مع بداية ثورات الدول العربية ضد المستعمر الغربي, تخلص الأوروبيون من العديد من مشاريعهم الاستثمارية بأقل ما يمكن الحصول عليه, وغادروا بلدان العرب بأقل الخسائر. استغل يوم ذاك بعض العرب من المسيحيين واليهود, وكذا بعض المسلمين الفرصة التي كانت مواتية فتمكنوا من تملك مشاريع مدرة للربح بأثمان زهيدة, لكون ملاكها باعوها مجبرين بعد أن لم تعد مربحة لهم وخوفا على حياتهم. اليوم وفي ظل ثورات العرب ضد حكامهم, وجد بعض المستثمرين الأوروبيين فرصة ذهبية لاسترداد ما فقده آباؤهم في ظروف صعبة مكرهين. بعد أن أصبح سدنة الأنظمة العربية, وبعض الانتهازيين الذين اغتنوا من المال العام, مهددين في أرزقاهم وأرواحهم, أصبحوا مكرهين على التخلص من جميع ممتلكاتهم العقارية والمنقولة التي لا يمكن إخراجها للخارج, لذا فلن يجدوا من يشتري منهم غير الأوروبيين المستعدين للمغامرة, والمدعمين من دولهم التي تحرضهم وتدعمهم بتوفير الأمن والأمان لهم, مشجعة لهم بقرب زوال الخطر وإعادة استقرار الأوضاع وزيادة الاستهلاك أكثر مما كان عليه. لقد طمح الأوروبيون في السيطرة الاقتصادية على الدول العربية, وملامسة الطبقات المستهلكة واستهدافها مباشرة من غير وساطة من أحد. سيكون في المستقبل القريب الفرن والحمام والمخبز وحتى المحلبة في ملكية أوروبيين, تملكوها بربع ثمنها الحقيقي ليجنوا منها من الأرباح الأضعاف المضاعفة, وليكون بمقدورهم في المستقبل التحكم في الطبقات الشعبية, وتوجيهها لما يخدم مصالحهم.