أحتفل العالم العربي بيوم اليتيم .. والذي يشعر فيه اليتيم بوصمة العار الموجودة علي جبهته،والتي لا يستطيع أن يتخلص منها..ومما يزيد طينته بله حفلات يوم اليتيم التي تكون عذابا حقيقيا للأيتام في هذا اليوم. أعتقد أنهم لن يكونوا سعداء بتجمع الناس حولهم في هذا اليوم.. ولا يريدون رؤية مصمصة الشفاه،ونظرات الشفقة التي تنتهي عادة بتوزيع بعض الحلوى عليهم ..ولو 'خيروا لأسقطوا هذه الحفلات. وهذا ليس تقليلا من جهد الجمعيات الخيرية في مجال رعاية الأيتام،ولكنه نوعا من إلقاء الضوء علي مشكلة اليتيم الحقيقية،فمشكلة اليتيم ليست في ملبس ،أو شي مادي ينقصه ،أنما مشكلته الحقيقة أنه يريد أن يشعر بأنه طفل عادي كالآخرين بدون النظرات التي ترهقه طوال حياته. أن يريد أن يبلغكم أنه ليس عيبا أن يكون يتيما، فأشرف الخلق سيدنا محمد كان يتيم الأب مبكرا، ثم توفيت أمه و هو غلام صغير لم يبلغ الحلم بعد, و في القرآن الكريم يخاطب الله تعالى النبي محمد عليه السلام مذكرا إيّاه يتمه و كيف أن الرحمة الإلهية و سعته ،فوجد من يكفله، و يرعاه كما يعرف قدره، و يحسن إليه . وهذا هو بيت القصيد أنه وجد أسره تحتضنه وتجعله واحدا ممن أفرادها، أخرجته إلي العالم فردا طبيعيا،له تأثير في المجتمع. فقد أثبتت الدراسات الحديثة عن نوعية السلوك الملاحظ علي الأيتام في دور الرعاية أن الطفل اليتيم"ضعيف الشخصية ،متردد،منطوي علي ذاته،كما أن بعضهم لديهم بعض الاضطرابات والمشكلات النفسية ،نظرا إلي كثرة الضغوط الذي يواجهها بعضهم. فهل تتوقع من شخص ظل 'يعاقب حتى ،على شيء لم يكن له ذنب فيه،أنه سيخرج ليشكر المجتمع الذي استثناه وخذله من دون سبب أو مبرر؟ ، أم أنه يخرج لهذا العالم ،وبداخله الغضب والعنف وعدم الانتماء وعدم الثقة، إضافة إلى الشعور بالوحدة النفسية والحقد الذي كان يكبر بداخله يوماً بعد الآخر؟ سؤال لن أجيب عليه........................ مروه رسلان محررة صحفية بمركز مداد الدولي للبحوث والدراسات