طالب فضيلة الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية بضرورة العمل من أجل إخماد دعاوى التطرف التى تسعى إلى تخريب المجتمع , وخدمة مصالح من يضمرون للمسلمين الشر من خلال بث مشاعر الخوف فى قلوب أصدقائهم. وشدد د. علي جمعة على ضرورة تقديم كل الدعم للعلماء المتصدرين للرد على هذه الدعاوى , وإيفاد طلبة العلم إلى معاهد التعليم الدينى التى تتسم بالوسطية والاعتدال كالأزهر الشريف لتمكينهم من نشر الرسالة الحقيقية والمتزنة البعيدة عن الغلو فى الدين فى هذه البلاد. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها مفتى الجمهورية خلال افتتاح المؤتمر السنوى السابع والأربعين للمجتمع المسلم بأمريكا الشمالية إسنا بمدينة شيكاغو اليوم الأربعاء والذى يعقد تحت عنوان إقامة مجتمعات تسودها المحبة.الربط بين الإيمان والخدمة المجتمعية بحضور كبار القادة السياسيين والحكومين والعلماء والأكاديميين والدينيين والمتحدثين والشخصيات العامة المؤثرة بالولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وبمشاركة ممثلى مئات المؤسسات المجتمعية والمهنية. ودعا جميع المسلمين المقيمين فى الولاياتالمتحدة إلى تحمل المسئولية تجاه الدين الإسلامى وإظهار صورته الحقيقة السمحة الوسطية , وأن يقفوا جميعا وراء المنظمات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية الإسلامية التى تقدم خدمات يلمسها المجتمع الأمريكى ككل , والتى تبدد ما تدعيه وسائل الإعلام المغرضة كل يوم بدون وجه حق ويؤكد على وجود فرص حقيقية لزيادة علاقات التقارب والتواصل الفكرى والحضارى والإنسانى والثقافى بين الحضارتين العربية الإسلامية والأمريكية. وطالب مفتى الجمهورية الجاليات والمنظمات الإسلامية العاملة فى المجتمع الأمريكى بالاهتمام بالجانب الخدمى الذى من شأنه أن يعود بالخير على مجتمعهم فى كل جانب من جوانب الحياة , وبإنشاء المؤسسات التى تخدم الفقراء والمحتاجين وتخفف من معاناتهم , وإلى إطعام الطعام وإفشاء السلام الذى يحمل فى طياته معنى حب الغير والإيثار الذى يحث عليه الإسلام أشد الحث. وأكد الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية - أمام المؤتمر - أن الإسلام ينظر إلى غير المسلمين وخاصة أهل الكتاب نظرة تكامل وتعاون وبالأخص فى المصالح المشتركة المبنية على قاعدة القيم والأخلاق التى دعت إليها كل الأديان وحظيت بالقبول والرضا من كل البشر , كما أنه وضع قواعد واضحة للعائلة البشرية, وأعلن فى صورة واضحة لا تحتمل اللبس أو التأويل أن الناس خلقوا جميعا من نفس واحدة بما يؤكد وحدة الأصل الإنسانى. وقال "إن الناس جميعا فى الإسلام لهم الحق فى العيش والكرامة دون استثناء أو تمييز , ولا يصح أن يكون اختلاف البشر فى ألوانهم وأجناسهم ولغتهم ودياناتهم سببا فى التنافر والعداوة , بل يجب أن يكون ذلك داعيا للتعارف والتلاقي على الخير والمصلحة الإنسانية المشتركة , وأن ميزان التفاضل الذى وضعه القرآن الكريم هو فيما يقدمه الإنسان المؤمن من خير للإنسانية كلها. وأوضح أن الإيمان بلا عمل كالبناء بلا أساس وكالشجر بلا ثمر , وأن أهم ثمار الإيمان هى ما ينبثق عنه من عمل , وثمار هذا المجتمع ستقطف من خلال تنمية المؤسسات التى تخدمه , والتى تنبنى بأفعالها وليست بأقوالها. وقال فضيلة الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية إن قيادات المنظمات الأهلية للجاليات الإسلامية هم سفراء الرحمة والعمل الخدمى فى مجتمع يسعى سعيا حثيثا للاندماج , مؤكدا على نجاح كافة هذه الجهود والمساعى طالما استمروا فى التمسك بتعاليم النبى - صلى الله عليه وسلم - فى الاعتدال والرحمة والعمل الخدمى والتطوعى