قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس ذو القلب المحموم واللسان الصادق) ، قيل: ما القلب المحموم؟ ، قال: (هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد) ، قيل : فمن على إثره؟ قال: (الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة) ، قيل: فمن على إثره؟ قال: (مؤمن في خلق حسن). فالقلب العامر بنور الإيمان هو المعيار الأساسي للتقوى ، هو القلب النابض بالحياة ، هو الذى يشعر صاحبه بمتع الدنيا دون وجود ما يعكر صفو حياته ؛ قال صلى الله عليه وسلم : (التقوى هاهنا التقوى هاهنا...) وأشار إلى صدره، فأمر الإيمان ليس بكثرة الأعمال الظاهرة، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، فلا تفسد قلبك بالأعمال التى لا ترضى الله و تغضبه . ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) ، لذلك كان صلاح القلوب بالطاعات، وعمل الخير ، والابتعاد عن كل ما يغضب الله و يعصيه ، تقرب من الله بأداة الفرائض التى فرضها عليك ، و لا تنسى الذكر ، ففى الذكر حياة لقلوبنا ، ونور لعقولنا ، وهدوء و سكينة لأنفسنا .