البنيان العملاق ؟ يبدأ الأمر بالأسرة التي انصرفت عن أبنائها بمشاهدة التلفاز أو جلوس الأب في المقهى وتشجيع الأبناء على مساوئ السلوك وندعي أن هذه هي اللغة العصر الذي نعيشه , لغة الألفاظ البذيئة واستعمال القوة في التعامل ثم يأتي دور وسائل الإعلام وخاصة السينما التي لم تقدم لنا في الفترة الأخيرة إلا أفلام العري وتدعي أنها تقدم الواقع ؟ ....وأعتقد أن الواقع الذي يريدون تقديمهم هو الواقع الذي يجذب الشباب للمشاهدة والقنوات الفضائية على شراء هذه الأفلام لحصد الأموال أنه الجنس والتعري الذي يثير في الشباب البهيمية, البعيد كل البعد عن جميع القيم المبادئ....... ثم تأتي الصحافة لتقدم بعضها الفضائح والصور العارية وكذلك معظم وسائل الإعلام الأخرى والممثلون والممثلات فقد تجرد معظمهم من الفضيلة من أجل المال ... إن الشباب محاط بأسوار من النار جعلته يخالف جميع القوانين والأديان السماوية . فأصبح الاغتصاب والسرقة وقطع الطرقات من الأمور البديهية في حياتنا .......ارحمونا يرحمكم الله لا تربوا أبناءها على الفسق ومخالفة تعاليم السماء كفاكم ما فعلتم , فقد حققتم الشهرة والغنى . نحن في حاجة ماسة إلى تربية جديدة ولغة إعلام جديدة تقوم على احترام الأديان والبعد عن الزيف والكذب والنفاق ومجاملة كل من هب ودب وقدم الأموال واشترى الذمم ندعو الله أن يمن على أرض مصر برجل مثل الخليفة عمر بن العزيز ينشر الخير ويقيم العدل ويأخذ على يد العصاة ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره . فتكون الأخلاق النابعة من داخل النفوس هي القانون الغالب لا التحايل على القوانين الوضعية و التفنن في التغلب عليها بكل الوسائل الممكنة والسفسطة و تحويل الحق إلى باطل و الياطل إلى حق من أجل المصالح الشخصية وتحقيق الثراء السريع الذي لا يقف عند حد .