وينتهي العام الدراسي بكل ما حمله من متاعب ومشقة للطلبة والمدرسين وأولياء الأمور .لم يعد التدريس كالسابق والماضي . بعد أن غاب دور المعلم والمدرسة وغدا الحمل تقريبا كله على عاتق الأهالي والطلبة لم يعد المدرس شمعة تحترق في بعض الأحيان .بعد أن غاب الضمير حتى في هذا الصرح الهام غدونا نجري ونجري طيلة شهور إلى أن تتقطع أنفاسنا ماديا ونفسيا وفكريا . لم أعهد أمي وأبي كانا يعاينان مما أعانيه الآن من هموم ومشاكل تعليم أبنائي . فنهاية العام الدراسي هي بدايات للإنعتاق من أسر وحش كاسر غدا إسمه ( التعليم ) ******* بدأت مع نهاية العام الدراسي تغطى الحوارات بين أبناءنا في الغربة والأهل بالوطن وأبناءهم لغة الإرتماء باحضان الوطن .بدأ التحريض على شدّ الرحيل واضح حتى على ملامح العبوس التي بدأت تجتاح ملامح أبناءنا . بدأت أسئلتهم تأخذ طريقها إلى مسامعنا كل يوم دون مراعاتهم لأي ظرف قد يمنع ما يتمناه أبناءنا وهذا هو حقهم علينا بعد طول عناء . بدأت المشاورات والمداولات السرية تعقد في البيت بوجودنا وغيابنا . من ثم بدأنا نحن التي كلت نفوسنا روتين قاتل لمدة عام متواصل تستعد لإستقبال ما يدور بإفكارهم وطرحة على مائدة المفاوضات . بدأت خطواتنا تذهب إلى البنوك خلسة تسترق بارقة أمل في قرض ما أو سلفة بنكية تحط على ظهورنا لتقسمها وقد إعتدنا على ذلك لأنه لا حيلة لنا إلا هذا الأمر . لحظات الترقب والموافقة على الخروج من عنق الزجاجة صعبة جدا .والأصعب أن يفرض الواقع الأليم ما لا يحبه أبناءنا ويرضاه . إنه الرحيل السنوي الذي لا بد له من أجل المواصلة في دروب الغربة والحياة وربنا يسهل إبنائي الأعزاز ونقدر على الإيفاء بكلمة ( السفر ) *********** درجة الحرارة ترتفع هنا إلى معدل يجعلك حبيس الجدران . الوجوه ملاصقة للوجوه ليل نهار . الملل سيد الموقف . من له الحيلة فاليحتال .ضجيج وسط كل بيت . أصوات التلفاز.. والكاسيت.. والبلستيشن ...وأصواتهم التي تعلو بين الفينة والأخرى . مهما حاولنا أن نخرجهم من هذه الدوامة المملة يظل التذمر هو الحاكم والمتحكم إلى أن نجد لها منها مخرجا . تضيع الإجازة الصيفية ونحن بين مد الظروف وجزرها . بين الأمل واليأس نسعى .وحين يضيع علينا الوقت والفرص نحاول أن نمتطي صهوة التحدي ونغادر معتقل الغربة ولو لأيام نسترجع فيها أنفاسنا المتعبة وهذه هي الحياة !! ************ فرحة النجاح لا تضاهيها فرحة رغم العلم المسبق بولادتها إلا إننا نحّن دوما أن يبشرّنا بها الغير !! ربما لأننا فقدنا حتى الفرحة في دروب غربتنا وغدونا نتلهف ونتصيد لأي نبأ نفتعل منه مناسبة لنغني ونرقص مرددين ( الناجح يرفع إيدو ) وما أجمل النجاح وألف مبروك لكل من حالفه في الدراسة النجاح ********* لحين لقاءك لا أملك إلا البحر صديقا لي ألقي متاعبي ومواجعي وتداعيات جسدي من عجلة كانت تسوقنا إلى عالم نسينا فيه أنفسنا وأن لانفسنا علينا حق . بين طيات مياهك الدافئة أشرد بذهني بعيدا بعيدا .أتراك حبيبي مثل هذا البحر بسكونه وثورته بأمانه وغدره . بمداعبة مياهه لي بتخبطات وتكسرات على صخور الواقع أمواجه بمدّه حبيبي وجزره . بكنوزه وزبده ... بسعته ولونه .بموانئه وعمقه .. أحب البحر وأخشاه دوما لأنه يذكرني بك حبيبي وبعذاباتي معك وترددات نفسي من أن أفهم سرّ البحر لأنني لو فهت سرّ ه لترددت كثيرا قبل أن أجعل قدماي تطأ رماله الحارقة لأعدو بإحضانه كطفلة لا تخشى الغرق ولكن من عجائب الكون أن أهوى البحر وأهواك بكل عيوبك وعيوبه حبيبي ************