قالت مؤسسة خيرية رائدة يوم الخميس ان تقليص الدول الغنية للاموال التي تقدمها لعلاج فيروس ومرض الايدز في الدول الفقيرة سيؤدي في النهاية الى موت المزيد من الاشخاص وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية للاشخاص الذين يمرضون اثناء انتظارهم الدواء. وقالت اطباء بلا حدود ان الخيارات السياسية بشأن الميزانيات التي تتخذها الدول االغنية سواء بتجميد او خفض اموال المساعدة المقدمة للخارج لبرامج علاج فيروس الايدز بدأت بالفعل في التأثير على مرضى الايدز وتهديد الارواح. وقالت شارونان لينش من اطباء بلا حدود للصحفيين في افادة "اذا لم تأخذ الاتجاه العكسي فان هذه السياسات والقرارات ستعوق التقدم في مكافحة الايدز في السنوات القادمة." ونشرت المؤسسة الطبية الخيرية تقريرا قبل مؤتمر دولي كبير بشأن الايدز سيبدأ في فيينا يوم الاحد سيتم خلاله تحديد "العواقب العشر المترتبة على تأخر علاج الايدز أو تأجيله او الحرمان منه." ويرى التقرير انه بعيدا عن تقلص مشروعات العلاج في المناطق النامية المعرضة لخطر كبير مثل جنوب الصحراء الافريقية فانه يتوجب على المانحين ان يدركوا ان الاستثمار الان في العلاج المبكر لمزيد من المرضى سيقلل من تكلفة مواجهة المرض لاحقا. وقال التقرير "في ضوء الازمة المالية فان المانحين ربما يميلون الى التخلي عن التزاماتهم بتوفير علاج في أنحاء العالم للايدز." وتابع التقرير "ولكن هذه السياسات قصيرة النظر وتغفل في حسابها التكاليف التي ستدفع على المدى الطويل بما فيها التوفير من المنظور الاقتصادي وكذلك زيادة مستوى المعيشة وجودة النتائج." وانتقدت اطباء بلا حدود الحكومة الالمانية - التي قالت انها تنوي خفض التبرعات المقدمة الى الصندوق العالمي لمكافحة الايدز الى ثلث المستويات السابقة - لتصبح 200 مليون يورو فقط (256 مليون دولار). وانتقدت النمسا - والتي برغم استضافتها مؤتمر الايدز لعام 2010 - طالما رفضت التعهد بتقديم دعم مالي الى الصندوق العالمي لمكافحة الايدز ولا تزال على موقفها. وقالت اطباء بلا حدود ان الولاياتالمتحدة كذلك "تتباطأ" في تمويل علاج الايدز. وتقول الاممالمتحدة ان هناك ما يقدر بنحو 33 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب (اتش.اي.في) المسبب للايدز في شتى أنحاء العالم وان اكثر من نصف 9.5 مليون شخص يحتاجون الى دواء من الايدز ليس بامكانهم الحصول عليه. ويواجه الصندوق العالمي لمكافحة الايدز عجزا قدره 20 مليار دولار سيحاول التغلب عليه اثناء مؤتمر مقرر في اكتوبر تشرين الاول.