سبحان الله المعز المذل بدايةً وانتهاءً فقد دارت الأيام دورتها وغربت الشمس عن عائلة مبارك والتي كنا نظن أن شمسها لا تغرب ُ ولكنها سنة الله في الكون ، هذه السنة التي غابت عن مبارك وسوزان ونجليهما وبقية الزمرة الفاسدة الذين سمموا حياة مصر والمصريين في كل جوانبها وهاهم الآن يتمنون أن لو أنهم ماتوا قبل ذلك اليوم أو أن أمهاتهم لم تلدهم وكأن لم يغنوا بالأمس وهذا يوم يعض الظالم على يديه ولهم في الآخرة من الله ما يستحقون . هذا ما جنت أيديهم من حصائد زرعهم الذي غرسوا في الأيام الخوالي وبما نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، وكان ربك بالمرصاد تركهم في غيهم يعمهون يتيهون في مواكب فارهة وقد تعطل حياة البشر وتتوقف الأرض عن الدوران لمرور مواكبهم غير عابئين بأحدٍ من البشر سواهم ويتيهون في الأرض كبراً وخيلاءً وكأن الأرض الطيبة أصبحت جنتهم فلولا إذ دخلت جنتك قلت سبحان الله ولكنهم اعتبروها خالصةًً لهم وحدهم دون غيرهم أمعترض أنت؟؟ فلترحل وإذا لم يعجبك فلتبتغِ لك أرضاً سوى الأرض ولتجد سماءً غير السماء ،وظنوا أن الدنيا دانت لهم بكل ما فيها ومن فيها ونسوا أن الله تعالى قال "حتى إذا أتاها أمرنا جعلنا عاليها سافلها" فدالت دولتهم وأصبح حالهم يرثى له ممن اكتوى بنارهم قبل المنتفعين ويشفق عليهم القاصي والداني حتى وضعوا الشعب الكريم المعطاء في حرجٍ بالغٍ مع شخصيته التي جُبل عليها أيسامح وينسى ويلعق الجراح كعادته أم يقتص ويأخذ حقه منهم وحق البلاد. وتالله إنها لإرادته وسنته التي قد خلت من قبلها السنن وقد قال القدماء لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ، كما خلت سنن الأولين فأين عاد وثمود وأين فرعون المعبود ، وأيم الله لو تدبروا الأمر حق تدبره لخرُّوا لله سجَّداً على ما أنعم به عليهم من نعمة الملك والسلطان وقنعوا بما خولهم الله فيه من نعيم ، وجدوا واجتهدوا في خدمة الوطن والمواطنين ، ولكن الطمع والجشع اللذان لا يعميان الأبصار فقط وإنما يعميان القلوب التي في الصدور هما اللذان دفعا بهم إلى هذا المصير الذي لم يكن يراودهم حتى في أسوأ الكوابيس ، فقد قال وزير العدل أنه لو ثبت تورط مبارك في قتل المتظاهرين فسيحكم عليه بالإعدام. سبحان الذي بيده الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ، هل كانت تتوقع سوزان ثابت أو سوزان مبارك أن تؤول الأمور إلى هذا الحد من الذل والمهانة هل خطر ببال جمال أو علاء أم كانوا من الغافلين وهل أجرموا كل تلك الجرائم وهم واثقين بأنهم سيفلتون أما علموا أن الله بكل شيءٍ عليم وأنه لا يظلم أحداً وما ربك بظلامٍ للعبيد أكاد أجزم أنهم ما تصوروا مجرد تصور هذا المآل وذلك المصير وما جال بخاطر أحدٍ منهم قط كما أنه لم يكن يخطر أحد في العالمين .