ثورة شعبية بيضاء طاهرة من كل الرعاء والدخلاء أشعلها الفقراء البسطاء وقادها الشباب الحكماء وجنا ثمارها أبناء الوطن المصري الشرفاء..حقاً فقد فعلوها أبناء الكنانة خير أجناد الأرض بعقولهم وقلوبهم وسواعدهم الشماء فأدهشوا العالم بحضورهم وأربكوا حسابات العدو والصديق بذكائهم. إنهم أحفاد الفراعنة أبناء الشعب المصري العظيم أبناء التاريخ والحضارة الإنسانية العريقة منذ ألاف السنين.. صورة مشرفة من أجمل الصور كانت في كل ميدان تحركت معها مشاعر كل إنسان الغني والفقير والمسيحي والمسلم المنهكان توشحوا كلهم بعلم الأوطان وتحركوا كأمواج الطوفان الهادر من كل سائر البلدان وساروا على قلب رجلٍ واحد لا يخشوا جبروت بطش الطغيان يهتفوا من قلوبهم بصوتٍ عالِ الشعب يريد رحيل مبارك وإسقاط النظام فتلاحم الشعب مع الجيش وسطروا أروع ملحمة بطولية فكان المصري هو العنوان فانتصرت إرادة الثورة والثوار وتحقق حلم الملايين الأحرار بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال ما أجمل هذا الانتصار!!.. فقد أقر الجميع بما فيهم القاصي والداني بأن الثورة الشعبية التي فجرها شباب مصر هي ثورة نبيلة والهدف منها هو تحقيق مطالب سياسية واجتماعية واقتصادية عادلة فللأسف الشديد فقد تناسوا هؤلاء الحكام إن عجلة التاريخ لن تقف في مكانها فدوام الحال من المحال لأي نظام أو حكومة دكتاتورية طاغية فاسدة ظالمة مستبدة عاشقة لإراقة الدماء وقتل الأبرياء وتسعى من أجل السلطة والثروة والبذخ على حساب أبناء شعبه المغلوب على أمره تارك مصير هموم الوطن والمواطن ومؤسساته للمجهول دون أي مبالاة بالمسؤولية فإن الشعوب أينما كانت وأينما وجدت على هذه الأرض فهي بالدرجة الأولى مصدر السلطات وهي التي تمنح الرئيس ومؤسساته الحاكمة الحصانة الشرعية ومن حق هذه الشعوب صاحبة الصلاحيات أيضاً سحب هذا التفويض في أي وقت تشاء فهي التي تمتلك الشرعية. فإن المصريين قد ترجموا بكل عزة وكرامة وفخر وإباء تصديقاً لقول الشاعر إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي..ولابد للقيد أن ينكسر..ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر .... أيها الحكام المرتزقة المأجورين أيها الأنظمة والحكومات العفنة الساقطين. أفيقوا من سباتكم قبل أن تلفظكم الشعوب ويكون مصيركم مزابل التاريخ فاعلموا أن َلا صوت يعلو فوق صوت الشعب..لا صوت يعلو فوق صوت الثوار الأحرار ...لا صوت يعلو فوق صوت الشهداء الأبرار...لا صوت يعلو فوف صوت المقموعين والمضطهدين والمغيبين في غياهب السجون وعلى الحكام المتمسكين بالعروش الوهمية أن يستيقظوا من غفوتهم ويستفيدوا من الدروس وأخذ العبر من ثورة الياسمين في تونس والثورة الشعبية الجارفة في ومصر لأن رياح التغير قادمة لا محالة آجلاً أم عاجلا. فهل فهمتم الدرس أيها الأغبياء ؟؟أيها المغامرين الدجالين الأفاقين النصابين ؟ هل وصلت الرسالة إليكم أيها القتلة الفاشيين؟ عاشت مصر وعاش شعبها العظيم.. فطوبى لمصر العروبة بثوبها الجديد وحفظها الله من كل سوء.. الحرية كل الحرية لباقي الشعوب المضطهدة التي ترزح تحت نير فوهة البنادق بما فيهم أبناء شعبنا.. الحرية كل الحرية لأبناء شعبي القابع في سجون والمطارد.. من الأجهزة الأمنية والملاحق من البوليس السري.. الحرية لأبناء شعبي بالخلاص من ويلات الانقسام وجحيمه.. المجد للشهداء والحرية للأسرى والنصر القريب بإذن الله لشعبي في فلسطين..