*** ذات يوم كان مقصد شرفاء المصريين وقد اصطحبوا عائلاتهم لشراء احتياجاتهم من ملبس وكل مايلزم البيت المصري القائم علي ستر المولي عز وجل يوم ان كانت الأيدي حانية علي الأسرة المصرية التي لم تكن قد غرقت بعد في آثار الرأسمالية! *** أتحدث عن عبق أيام مضت وصارت بعيدة لأتطرق الي شركة(عمر أفندي)و-فروعها- المنتشرة في ربوع مصروقد(كانت) مقصد الفقير والشريف لمواجهة أعباء الحياة يوم ان كانت مصر تظلل علي أبناءها ولاتتركهم فريسة سائغة في أيدي الذئاب والحواة يبيعون فيهم ويشترون كما حدث في العهد البائد الذي محي من ذاكرة مصر عقب ثورة 25 يناير المجيدة! *** في الخمسينيات والستينات وأوائل السبعينات كانت مصانع المحلة تعمل وتورد الكستور و(البفتة)البيضاء والقمصان والمناديل المحلاوي وكان عمر أفندي وقرناءه من متاجر مصر الحكوميةمقصدالأسرةالمصرية(الكادحة) *** وعلي نفس الوتيرة كانت شركة بيع المصنوعات المصرية وبنزايون وعدس وريفولي وغيرها....وكانت مصر مستورة!! *** ومضت سنوات وفي غيبة من الضمير والوعي بيعت أصولا كثيرة شملت مصانع ومحلات حكومية للبيع ومنها عمر أفندي وقرناءه! *** تزامن مع هذا البيع عملية تجريف منظم لمصر من كل خيراتها لينتهي الأمر بها وقد تبورت وخلت من كل ثمار ثورة 23 يوليو سنة 1952 عبر عهد كان شعاره السلب والانتهاب وحكم شريعة الغاب! *** هي دعوة الي استعادة تلك الأيام بعد ثورة التحرير المجيدة لتعود الكيانات التي كانت ترعاها الدولة لتحنو علي شعبها وقد ضاقت به سبل العيش الآمن ليضحي الستر مستحيلا في ظل شعار حكم السوق والاحتكارحيث تظهر(آثار)الغلاء الفاحش ! *** كان حكم محكمة القضاء الاداري(بمجلس الدولة) الصادر اليوم-السبت-( 7 مايوسنة 2011) بردا وسلاما علي قلوب المصريين وقد قضت ببطلان عقد بيع شركة ( عمر أفندي المصرية التليدة لشركة(أنوال)السعودية مع الزام الجهة الادارية بالمصروفات ***وقد صدر الحكم في الدعوي التي أقامها أحد شرفاء مصرويدعي ( حمدي الفخراني وهو نفسه صاحب دعوي بطلان عقد مشروع (مدينتي) *** وقد أقيمت الدعوي ضدكل من رئيس الوزراء، ووزير الإستثمار، ورئيس الشركة القابضة للتشييد والتعمير بصفتهم، وضد شركة أنوال المتحدة المملوكة للسيد جميل بن عبد الرحمن القنبيط، والتي طالب فيها بوقف تنفيذ قرار إبرام عقد بيع شركة عمر أفندى والموقع بين الشركة القابضة للتجارة وبين شركة أنوال المتحدة لما شاب الصفقة من اهدار المال العام ،وضياع حقوق العمال. ***وكان تقرير هيئة مفوضى الدولة قد أوصى ببطلان عقد البيع لإحتوائه على شروط مجحفه وقيام القنبيط بتشريد عدد كبير من العاملين دون الحصول على حقوقهم بالإضافة إلى زيادة مديونية الشركة للبنوك مما يهدد فروعها الأثرية. *** لقد صدرالحكم في فترة تحتاج فيها مصرلعودة الأمل توطئة لاستعادة بعضا مما فاتها وهوكثير! *** عمر أفندي صاحب اللقب الشهير الأثير المعبرعن زمن أغر يفخر به جميع المصريين قد استعيد (اليوم) بحكم قضائي بعدما ملكت مصرمجددا اليقين! *** آن لأحزان عمر أفندي و(قرناءه)أن تتنتهي (للأبد)لتبدأ مرحلة جديدة يستعاد فيها زمن المصانع والمتاجر يوم أن كانت مصر رحيمة بأبناءها! ***مصر عادت!