* تُعتبر لوحة زهرة الخُشخاش من أهم المقتنيات واللوحات الفنية التى يضمها متحف محمود خليل والتى رسمها الفنان الهولاندى الشهير فان جوخ كما يُقدر ثمنها بحوالى( 55 مليون دولارا) ، فهذه اللوحة كانت توضع بأحدى القاعات فى الدور الاول بالمُتحف العريق ،فأننى ألاحظ أنها توضع ولا تحفظ فلماذا لم تُحفظ بشكل لائق يجعلها تحتفظ برونقها وجمالها من ناحية وتُبهر الرائى أو الزائر من ناحية أخرى ؟؟؟ ولاكن الاهمال طغى على الموقف وتسبب فى ضياع أحدى معالم الفن العالمى. *فأليكم سبب السرقة حيث تم سرقة اللوحة من المُتحف عن طريق أستخدام مشرط لقطع اللوحة من الاطار المحيط بها وطبعا السبب فى سرقة اللوحة هو بهائها وروعة فنها ولسبب أخر ان الفنان العالمى فان جوخ هو الذى أبدع رسمها وتصويرها ، كما أن الرقابة والأمن المسئول عن المُتحف مجرد تحصيل حاصل وانهم يؤدون عملهم مثل أى موظف حكومى لايهمه سوى الراتب الذى يجنيه أخر الشهر والعمل مجرد (حاجة متعبة وتفرس) . . *فمن جانبه أنه تم سرقة اللوحة قبل ذلك اكثر من مرتين كان من أحداهم عام 1978 وترحلت الى احدى الدول العربية لكى تتهرب منها الى ايطاليا ولكن تم أسترجاعُها مرة أخرى ، فهل سترجع هذه المرة !!! أننى لا أعتقد ذلك على الاطلاق فى ظل هذه الوزارة التى لم نستفاد منها غير الاحتفال بالمؤتمرات وتكريم فنانين وممثلين عالميين ،فأننا لم نعارض ذلك ولكن البلد أولى بحل مشاكلها الداخلية ،فأننى أعتقد أن سرقة لوحة زهرة الخشخاش يُعتبر وصمة عار فى تاريخ وزارة الثقافة المصرية كما أن هذا الحادث يقلل من شأن عدة مسئولين ،فجاء على لسان فاروق حسنى أنه تقدم بأستقالته الى الرئيس (كرم الله وجهه) وتم رفضها مرتين ،فهل لو أغراه اليونسكو ثانيا كما كان يريد سيتمسك بالوزارة ام سيلجأ الى فرصة عمره مثل محى الدين ويؤمن أفضل حياة لورثته وسيوضع الرئيس تحت الأمر الواقع. *فأننى اتعجب أشد العجب كما أُريد أن أعرف السبب لكى يُبطل عجبى هذا ، فلماذا لم نتعلم من التجارب السابقة لسرقة هذه اللوحة ومقتناياتنا الاثرية الفرعونية التى تهربت من قبل ،ومن المسئول الأن الوزير ام الوكيل أم الغفير!!!! *ومن جانب أخرعرفنا جميعا تصريحات وزير الثقافة د/فاروق حسنى انه ليس مسئول عن سرقة اللوحة كما أن مشغولياته الفائضة تكفيه و تزيد وأنه ترك زمام الأمر الى مسئولى المتحف العريق الذى لا يوجد له بريق سوى ظلام دامس يسوده ويطغى على جمال اللوحات الفنية الرائعة التى لم يتذوقها سوى الشخصيات الفاضلة . *فماذا بعد توبيخ مسئولى البلد بعضهم لبعض !!!وماذا بعد هذا !!! فأين وجاهة مصر الحضارية !!! ولماذا نعطى فرصة لأى شخص أن يطلق علينا (شعب متخلف) يترك زمام الأمر وينظر الى التفاهات ؟؟؟ فلم نسمع بأن الحكومة قامت بالبحث عن اللوحة ولاكن عرفنا وشهدنا جميعا على الدعاوى القضائية وتقديم مسئولى المتحف الى المحاكمة ؟؟ وهل يقتصر دور النائب لعام د/محمود عبدالمجيد الى محاكمة محسن شعلان والعشرة مسئولين المتهمين فى سرقة اللوحة ؟؟؟ فهذا الذى رجعً مصر للوراء وجعلنا شعب متخلف يترك سبب المشكلة وينظر لجوانبها الفرعية . *فبعد هذه الكارثة ماذا يفعلون تم ترحيل محسن شعلان وعشرة من المتهمين فى الاهمال وحادث سرقة اللوحة الى القضاء والوزير برىء برىء وغير مسئول (براءة الذئب من دم بن يعقوب ) ،كما يتهمون شعلان بانه المتسبب فى سرقة اللوحة وأنه رفض تجديد المُتحف لتدبير سرقة اللوحة ،فبالفعل اننى أتعجب من رمى كل مسئول المسئولية عن أكتافه وهل تطوير المتحف سيُرجع اللوحة ؟؟؟ *فهل من الممكن لمتحف عظيم مثل متحف محمود مختار لا يوجد فيه رقابة فأين الامن وأين الرقابة؟؟؟ فالاهمال أودى بنا الى الضياع فأننى اعتقد أنه من المفترض أن يتحمل كل مسئول تسبب فى أهمال عمله بالاعدام شنقا لآننا تركنا لهم الحبل على الغارب وشجعنا كل فاسد على مواصلة فساده فأننى أرى أن كل فاسد يجب أن يُعاقب اشد العقاب حتى لا يلزمه اخر . *فألى متى سيستمر فساد واهمال المسئولين داخل المحروسة ؟؟؟لا بالفعل لن أقول بعد ذلك المحروسة لآن فعلآ أجبر الزمن مصرنا على فقد الكثير من صفاتها والتخلى عنها الى الابد وليس أمامها سوى الصمت والرضا بالامر الواقع الذى أعتادت عليه وستعتاد عليه بعد الأن كما أجبروها أيضا على التخلى عن خجلها الذى كان يُبهر قيمتها وجمالها ،فلم تعُد المحروسة ولكن من الممكن أن نطلقُ عليها المختلَسة أوالمسلوبة ، كما أودى بنا الزمن أيضا الى أفظع الجرائم التى أعتبُرها من الاشياء المهدرة لكرامة أى شخص يعتز ببلده ويفخر بوطنيته ، فمقتنيايتنا الاثرية التى تُعبر عن حضارتنا وأصالاتنا ،لوثها فساد المسئولين الذين يعتقدوا ان البلد وما فيها ملكآ لهم وورثوها ومن فيها من قديم الأزل الى أرزل العمر. *فبعد هذا الكلام أننى أرى أن (سرقة لوحة زهرة الخُشخاش وعمليات تهريب الاثار المصرية التى نشهدها من حين لأخر ) تُعتبر من أهم قضايا الرأى العام التى تهم كل مصرى، كما أن المتضرر هنا هو المواطن المصرى الذى يغير على تراثه وثقافته العريقة التى هى مهد حضارته والتى لا يوجد لها مثيل.